بدأ واضحاً جداً من خلال رصد (الجريدة) الدقيق لكل صفحات لجان المقاومة والناشطين وأنصار الثورة السودانية على منصات التواصل الاجتماعي، بأن ليست هناك أية تفاعل أو مجرد تعليق إيجابي على بيان قوات الشرطة حول تظاهرات ال25 من أكتوبر، وهو ذات الأمر الذي وصفه مراقبون بأن غالبية شعب السودان من أنصار الثورة، باتوا لا يُصدقون بيانات الأجهزة النظامية ولا يمنحونها شرف الحفاظ على أمن المواطن. وقد تجلى ذلك في مواقف عديدة رصدتها (الجريدة) من خلال تتبع مسارات البيانات الرسمية للشرطة منذ عهد المخلوع البشير. في يناير 2019 وحينما ارتفعت موجة الغضب الشعبي على الطريقة التي قُتل بها الشهيد أحمد الخير في خشم القربة، كانت بيانات وإفادات الشرطة بمثابة كوميديا أضحكت السودانيين وقتها وأثارت تهكمهم، وحينما انتصرت الثورة أتضح تماما ومن خلال جلسات المحاكمة للمتهمين بقتل الشهيد أحمد الخير، مدى الكذب الذي غرقت فيه الشرطة وقتها، وكذلك وخلال مسيرة الحراك الثوري الرافض للانقلاب الحالي، كانت كل بيانات الشرطة حول التظاهرات تُثير دهشة المواطنيين للدرجة التي لم يعد فيها بيان الشرطة يحمل وجهاً واحداً من وجوه الإقناع للمواطنيين – مثلما تؤكد صفحات الثوار المبذولة على شبكة الانترنت. وبالأمس، قالت قوات الشرطة، في بيان مساء الثلاثاء إنها واجهت خلال تظاهرات الثلاثاء، قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب وتحمل أعلام بألوان ( أحمر – أصفر – أسود – أزرق) وشعارات تدعو للعنف بزي موحد لكل مجموعة (فنايل – خوز – كمامات قفازات – نظارات) ويحملون أدوات كسر وقطع وتتبعهم دراجات نارية مجهولة. وأشارت إلى أن هذه القوات مسلحة بشكل كامل وموحد بالدرق والغاز والملتوف والخوازيق المصنعة وشنط جراية في الخلف. وأوضحت أن هذه القوات لديها قادة يوجهون ويصدرون التعليمات للمجموعات بأسلوب الكر والفر وقطع الطرق والاعتداء على المواقع العسكرية بصورة متكررة داخل حرم المنطقة العسكرية بعتادهم (المستشفي العسكري والمرضى) في ظل غياب لمنظمي التظاهرات لتحمل المسؤولية. ورصدت (الجريدة) حالة كبيرة من الاستهجان من قبل أنصار الثورة لبيان الشرطة، وعلى الرغم من أن هناك من رأى بأن إن كان بيان الشرطة صحيحاً في بعض جوانبه، فهذا يعني أن السلطات الانقلابية نفسها والمتحالفين معها من فلول النظام البائد، درجوا على تخريب وتشويه سمعة الحراك الثوري عبر ممارسات ممنهجة ومكشوفة لدى الثوار، واستدلوا على ذلك بأن كثير من الحوادث التي جرت خلال فترات الحراك الثوري المتعاقبة خلال عمر الثورة السودانية، ظهرت فيها حوادث تشير لقيام جهات معينة بالتحريض على التفلت والعنف والتخريب، ليس إلا لأجل تحريض القوات الأمنية والشرطية لمزيد من القمع بحسبان أن المظاهرات قد خرجت من مساراتها السلمية، ودعوا قوات الشرطة للقيام بواجباتها القانونية في الكشف عن قتلة الثوار بدلاً عن الاكتفاء ببيانات إدانة الحراك الثوري وتخريب سمعته وأهدافه المشروعة. الجريدة