دعا والد الشهيد عبدالعظيم أبوبكر إلى اتفاق قوى الثورة على مبادرة واحدة، بغرض توحيد صفوفهم نحو إسقاط الانقلاب. وتعمل القوى المناهضة للانقلاب على إسقاطه بشتى السبل، بما في ذلك مشاركتهم الفاعلة في الاحتجاجات، لكنهم لم يتفقوا حتى الآن على برنامج سياسي وتنظيم واحد. وتحدث والد الشهيد عبدالعظيم، الأربعاء، في فعالية نظمتها تنسيقية لجان مقاومة أم درمانجنوب؛ لتأبين الشهيد أحمد مهدي "فريسكا"، بنادي المهندسين أم درمان. وارتقى أحمد مهدي، وهو طالب بكلية الطب، شهيدًا في مواكب 30 يونيو المنصرم، إثر إصابته برصاص قوات الانقلاب التي تتعامل بوحشية مع المتظاهرين السلميين. وطالب والد الشهيد عبدالعظيم أبو بكر عمر الإمام، الحضور من لجان المقاومة بترك اسلوب التخوين والتشكيك، وقال إنه السبب في إطالة أمد النظام الإنقلابي. وأشار إلى أن الثورة ملك لأي سوداني يقاوم لإزالة النظام حتى الذين فشلوا في إدارة البلاد إبان فترة تولي عبدالله حمدوك قيادة حكومة الانتقال، وأرجع الفشل لقلة حيلتهم ولهيمنة العساكر عليهم، مطالبا بعدم اقصائهم في معركة المقاومة ضد العسكر. ودعا أبو بكر الثوار للانتباه لدور وحدة القوى في إسقاط الانقلاب، والانتباه لجهود الانقلاب في التعاون مع أعضاء المؤتمر الوطني خاصة المبادرة الأخيرة المطروحة من الطيب الجد التي اعتبرها "التفافا من رئيس مجلس السيادة الإنقلابي ونائبه للعودة مرة أخرى بواجهات جديدة". ودعا لاستباق المؤتمر الوطني و"الأرادلة" في خطواتهم بأكثر من 100 سنة ضوئية، واستغلال لجان المقاومة لذكائها فيما هو مفيد، وقال إنه لا يمكن لنظام ضعيف أن يهزم إرادة شعب مالم يتفرق الشعب. وأضاف: "إن المرحلة القادمة مرحلة توحد وتكاتف، وأن النظام الانقلابي لا يُهزم بالشارع فقط بل بطرق أخرى أكثر دهاء". ومنذ أكثر من 9 أشهر، ظلت لجان المقاومة تقود الاحتجاجات السلمية ضد سلطات الانقلاب، بينما ظلت القوات الأمنية تواجه المظاهرات السلمية بالعنف المفرط، ما أدى لاستشهاد 116 متظاهرا. وتقول منظمة (حاضرين)، في تقرير نشرته في 1 أغسطس، إن أكثر من 5600 شخص أصيبوا خلال مشاركتهم في المواكب منذ الانقلاب العسكري، بينهم نحو 550 مصابا يتلقون العلاج حاليًا. وأصيب 512 ثائرا بطلق ناري، وفقًا لمنظمة (حاضرين)، بينهم 64 حالة إصابة في الصدر و42 إصابة في الرأس و21 إصابة في العنق، إضافة إلى 25 إصابة في الظهر و91 إصابة في الذراع و60 إصابة في البطن و36 إصابة في الوجه والفك، اما بقية الإصابات فهي في الساق. واستنكر والد الشهيد عبدالعظيم جرأة تصريحات فلول النظام البائد في الفترة الماضية ورأى أن سببها معاداة قوى الثورة لبعضها البعض وتزايد خلافاتها. وأشار إلى أن التركيز في الفترة الحالية يجب أن يكون على إسقاط نظام الإنقاذ 2 ثم بعدها التفكير في إجابة سؤال من سيحكم السودان. وأكد على أن السودان الذي يحلم به الشباب الثائر لا يأتي بالحلم ولا بالشتات وعدم التماسك، مشددًا على أن أهالي الشهداء لم ولن ينسوا موت أبنائهم، ودعا لعدم الاستهوان بالطرق التي يستخدمها الانقلابيين في التفريق بين الشباب وإغراء بعضهم بالمال للعمل ضد مبادئ الثورة، كما عبر عن إعجابه بدور المرأة في المواكب والتغيير ودور الأطفال ومشاركتهم في الشارع. وشملت الفعالية مشاركة ثقافية من الشاعر أزهري محمد علي والمغنين شمت محمد نور والخير أحمد آدم ومحمد الفاتح " زولو"، وتحدث فيها ممثل لأسرة الشهيد وممثل لتنسيقيات لجان المقاومة وممثل لمجموعة (محامو الطوارئ). وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية. وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.