تفاجأ المعلمون بولاية الخرطوم بجدول معلن ، عبر الواتساب ، لامتحانات الفترة الاولى .. من وجهة نظري الشخصية ، يتضح لي ان هذا الجدول قد نزل علي الجميع كموت الفجاءة ، إذ جاء دون سابق انزار ، وجاء في توقيت غير مناسب. هذا مع احترامنا للجهة التي ارغمت على اعداده سواء كانت تقويماً ، او غير ذلك ، وسواء كانت من في الولاية ، او من المحليات ، فكان يجب ، على الاقل ، ان يخضع الموضوع لنقاش عميق يجيب على السؤال ال0تي : هل هذا هو الوقت المناسب لاعلان جدول الامتحان بهذه الصورة العشوائية؟ بصراحة ، كان لا بد من أن نتكلم بشفافية. كان المعلمون مضربين اضراباً قانونياً رسمياً ، والجميع يعرفون ذلك وخاصة ، المسؤولون على قمة الهرم في المؤسسات المعنية ، وهم يدركون ان هنالك اضراباً واغلاقاً ، وأن هنالك مدارس مضربة ، بغض النظر عن نسبة الاضراب المتفاوتة بين المدارس ، إذ هناك مدارس مضربة ومغلقة تماما، وهناك جزء مضرب اضرابا جزئياً ، وحتى على مستوى المؤسسة الواحدة ، فهنالك من يعملون ، وهناك من لا يعملون. فليست الامور على السواء. ولكن يبدو ان الموازين كلها مختلة ، والا فكيف ، بربكم ، ونحن في هذه الحالة ، أن ينزل جدول للامتحان رغم هذا الوضع المختل؟ ويبدو ان الامور قد (جاطت). وكيف نمتحن التلاميذ ، والكل يعلم ان المعلمين ما زالوا مضربين ، ولم تتضح الرؤية حتى ال0ن. ولم نتمكن من رصد المدارس التي تعمل ، وتلك التي لا تعمل .. اعتقد ان الطريقة التي وضع بها هذا الجدول كانت اسلوباً غريباً و(جديد لنج)، وأقل ما يمكن ان نصفه به انه اسلوب غير صحيح ، إذ جاء بلا تخطيط ، في أسوأ مثال (للعشوائية). فهل هذه هي الطريقة المثلى لهذا العبث؟ ألم تكونوا تفترضون ، ولو لمجرد افتراض ، ان هناك مدارس قد انزلت التلاميذ ومدارس أخرى لم ينزل تلاميذها بعد؟ وحتى لو أعلن المعلمون رفع اضرابهم وانهوا اغلاقهم ، ولو افترضنا اقتناع الجميع بأهمية الامتحان في هذا الوقت ، رغم عدم وجاهة الافتراض ، فهل يتم الاعداد للامتحان بهذه الصورة العشوائية؟ الا تدركون ان هناك تلاميذ معلموهم مضربون كل تلك الفترة وهناك تلاميذ مسافرين خارج السودان او خارج ولاية الخرطوم ، وأن هناك اخرون غير مستعدين للذهاب للمدارس في هذا الظرف ، وعناك من لم يكونوا على استعداد للامتحان ، إذ لم تتم تهيأتهم النفسية للامتحانات بعد ، فكيف (في ذمتكم؟) نفاجئهم باعلان الامتحان في نفس اليوم الذي ينزلون فيه الى المدرسة؟ وكيف ينزل لهم جدول الامتحان في هذا الظرف الحرج؟ الا اذا كانت هنالك اهداف خفية وغير واضحة من اعلان الامتحانات في هذه الظروف .. فليكن واضحا للمسؤلين ان لن تسمح الظروف لتمكن مديري المدارس من جمع رسوم الامتحانات في هذه الوقت الحرج، كما ان ليس من الحكمة ان ينزل التلميذ الى المدرسة ، ويخضع بعدها مباشرة لتجربة الامتحان في اليوم التالي لفتح المدرسة .. فماذا يضير المسؤلين شيئاً إن اعلنوا فرحتهم برفع الاضراب ، ان تم ثم يعلنوا ، بعدها ، ضرورة انعقاد الامتحانات ، وماذا لو طلبوا من زملائهم المعلمين التفكير معهم في هذا الامر.. ألم يكن خيرا لهم من ان يديروا أمورا غاية في التعقيد بهذه العشوائية. فالظروف لم تنضج بعد لعقد امتحانات الفترة ولم تتهيأ الظروف الملائمة لذلك ، ولم يكن التوقيت مناسباً لقيام الامتحانات. ألم يكن من الاولى الاستفادة من الزمن المتاح في اتمام المقررات الدراسية بدلا من اهداره في امتحانات يعلم الجميع ان الهدف منها القياس والتقويم .. الا أن كان تصرف المسؤلين ، عندنا هو اصرارهم على ديدنهم المعهود في ادارة شؤوننا بكل تلك (العشوائية)