1- امس الاحد 25/ ديسمبر الجاري-، مرت بهدوء شديد الذكري الرابعة عشر شهرآ -اي (425) يوم علي انقلاب البرهان الذي وقع في يوم الاثنين 25/ اكتوبر 2021م- ، اعرف مسبقآ انه قد جرت العادة عالميآ الا يتم الاحتفال باي مناسبة ما الا بعد مرورعام علي المناسبة ، لكن هذا لا يمنع بهذه المناسبة القميئة ان استعرض اهم (انجازات!!) قد تحققت خلال العام وشهرين الماضيين بعد وقوع الانقلاب ، هذا ان كانت هناك فعلآ انجازات تذكر. 2- الشيء المعروف علي المستوي المحلي والاقليمي والعالمي ، ان السودان لم يتحقق فيه اي انجازات ايآ كان نوعها (سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ، عمرانية عسكرية) خلال فترة حكم البرهان بعد انقلابه ، ولم يعد يخفي علي احد ، ان حال البلاد قد تدهور تدهور مريع لم نعرف له مثيل من قبل ، بل والاسوأ من كل هذا ان لا احد في السودان يعرف من هو الحاكم الفعلي للبلاد: (أ)- هل الرئيس هو البرهان المغيب تغييب شديد عن كل شيء في البلاد ، وما عاد يعرف حقيقة ما يجري فيها من احداث خطيرة وصلت الي حد مطالبة بعض الانفصاليين في شرق البلاد بفصل ولاية البحر الاحمر عن بقية الوطن الام؟!!… (ب)- هل هو الجنرال/ "حمدتي" الذي برز بقوة في مسرح الاحداث وسيطر علي كل زمام الامور في البلاد ، واصبح هو الناهي والامر في الشأن الداخلي والخارجي ، وبكل ما يتعلق بالخدمة المدنية والعسكرية وبالسلك الدبلوماسي ، واصبحت كل الحكومات الاجنبية والسفارات في الخرطوم تتعامل معه بشكل رسمي علي اعتبار انه رئيس البلاد الفعلي ، متجاهلة بذلك البرهان المغيب؟!! (ج)- من هو الحاكم الفعلي للبلاد؟!! ، هل هي الحكومة الحالية في الخرطوم ، والتي اغلب الوزراء (الخمسة عشر) فيها غير معروفين للمواطنين رغم مرور (11) شهرعلي تشكيل الحكومة في يناير الماضي 2022م ، يطلق الناس علي هذه الحكومة كنوع من السخرية لقب حكومة (لباس بلا دكة!!)؟!! . 3- لو طرحنا سؤال حول من هو المستفيد الاول وبشكل كبير من هذا الانقلاب ؟!!، لوجدنا ان "حميدتي" هو المستفيد الاول قبل الجميع ، متفوقآ بذلك علي البرهان وكل اعضاء مجلس السيادة بشقيه العسكري والمدني ، وعلي كل المسؤولين الكبار في الدولة… اما البرهان فلم يستفيد من انقلابه بشيء يذكر الا قيامه بزيارة الي لندن للمشاركة في مراسم تشييع الملكة اليزابيث، ورحلة اخري الي نيورك في سبتمبر الماضي وهناك القي هناك خطاب حاول فيه ان يظهر كرئيس يسعي للاصلاح في بلد منكوب!!، وقام برحلة ثالثة الي شرم الشيخ المصرية للمشاركة في مؤتمر المناخ!!. 4- ان الشيء المحير للغاية في امر انقلاب 25/ اكتوبر وحير كل الناس والعالمين في الداخل والخارج ، ان البرهان بعد ان قام بانقلابه واطاح بحكومة حمدوك ، والغي مجلس السيادة وشكل حكومة جديدة ، قام بمبادرة غريبة لا نفهم لها سبب واضح ومقنع ، فقد قام بتسليم السلطة كاملة للجنرال/ "حميدتي"!!، هذه المبادرة تعتبر بكل المقاييس فريدة في نوعها ولم نسمع لها مثيل من قبل ، فالمعروف عالميآ في عرف العسكر ، ان من يقوم بانقلاب عسكري وينجح فيه يظل متمسكآ بالسلطة لا يبارحها الا بالموت او ثورة ضده او انقلاب علي انقلابه!! ، لهذا لن نستغرب اذا عرفنا ان انقلاب البرهان قد يدخل موسوعة "غينيس" للارقام القياسية علي اعتبار انه اول انقلاب في العالم يقوم فيه صاحب الانقلاب بتسليم السلطة كاملة لنائبه الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة ولا يفقه في السياسة والاقتصاد ، ولم يدخل الكلية الحربية ورغم ذلك وصل الي رتبة فريق اول عن طرق القفز بالعمود من مراعي دارفور الي مجلس السيادة برعاية من البرهان!! . 5- ان المشكلة الحقيقية تكمن في ان البرهان بعد (14) شهر من انقلابه لا يود ان يعترف بانه قد فشل فشل ذريع في كل شيء يمس عمار السودان ونجح فقط في اغتيالات النشطاء السياسيين ، والتصفيات الجسدية ومجازر دارفور وكردفان وجبال النوبة، وارجاع الفلول ليشاركوا في الحكم ، انه يرفض بكل عناد ان يتهمه احد بتهمة وصول البلاد الي هذا الحال المزري. 6- لكن الرئيس الامريكي جون بايدين اوضح رايه صراحة وبكل وضوح في البرهان ، وقال ان البرهان غير مدعو لحضور الرؤساء الافارقة ، واصل القصة عن رأي الرئيس الامريكي في البرهان جاءت في اخبار يوم 27/ نوفمبر الماضي 2022م وافادت ، ان الرئيس الأمريكي ، جو بايدن ، استبعد السودان وثلاث دول إفريقية من قمة قادة الولاياتالمتحدة وإفريقيا المقرر عقدها في الفترة من 13 – 15 ديسمبر 2022م بالعاصمة واشنطن ، وادى تعليق الاتحاد الإفريقي لعضوية السودان بالمنظمة الإفريقية بعد انقلاب قاده الفريق عبد الفتاح البرهان ضد حكومة الانتقال في السودان ، ادى الى حرمان السودان من المشاركة في أي قمم إفريقية حيث منع من آخر قمة إفريقية أمريكية عقدت فى يوليو المنصرم بمدينة مراكش المغربية. يبدو أن واشنطن تسعى لضغوط على رئيس مجلس السيادة البرهان إذ إنه سبق وأن شارك فى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك على الرغم من أن ذات المنظمة لم تقدم الدعوة لزعماء أفارقة بسبب انهم وصلوا لسلطة عبر انقلاب ما يعزز وقوف واشنطن بقوة خلف تلك الخطوة. -انتهي- 7- هناك حقيقة مرة اصبحنا نعرفها عن شخصية البرهان ، وهي ان انقلابه قد اظهرت حقيقته الدموية مثله ومثل الرئيس المخلوع ، وغدا في نظر الناس مثل (هتلر صغير) يتمسك بالسلطة التي اصلآ هي غير موجودة بعد ان آلت ل"حميدتي"!!، انه لا يكترث للنصح بوقف حمامات الدماء المراقة يوميآ والتي ما توقفت منذ ان حكم البلاد في ابريل 2019م ، انه يتعمد دائمآ الا يلتفت الي النداءات الكثيرة التي طالبته بالاعتدال في حكمه ، لم يهتم اطلاقآ بالادانة والشجب العالمي علي سياسته القمعية التي صدرت من منظمة الاممالمتحدة والبرلمان الاوروبي والاتحاد الافريقي. الادانات والشجب. 8- نتمني من كل قلوبنا ونسال الله تعالي الا ياتي يوم 25/ يناير 2023م القادم والانقلاب مازال في مكانه ، والبرهان مازال يقبع في السلطة منذ عام و(3) شهور، … ورغم انها امنية نتمناها ان تتحقق ، الا انه في سودان العجائب كل شيء متوقع حتي بقاء البرهان في السلطة شهر وراء … او وقوع انقلاب عسكري جديد بقيادة المشير/ عبدالفتاح البرهان!! . 9- كسرة: اجمل التهاني القلبية لكل الطوائف المسيحية في داخل السودان وخارجه بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وتهنئة خاصة لاقباط الخرطوم غرب.