بعد مرور ساعات ٍ من الهلع والرعب والأرهاب أطفئ الجنرالات شموعهم في صمت ٍ تام ، لا مواجهة ولا حرب ؛ بل هنالك خطّة هي أرسال اشارات جيوسياسية أهمّها- هي : رسالة الي المجتمع الدولي بأنّ العلمية التي يقودها قد تؤدي الي حرب أهلية شاملة وهي (سياسة الأرض المحروقة) وتستخدم في فن التكتيك العسكري الديكتاتوري في عالم الدولة النامية ، أما نحكم أو «الفوضي» وتآتي محصلة ذلك هو ولادة دول مشّوهة تامةً ، متآخرة ، يسودها الفقر والعجز في هياكل الانتاج ؛ بل تنتج الظلم والموت والفقر لشعوبها لا غير … الأمر هو ارهاق المجتمع الدولي بعد موت الكتلة السياسية المحسوبة علي الثورة ، ونسف توحيد الثورة بأتفاقيات سطحية ، ذلك الذي جعل الشارع اضعف حالاته مقارنةً بفيضان الثورة في زروتها الأولي حتي لحظات الأعتصام.. العملية السياسية تمّ اغراقها بالعديد من الأجسام المصنوعة لأضعافها فقط وعدم توحيد رؤيتها في صياغة برامج قومي واعداد دستور موحد لأنهاء الأزمة بصورة جذرية ؛ولكن هرج السياسيين هو اعطاء الجراح والاخطاء مسكنات ألم فاشل وغالباً ما تنتهي برد فعل عكسي وآخرها الانقلاب الداخلي في 25 أكتوبر والذي قسّم الشارع وأعطي المجلس العسكري غطاء كافي من بقايا النظام البائد ومتردية الحركات المسلحة الطامحة للحكم والبقاء مهما كلفهم ثمن الزّل والهوان … أحداث مروي هي نفس سيناريو احداث هيئة العمليات ولكن تختلف الجرعة ويختلف الجسد لها ، ما علينا أدراكه ُ هو إن الذي يريد المواجهة لا يتمظهر في عدسات الأعلام لتمثيل أدوار كوميديا وكسب الوقت ،، الرغبة لا تحتمل الانتظار ؛ ولكننا امام فضاء سياسي عاتم ، لم يتم الكشف للشعب اية مخاطر وتوضيح ملاتها وابعادها علي كيمياء المجتمع نفسياً ، غرابة تلك السيناريوهات هي افتك من الحرب الجاهرة للشعب كي يتدارك مصيره ُ بدلاً من ذلك الارهاب والخوف والهلع …الخ. لماذا تعدد هذه السيناريوهات ….؟؟ (احداث سوبا – احداث ارهاب جبرة – احداث تمازج مع.الشرطة – احداث مروي …الخ) نهيك الاحداث الدامية في السنين الغابرة … ماذا تريد أن تحكم وانت حولك لا شعب ولا حياة ولا استقرار….؟؟ . الموضوع الآن وبعد الثورة اصبح الصراع ، صراع بقاء ، وتدخل المجتمع الدولي هو بمثابة تقنين الصراع لتفكيك الدولة علي جهل الجهلاء الذين يتصّورن الحكم لذّة لا تنتهي…