مقدمة :- عودة إلى خبر قديم له علاقة بالمقال المصدر – صحيفة "الشروق" :- وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء 2 أبريل 2014م ، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، في زيارة رسمية للسودان تستغرق يومًا واحدًا. وكان في استقباله بمطار الخرطوم ، الرئيس السوداني عمر البشير ، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين السودانيين. وقال وزير المالية السوداني بدر الدين محمود إن الزيارة حققت مكاسب اقتصادية واضحة للسودان ، منها ايداع قطر مبلغ مليار دولار في بنك السودان المركزي عبارة عن القسط الثاني من الوديعة التي أعلنتها الدوحة من قبل. وأشار محمود -في تصريحات قبيل مغادرة الوفد القطريالخرطوم- إلى أن هذا المبلغ يعد دعما كبيرا لاحتياطي النقد الأجنبي في البلاد.-انتهى- تعتبر الزيارة التي قام الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر للخرطوم هي واحدة من أغرب الزيارات التي قام بها رئيس دولة اجنبية للسودان!!، كانت زيارة قصيرة لم تتعدى الستة ساعات!! غادر بعدها تميم الخرطوم إلى تونس والجزائر ، لم تكن زيارة تميم للبلاد محل اهتمام الشعب والصحافة المحلية والاجنبية بقدر الاهتمام الشديد بلغز (الوديعة) التي تركها تميم في السودان ومقدارها مليار دولار . شغلت (الوديعة) بال المواطنين كثيرا ومازالت حتي اليوم رغم مرور تسعة اعوام علي استلام البشير (الوديعة) تشكل لغز مبهم يصعب تفسيره!! وطرح المواطنين على المسؤولين في السلطة وقتها عام 2014م تساؤلاتهم عن سبب إيداع تميم هذه الأمانة عند البشير شخصيا وليس لدي مؤسسة رسمية في الدولة؟!!، وكانت النتيجة الطبيعية أن تهرب كل مسؤول كبير عن الإجابة لانهم كانوا أبعد الناس عن معرفة الحقيقة أو حتي جزء منها !! . من التساؤلات التي طرحتها الصحف علي المسؤولين في الحزب الحاكم وقتها : لماذا (تحديدا) هي (وديعة) وليست قرض طويل الأجل؟!! ما الحكمة في انها (وديعة) ولست سلفة مالية بلا فوائد؟ !! او بفوائد؟!! .. هذه (الوديعة) هل يمكن ان نعتبرها دين.. منحة .. هبة .. عطية .. هدية؟!! . ماهي الشروط التي وضعها شيخ تميم مقابل (الوديعة)؟!! ماذا سيحدث لو قام أمير قطر مطالبة استرجاع (وديعته) ، مذكرا البشير بالقول الكريم : "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"؟!! . هل البشير عنده قطع اراضي وعقارات يساوم بها تميم ، كما ساوم القذافي من قبل؟!! . بل الاغرب من كل هذا ، ان نواب المجلس الوطني وقتها رفضوا (او بالاحري خافوا) من مناقشة امر (الوديعة)!! ، وان يطرحوا علي البشير سؤال لماذا هذه "الوديعة" في السودان؟!!.. اغلب النواب ، الذين يملكون الصلاحية القانونية في استجواب الوزراء رفضوا توجيه الدعوة لوزير المالية وقتها (بدر الدين محمود) للإدلاء بتوضيح حقيقة هذه الوديعة!!... وحتي اليوم لا احد يعرف هل صدرت وقتها توجيهات من جهات عليا لنواب المجلس عدم مناقشة (وديعة) شيخ تميم؟!! ، هل سكتوا هؤلاء النواب عن مناقشة (الوديعة) لأن لهم فيها حصة فيها معتبرة ؟!! . تمامآ كما سكت وزير المالية ، وسكتوا من بعده نواب المجلس الوطني ، لزم ايضآ عبد الرحمن حسن محافظ بنك السودان المركزي (وقتها) الصمت ولم يصدر منه اي تعليق لا سلب او ايجاب!!،، ورفض ان يؤكد او ينفي ان كان المبلغ القطري الكبير بالفعل موجود في خزينة البنك او انها في مؤسسة مالية أخرى .. او موجودة في خزانة بقصر الشعب؟!! . من غرائب ما جرى وقتها ، ان لا احد من الوزراء ووزراء الدولة في الامانة العامة لمجلس الوزراء يعرف شيء عن هذه (الوديعة) الغامضة !!.. وما فتحوا حولها باب النقاش!! لماذا رفض المراجع العام السابق وقتها ومن جاءوا بعده أن يسألوا البشير عن تفاصيل (الوديعة)؟!!.. ولماذا لم تدرج هذه في الميزانيات السابقة (2014 – 2019)؟!!… وحاليآ سكت المراجع ايضآ عن فتح ملف (الوديعة)!! . هل حقا ما أشيع وقتها ان الشخص الوحيد الذي يعرف خفايا واسرار (الوديعة) هو الفريق أمن/ طه عثمان مدير مكتب البشير في رئاسة الجمهورية؟!! . من التساؤلات التي برزت في الساحة السياسية وقتها ، سؤال مفاده هل تم صرف مبلغ المليار دولار على جهات أصولية في مصر ، ليبيا ، تونس ، والصومال؟!!… ولماذا تم إيداع هذا المبلغ في السودان تحديدا بعد سقوط نظام محمد مرسي في مصر عام 2013م؟!! . لماذا سكتت الصحف المحلية والقطرية عن كشف طلاسم (الوديعة) التي تم ايداعها في الخرطوم بلا تفاصيل وايضاحات؟!!.. ومن منع الصحفيين في البلدين من تحري حقيقة هذا المبلغ الكبير؟!!.. ولماذا كل هذا التعتيم الشديد المبالغ فيه علي هذه (الوديعة) في كلا من دولة قطر وداخل السودان؟!! ... والي متي يستمر هذا الحال؟!! . تم وقتها سؤال في الصحف السودانية مفاده : ما رأي ضباط جهاز الأمن الاقتصادي في أمر (الوديعة) المبهمة؟!!.. هل يرون أن هذا المبلغ الكبير لا غبار عليه ؟!! وهل حقآ لا يشكل هذا المبلغ أي وساوس او شكوك حول وجودها في يد البشير؟!! هل مازالت هذه "الوديعة" من وجهة نظر جهاز الأمن الاقتصادي لا تشكل اي خطورة امنية على البلاد في المستقبل؟!! . ماهي العقوبات القطرية علي السودان في حالة اختفاء هذه (الوديعة) التي حتمآ دخلت جيوب أهل النظام؟!! . ما العمل إذا توفي البشير قبل رد (الوديعة) التي لا يعرف احد غيره في السودان المكان الموجود فيه المبلغ؟!! . علق احد السودانيين بسخرية شديدة من "الوديعة" القطرية، وقال : والله (الوديعة) دي بقت زي حكاية (الكديس في السروال) !!..لا دايرة تطلع .. وقعدها جوه مزعج!! . انها المرة الأولي في تاريخ السودان منذ عهد بعانخي تحت اليوم ونرى رئيس دولة يقبل (وديعة) من رئيس دولة أخرى ولا يعلن عن تفاصيلها للشعب او الحكومة!! . واخيرآ بعد مرور تسعة اعوام على اختفاء مبلغ مليار دولار ، اسال بدر الدين محمود وزير المالية السابق في عهد الرئيس المخلوع ، واسال ايضآ جبريل ابراهيم وزيرالمالية الحالي في زمن حكم البرهان … أين اختفت الوديعة؟!! .