كمال كرار في قوانين الفيزياء لا يضئ المصباح إلا بعد اكتمال الدائرة الكهربائية. وفي السياسة والثورة تسقط الانقلابات العسكرية بالضربة القاضية وهي الإضراب السياسي. وهذا الإضراب تقوده النقابات المنتخبة من قواعدها النقابية، بعد أن تقرره الجمعيات العمومية.. وللنقابات تجاربها في كيفية إنجاح وحماية الإضراب السياسي، وكيفية مجابهة التكتيكات المضادة التي يقودها الانتهازيون بإيعاز من الديكتاتوريات. والإضراب نفسه هو سلاح الثورة الفعال، الذي يكمل دائرة المظاهرات والمواكب والتتريس، فيصيب النظام العسكري بالسكتة القلبية والصدمة الدماغية فيتهاوى ويسقط كالشجرة البالية. ولخطورة النقابات ولأنها أدوات تنظيم الجماهير في أماكن العمل، فإن النظم الديكتاتورية تحاربها وتحظرها، والسفاح نميري جعل عقوبة الإضراب السياسي الاعدام كي يرهب النقابات ولكنه سقط بالإضراب السياسي.. في الطريق لإسقاط انقلاب البرهان بناء النقابات هو الأولوية، وهذا البناء صعب لكنه ليس مستحيل. نموذج أساتذة الجامعات والصحفيين يمكن أن يطبق في كل مرفق عمل.. والأمر نفسه ممكن لتكوين اتحادات المزارعين والرعاة.. لا تنتظروا صدور قانون للنقابات فهو معطل عمدًا منذ ما بعد الثورة. وحالما تنتشر النقابات المنتخبة، فإنها تكتب النهاية للبرهان وطغمته.. شق النقابيون الأوائل طريق التنظيم النقابي بالدماء والتفاني، حين أسسوا هيئة شؤون العمال، وحفرت لجان المقاومة الصخر وهي تسير نحو الثورة والانتصار.. الثورة نقابة ولجنة حي هكذا يهتف الثوار.. والإضراب السياسي قادم والثورة منتصرة.. وأي كوز مالو؟ الميدان