خروج : * إذا رأيت الرجل يختار سيداً من سائر البشر العاديين فالأوجب أن تحتقره.. فالسيادة من هذا النوع هي حصيلة غباء مستحكِم لحد الصلابة..! النص: ماذا قدّم للسودان حين كان في زهو الشباب؛ لكي يقدم له وهو حطام؟! هذا أول سؤال يخطر على البال حين تشاهد أو تسمع بعض المفتونين بمولاهم محمد عثمان الميرغني في الغياب والحضور.. يحتفون به وكأنه يملك مفاتيح حل لقضايا السودان؛ وهو العاجز عن حل قضايا حزبه (التبيعة)! أما في شأن أولئك الرعاع المغيبين الذين يعتقدون في صلاح الرجل؛ فالأولى أن يبحثوا عن صلاح أنفسهم؛ فهم يملكون نفس الأعضاء البشرية (لسيدهم)! لكن يصعب وربما يستحيل (انفكاكهم) من الذاكرة المُستعبَدة؛ المفتونة بالدونية.. فبعض الجهلاء لا تطيب لهم الحياة إلّا إذا حمل الواحد منهم ذاكرة عَبد.. وبئس هؤلاء..! فرغم أن العالم قطع شوطاً بعيداً في الاستنارة والتقدم والتحرر من ظواهر الدجل السياسي والديني؛ إلّا أن التخلف المسيطر على كثير من (توابع الميرغني) يعكس صورة قاتمة للجهل الذي ساهمت فيه ذات الأحزاب الخربة المتغربة (كحزب الميرغني)! وقد أورث الميرغني التغرُّب لأبنائه الذين لا صلة لهم سوى (بأنفسهم)! فأجسادهم تنتمي إلى الوطن وأرواحهم تحلق بعيداً عن همومه وحراكه الثوري ومآسيه الممتدة.. هذه الأنانية و(الثقالة) بالتأكيد ليست صدفة..! لقد تعوّد البيت الطائفي على الأخذ بلا عطاء.. مع ذلك ينحط بعض الأتباع بالعمى العاطفي؛ فلا يرون غير (سيدهم)..!! * عاد الميرغني إلى السودان؛ وهي عودة (كالعدم).. بل العدم ألطف وأكثر فائدة للبلاد من رجوع (الخازوق الطائفي) الذي أقعد بماضي وحاضر البلاد؛ ولا يجب سيادة هذا الإرث البغيض المتخلف مستقبلاً.. لكن بعض هواة الاستعباد تمتليء أفئدهم بأوهام سخيفة (ليست مضحكة) إذ يظنون أن عودة سيدهم ستكون (مفتاح حل) لمعضلات الراهن السياسي وتعقيداته في ظل سيطرة العصابة الانقلابية الحاكمة؛ وما دروا بأن انتهازية البيوت الطائفية المعروفة لا تسمح بغير التمرير لمصالحها الضيقة؛ سواء أكانت المصلحة مع العسكر المجرمين أو مع الشيطان الرجيم. أعوذ بالله. ———- الحراك السياسي – الخميس.