كمال كرار إعلان سياسي وضعت مسودته جنوبية أفريقية، وشارك فيه كيزان مصلّحين، وانتحلت التسييرية اسم المحامين، وحضر جلساته سفراء وشخصيات أجنبية. وإعلان إطاري شاركت في صياغته جهات أجنبية، ونوقش في بيوت سفراء أجانب، واطلعت عليه قبل إعلانه وعدلته جهات أجنبية ومخابراتية ثم قالت أوكي.. واحتفال وإهدار للمال العام بتوقيع الاتفاق الإطاري، توهط في صفه الأول سفراء دول أجنبية وشخصيات مشبوهة.. وبيانات كثيرة من دول وجهات أجنبية أشادت بالاتفاق الإطاري وكالت الثناء للعسكر الذين (تعهدوا) بالخروج من السياسة. هذا موسم الهرولة نحو السفارات والعواصم الأجنبية الخليج وشمال الوادي وأوروبا وواشنطون.. ومن لم يجد تذكرة طيارة إلى الخارج، كلفوه برئاسة ورشة وتقديم ورقة والتمويل من جهات أجنبية تقرر الآن في مصير السودان وفترته الانتقالية وبرامجه الاقتصادية والاجتماعية.. وبالتزامن توقع الاتفاقيات والمعاهدات مع أجانب، ويتم تغيير القوانين في الغرف المغلقة ويعاد تمكين الكيزان وأشباههم في الوزارات والمواقع المهمة، العمل والنفط، والتنمية الاجتماعية والمالية والخارجية والعدل تحت عنوان تصفية الثورة على نار هادئة.. كل العملاء يختلفون الآن على حصص الوزارات والمناصب والامتيازات والثورة بالنسبة لهم تعني تسلق السلطة.. وكلهم موافقون على شراكة اللجنة العليا للنظام البائد وإشراك الفلول في السلطة الانتقالية. وكلهم متفقون على إضاعة دماء الشهداء وتصفية ملف مجزرة القيادة وعدم مساءلة القتلة. وكلهم متفقون على تفتيت وتصفية لجان المقاومة ويتمنون لو أنها ذهبت مع الريح. وكلهم صمتوا عن قضية توباك ورفاقه والتعذيب والمعاملة السيئة لكل الثوار المعتقلين. وكلهم متفقون على تدمير الاقتصاد ورهنه للخارج والانبطاح للصندوق والبنك الدولي. وكلهم متفقون على الاعتراف بالمليشيات المسلحة واعتبارها جزءًا من الجيش السوداني، بقيادات منفصلة وعقائد مختلفة. وأما بعد: يسقطون جميعًا ويبقى هذا الوطن والشعب العنيد.. وأي كوز مالو؟ الميدان