في مخاطبة له بقاعدة خطاب العملياتية قال قائد الانقلاب البرهان ان على المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية ان يبعدوا يدهم عن القوات المسلحة. من حديث البرهان يمكن استنتاج ان الحركة الإسلامية تعمل بقوة داخل الجيش وتتمدد داخله وهذا يعني شيئا واحدا فقط وهو احتمال قيامها بانقلاب. نعلم جميعا أن الجيش السوداني تمت أدلجته بصورة كبيرة في عهد الانقاذ ، وجميع من تم قبولهم في الكلية الحربية للجيش اما كانوا منظمين اسلاميا او جاءوا عبر واسطة من التنظيم والقليل منهم فقط هم من جاءوا بلا واسطة ولا تنظيم ، وهؤلاء هم من يتم القذف بهم بعد التخرج مباشرة الى الاصقاع النائية والمناطق المظلمة ، بينما يترقى ابناء الحركة وكادرها التنظيمي داخل الجيش من داخل المواقع الاسترتيجية في الخرطوم وعواصم الولايات. لذلك حديث البرهان يجب الانتباه اليه ، فالرجل كما يبدو لم يعد قادرا على لجم التحرك الكيزاني داخل الجيش ، فجاء اخيرا ليطلق الصرخة في الهواء ويعلنها للعلن ، ويقول لهم أمام الجماهير : ارفعوا اياديكم من الجيش. هل الصرخة قالها الرجل صادقا ام كاذبا؟ الأدلة تؤكد انه قالها صادقا ، وأن هناك تحرك للتنظيم الإسلامي داخل الجيش ، وهذا ما جعل سناء حمد تهدد وما جعل الجزولي يتوعد وما اخرج طفابيع الانقاذ من جحورها فهاجمت دار الاتحاديين ، وهو ما جاء بقيادات الكيزان من الخارج واستقبلت استقبالات الفاتحين. القوى الثورية عليها ان تعمل جاهدة للوقوف أمام انقلاب الكيزان ، فهذا الانقلاب اذا حدث سيعيد الجميع لنقطة ما دون الصفر مرة اخرى، وسيقود البلاد إلى هاوية ودرك سحيق. لا يجب ان نعامل أنصار الحركة الإسلامية بالفكر الموضوعي فهؤلاء شأنهم شان امثالهم من أصحاب الايدولوجيات المتزمتة لا يفكرون بالمنطق العقلي ولا بالتجارب والضمير ، بل يعملون وفق ما يظنون انه نداء الله والله منهم براء ورسوله والمؤمنون. انقلاب الكيزان القادم هدفه الاساسي هو قطع الطريق أمام التسوية القادمة التي تعيد الجيش إلى ثكناته وتعود بقحت والثوار لقيادة البلاد ، ورغم ان هذه التسوية مازالت في طور المشاورات الا ان الانقلاب عليها متوقع من جهتين : الكيزان والجذريين ، وكليهما شموليين ودكتاتوريين اذا استلموا السلطة فلن يرى الشعب لا مدنية ولا ديمقراطية فهل يعي الثوار أصحاب الدعوة إلى الدولة المدنية ما يجري ، ام مازال على قلوب اقفالها!! . [email protected]