شهدت سوق الوقود البحري في ميناء الفجيرة ارتفاعاً ملحوظاً في العلاوات السعرية المخصصة للتسليم الفوري، وذلك في ظل تراجع الإمدادات الناتج عن توقف واردات الخام السوداني إلى دولة الإمارات، وفقاً لما أفادت به مصادر تجارية مطلعة على حركة السوق. وبحسب بيانات تتبع الشحنات الصادرة عن شركة "كبلر"، لم تسجل الإمارات أي عمليات استيراد للخام السوداني خلال شهر أغسطس، على الرغم من انتظام وصول شحنة أو اثنتين شهرياً من خام النيل أو مزيج الدار منذ بداية العام الجاري. ولم تُعرف بعد الأسباب التي أدت إلى توقف هذه الواردات، التي كانت تُعالج في مصافي الفجيرة لإنتاج زيت الوقود منخفض الكبريت للغاية، وهو المنتج الذي يُستخدم على نطاق واسع في تزويد السفن. وأكدت المصادر أن العلاوات السعرية لزيت الوقود منخفض الكبريت للغاية، المخصص للتسليم الفوري في الفجيرة، بلغت نحو 15 دولاراً للطن فوق الأسعار القياسية المعتمدة في سنغافورة قبل خمسة أيام، في حين تراوحت عروض التسليم اللاحقة بين 10 و13 دولاراً للطن، ما يعكس استمرار الضغط على السوق المحلية نتيجة نقص الإمدادات. وأوضحت المصادر ذاتها أن أقساط التأمين على الشحنات شهدت ارتفاعاً خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى مستويات تُعد الأعلى منذ بداية العام، بعد فترة طويلة من الاستقرار عند مستويات منخفضة أو متساوية، وهو ما يُشير إلى تصاعد المخاوف المرتبطة بتقلبات السوق والتحديات اللوجستية. ويُعد ميناء الفجيرة ثالث أكبر مركز عالمي لتزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة وروتردام، ويؤدي دوراً محورياً في حركة تجارة الطاقة البحرية، حيث تعتمد عليه شركات الشحن الدولية كمحطة رئيسية لتأمين احتياجاتها من الوقود. ويأتي توقف تدفق الخام السوداني إلى الإمارات بعد قرار اماراتي في وقت يشهد فيه السودان اضطرابات متواصلة منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على حركة الصادرات النفطية من البلاد، وأثر على استقرار إمدادات الطاقة في المنطقة.