الاستقرار بهيكلة الجيش في ظل الأوضاع التي تمر بها السودان ضرب طبول الحرب بين الجيش والدعم السريع . نقول لا احد يستطيع أن يحسم الأمر بالقوة مهما عظم قوته وخاصة عندما يتعلق الموضوع بالحرب ونحن كسودانيين لنا تجارب كثيرة في الحروب ولم يحسم اي طرف الحرب وانتهت كلها بالتفاوض أو التسوية & و حرب الجنوب بعد موت. اكثر ثلاثة ملايين من السودانيين انتهت بتسوية الانفصال . ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق كلها لا احد انتصر وكانت عبثية . &إذا نظرنا لحرب أفغانستان خرجت أمريكية ولم تحقق أهدافها رغم قوتها خرجت مجرجرة ازيلها . & حرب اليمن رغم التحالف الذي حشد له السعودية لسحق الحوثيين بضربات خاطفة واسقاط نظامهم الغاشم والنتيجة سبع سنوات حرب في اليمن السعيد الضحايا ابرياء وقد عزز الحوثيين من سطوتهم وانقسام في المجتمع اليمني بين جنوب وشمال والسعوديين يبحثون طريقة لوقف الحرب تصالح مع إيران وبالأمس وفد عماني سعودي لبحث هدنة وسلام مع الحوثيين . & حرب روسيا ضد اوكرانيا ووحل الروس في مستنقع الأوكراني وكان الروس يأملون بتحقيق انتصار سريع ومازال يضرب ولا نتائج تذكر لذلك الذين يأججون الحرب بين الجيش والدعم السريع ويعتقدون أن الجيش يستطيع أن يسحق قوات الدعم السريع باعتبار الجيش قوي يستطيع ذلك لكنهم لا يقرأون التاريخ جيد. من السهل أن تشعل نار الحرب ولكن من الصعب أن تتحكم في نهايتها . ورقة الإصلاح الأمني التي قدمها الدعم السريع . فتحت المسكوت عنه في داخل المؤسسة العسكرية والاختلال الكبير فيها فتحت مدارك السودانيين في أن لابد من إصلاحها وسوف يلتفوا حول هذه الرؤية وعندها يجد الذين ينادون بالحرب مواجهة الشعب . لذلك الافضل المضي قدما في التفاوض عبر منصة الاتفاق الإطاري لنخرج من الأزمة تفضي الى جيش وطني واحد ليكون وطن قومي يعمل على حماية البلاد ومقدراته من الاعداء ، لا على قتل ابناء شعبه كما يحدث في الماضي. خاصة في قيادته وضباطه بحيث يشمل كل مكونات الشعب السوداني كما نراه في افراد الجيش لأن الاستقرار والسلام مربوط بالمؤسسة العسكرية هذه اذا لم تهيكل لا استقرار ، وبل تؤدي الى انقسامات وتتحول السودان الى ساحة للاقتتال الاثني والقبلي .