لا تستغرب فانت في السودان!! اغرب خبر نشر بالصحف الاجنبية وبث في كثير من المحطات الفضائية ووكالات الأنباء وكلها وسائل اعلام وقع عاتقها ان تواصل باهتمام شديد علي مدار الاربعة وعشرين ساعة دون توقف رصد احداث السودان الدامية بتفاصيلها الدقيقة منذ بدء القتال في يوم السبت 15/ إبريل الجاري بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع "، كان ذلك التصريح الذي صدر من القوات المسلحة وأفادت فيه، بوقوع تعديات كثيرة على مقرات البعثات الدبلوماسية وإطلاق الأعيرة النارية علي السفارة الهندية بمنطقة العمارات شارع 1، بجانب بلاغات متعددة من سفارات كوريا ، سويسرا , روسيا ، إثيوبيا ، اليمن ، سوريا المغرب ، إسبانيا ، وتمركزات لقوات المليشيا المتمردة بالقرب من مقرات هذه البعثات. – إنتهي- يا للهول!!، ويا لحجم الفضيحة التي افتخرت بها القوات المسلحة جهار نهار ، انها لم تستطع حماية مقرات البعثات الدبلوماسية في الخرطوم ، ولا كان في مقدورها ان تصد التعديات الكثيرة التي وقعت عليها ، ولا أيضا استطاعت ان تبعد قوات المليشيات المتمردة المتمركزة علي بعد خطوات من هذه المقرات الاجنبية!! . ما من دولة ما تعرضت لأحداث دامية داخل بلدانها ، الا وكانت حياة الدبلوماسيين الأجانب وحماية سفاراتهم ومنازلهم تحتل قائمة اهتمام الحكومات وسعيها ألا تتعرض حياة الدبلوماسيين للخطر ، ولا المنشأت للضرر ، حماية الدبلوماسيين وأسرهم نصت عليها مبادئ القانون الدولي صراحة في بنود قانونية كثيرة التزمت بها كل الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة. الحرب الخاصة التي اندلعت بين "رفقاء السلاح" البرهان و"حميدتي" اثبتت بالدليل ان البرهان بما عنده من قوات مسلحة يعتبر هو بكل المقاييس ابعد الجنرالات عن فهم أبسط أبجديات القوانين التي تنظم العلاقة بين الدولة والهيئات الدبلوماسية!! ، انه لا يعرف حقوق العاملين في المقرات الدبلوماسية ، واكبر دليل على ذلك بيان القوات المسلحة الذي اكد فيه وقوع تعديات كثيرة التي تعرضت لها مقرات البعثات الدبلوماسية وإطلاق الأعيرة النارية ، واكتفت فقط بادنة قوات "الدعم السريع" انها وراء وقوع هذه الانتهاكات ، ولم نسمع قيام القوات المسلحة بتأكيد أنها ستعمل على حماية الأجانب ومقراتهم. ليت الأمر وقف فقط علي فضيحة القوات المسلحة التي رفعت يدها عن حماية الدبلوماسيين الأجانب ومقرات البعثات الدبلوماسية ، ولكن هناك ما هو أدهى وأمر ألف مرة من الفضيحة الخاصة بالدبلوماسين ، بالقوات المسلحة بما عندها من قوات ضارية وأسلحة ومعدات حديثة لا تملكها كثير من الدول النامية ، وجنود وصل عددهم -(بحسب موقع ويكيبيديا) – الي نحو (100 – 150) ألف جندي لم تستطع حماية السجون التي تعتبر من مؤسسات العسكرية ، فما ان وقعت المواجهات بين الجيش وقوات "حميدتي" حتي جاءت خبر نشرته "سكاي نيوز عربية" في يوم السبت 22/ إبريل 2023 وأفاد : وجد 7 آلاف سجين ، من بينهم عدد كبير من المنتظرين المحكومين بالإعدام أنفسهم خارج السجن ، بعد أن اقتحمت قوة مسلحة سجن رئيسي في منطقة الهدى في أم درمان غرب الخرطوم ، وأخذت معها 28 من ضباط جهاز الأمن الذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في جريمة قتل المعلم أحمد الخير داخل معتقله ، خلال الحراك الذي أطاح بنظام عمر البشير في أبريل 2019 م . وتفاجأ حراس السجن ، بقوة مزودة بأسلحة ثقيلة وخفيفة ، وأجبرتهم على إخراج جميع السجناء قبل أن تأخذ معها المحكومين الثمانية والعشرين التابعين لجهاز امن البشير . -إنتهي- . يبقى السؤال المحير الذي حير ملايين السودانيين والاجانب والدبلوماسيين قائما إلى ان يجد من يستطيع الرد عليه: ما فائدة جيش لا يستطيع ان يحمي الضيوف والدبلوماسيين الاجانب ومقرات البعثات الدبلوماسية ، ولايستطيع حماية السجون التي هي واحدة من المؤسسات العسكرية؟!! . سؤال اخر ايضآ لم نجد لها اجابة ، يا تري "جيشنا جيش الهنا" يحمي من اليوم وهو يخوض معركة مستمرة منذ عشرة ايام بلا نتائج ملموسة: الوطن؟!!، الشعب؟!!، البرهان!!، انقلاب 25 اكتوبر؟!! .