عرضنا من قبل للقواعد التي تنظم عمل النقابة وسلامة إجراءاتها، وما كنا نتصور أن من تم اختيارهم لعضوية اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين، التي تؤسس وتهندس كل إجراءات النقابة، من تسجيل وعضوية وجمعيات عمومية، وإشراف على لجنة الانتخابات، واكمال عملية التسليم والتسلم، بينهم والنقابة الوليدة يمكن أن يقترفوا هذا الخطأ الكبير والمخالفة الواضحة لقيم وأعراف وتقاليد العمل النقابي، بأن يطرحوا أنفسهم للتنافس مع الأخرين وهم يمتلكون كل هذه الميزات التفضيلية عليهم وعلى غيرهم من اعضاء الجمعية العمومية. لم تسجل في تاريخ الحركة النقابية في بلادنا حالة مثل هذه، كيف يتقدم اعضاء لجنة تمهيدية لنقابة تأسيسية للتنافس مع عضوية النقابة، وهم الذين باشروا إجراءات تسجيل هذه العضوية وفتحوا السجل ونقحوه وعدلوا فيه، الا يتصورون أن بمجرد دخولهم المعترك الانتخابي سيتم التشكيك في كل عمل قاموا به، وسيتم الطعن في نزاهة العملية الانتخابية، وكيف للناخبين ان يطمئنوا لسلامة أي اجراء قاموا به من قبل بعدما استبانت نواياهم في دخول المنافسة الانتخابية، في مخالفة لأعراف العمل النقابي والتي تمثل ركنا من اركان القانون غير المكتوب للنقابات..؟ إن حالة من تضارب المصالح تجسدت في مسلك اعضاء اللجنة التمهيدية، الذين قبلوا الترشح في الانتخابات، منافسين لمن ائتمنوهم على سلامة ونزاهة الانتخابات، وهذه سقطة لا يجدي معها أي تعليل حول النظام الأساسي ولوائح الانتخابات، فهي تتعلق بقيم وأعراف واخلاق العمل النقابي، وهي بالحق قواعد ملزمة، وهم قد خالفوها، وخالفوا مقتضى التزامهم المحدد تجاه القاعدة الصحفية، بعقد انتخابات نزيهة وشفافة وسليمة الإجراءات. إن هذه الانتخابات هي انتخابات تأسيسية، ولا تملك اللجنة التمهيدية أي مجال للتوقف عن اعمالها، كما لا يملك اعضاءها حق الاستقالة او الترشح بعدما بدأت اجراءاتها الانتخابية، او تفويض صلاحياتهم للجنة الانتخابية المؤقتة، فهم من سيقوموا بإجراءات التسليم والتسلم مع النقابة المنتخبة، فكيف يمكن لعبد المنعم ابو ادريس وعثمان شبونة ووليد النور وغيرهم من اعضاء اللجنة التمهيدية، الذين قبلوا الدخول في القوائم الانتخابية، اكمال هذا الإجراء اذا كانوا من الفائزين في الانتخابات، وهذه ليست قضية شكلية يمكن تجاوزها، هل سيسلموا انفسهم كل الإجراءات المتعلقة بالتمهيدية، ام سيكون الأمر مجرد انتقال من خانة لأخرى بالنسبة لهم..؟! لقد رفضت شبكة الصحفيين وبشكل قاطع، الدفع بكوادرها من اعضاء اللجنة التمهيدية ضمن قائمتها الانتخابية، حفاظا على اخلاق وقيم وتقاليد وقوانين العمل النقابي، رغم انهم من خيرة كوادرها، وممن تلقوا تدريبا عاليا وأظهروا قدرات قيادية، وألزمت نفسها بالانصياع للمبادئ وحافظت عليها، وخالفها من الأخرين من توسم فيهم الناس حملها والحفاظ عليها. هذا الخلل يقود للتشكيك في مجمل العمل الذي قاموا به في التمهيدية وقد اضروا بجهدهم ضررا فادحا، وشككوا في مواقفهم السابقة، وهم بما قاموا به في تقديري الشخصي تسببوا في ضرر كبير للعملية الانتخابية، واظهروا انفسهم كمتهافتين على المقاعد والسلطة، وهذا مما يقدح في أهليتهم لتولي المناصب. الثورة مستمرة وستنتصر #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية #النقابة_الحرة_عائدة_والطغاة_زائلون