حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصين شغلت الرئيس بوش منذ بداية رئاسته وبلير غير استراتيجيته لاحتوائها- وثائق بريطانية
الصين شغلت الرئيس بوش منذ بداية رئاسته وبلير غير استراتيجيته لاحتوائها- وثائق بريطانية
نشر في الراكوبة يوم 19 - 05 - 2023

الصين شغلت الرئيس بوش منذ بداية رئاسته وبلير غير استراتيجيته لاحتوائها- وثائق بريطانية
* عامر سلطان
* بي بي سي- لندن
قبل ساعة واحدة
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
الرئيس جورج بوش استقبل الزعيم الصيني جيانغ زيمين في الولايات المتحدة عام 2022، بعد عام واحد من اتفاق الولايات المتحدة وبريطانيا على التفكير بحرص في سبل احتواء الصين الصاعدة.
كأن إدارتا الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يقرءان طالع الصين.
كشفت وثائق بريطانية، أُفرج عنها أخيرا، أنه قبل أكثر من عشرين عاما، توقعت الإدارتان السلوك السياسي والاقتصادي والعسكري الذي تسلكه الصين الآن.
في فبراير/شباط 2001، كان بلير أول زعيم أجنبي، على الإطلاق، يزور واشنطن بعد تولى بوش الابن الرئاسة.
يكشف محضر مباحثات الزعيمين أن الصين كانت حينها "واحدة من مصادر قلق يشغل بوش".
ويشير جون سويرس، سكرتير بلير الشخصي الذي كتب النسخة البريطانية لمحضر المباحثات، إلى أن بوش لخص رؤيته للصين على النحو التالي: "ستكون الصين قوة عالمية رئيسية في خلال 50 عاما، وصاحبة أحد اقتصادات العالم الكبرى. غير أن نوع هذه القوة لم يتضح بعد".
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
* * * *
قصص مقترحة نهاية
وقال سويرس إن بوش راهن على دور محتمل للهنود، فعبر عن اعتقاده بأنه "سيكون للهند دور متزايد وخاصة في تحقيق توازن القوة مع الصين"، التي أبدى بوش "إعجابا عظيما بشعبها وبصبرهم".
تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست
بي بي سي إكسترا
بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.
الحلقات
البودكاست نهاية
وتطرقت المباحثات إلى دور تايوان، التي تتمتع بتأييد قوي من الولايات المتحدة، في نزاع توقعه الزعيمان مع الصين.
فتنبأ بوش بأن إعادة توحيد الصين وتايوان قادم لا محالة. وعبر عن اعتقاده بأنهما "سوف تتحدان مرة أخرى في الوقت الملائم، وبالدرجة الأولى عبر قوة رأس المال".
لم يمر سوى شهرين، وتفجرت أول أزمة بين واشنطن وبكين، قالت الوثائق إن بلير كان هو ناصح بوش وملجأه الوحيد للتعامل مع الصينيين لتسويتها.
ففي الأول من أبريل/نيسان عام 2001، وقع "حادث جزيرة هاينان". كانت طائرة استطلاع استخباراتية تابعة للبحرية الأمريكية تحلق في المنطقة الاقتصادية الصينية في بحر الصين الجنوبي. اعترضتها طائرتان مقاتلان صينيتان. وقتل طيار صيني واحتجزت الصين طاقم الطائرة الأمريكية وحطامها.
استعرت حرب إعلامية بين البلدين. اعتبر الصينيون أن الأمريكيين خرقوا مجالهم الجوي بهدف التجسس. وأصر الأمريكيون على أنهم مارسوا حقهم في التحليق في أجواء دولية.
كان همُ بوش الأول هو تسوية الأزمة واستعادة الطيارين والفنيين الأمريكيين، المحتجزين لدى الصين، قبل حلول عيد الفصح وعودة الكونغرس للانعقاد بعده.
شاهد أيضا:
بعد تسعة أيام من الحادث، اتصل بوش ببلير طالبا "نصيحته" بشأن التعامل مع الحادث، وفق ما جاء في محضر المكالمة، التي عبر فيها الرئيس الأمريكي عن"امتنانه لعمل المملكة المتحدة من وراء الستار لإقناع الصينيين باتخاذ إجراء ما".
واستنجد بوش ببلير سائلا ما إذا "كان هناك أي شيء إضافي يمكن أن نفكر( البريطانيون) فيه للمساعدة؟"، وأكد أنه "لا يمكن أن تعتذر الولايات المتحدة عن التحليق في المجال الجوي الدولي".
رد رئيس الوزراء مشددا على أنه "يتفهم الموقف الأمريكي، وأنه ليس من المعقول أن يطلب الصينيون اعتذارا".
وانتهت المكالمة بإبداء بلير تفهمه إلى "الحاجة إلى تسوية القضية قبل عودة الكونغرس، ووعد بأن يفكر فيما يمكن أن تفعله المملكة المتحدة أكثر مما تفعل، ثم يعاود الاتصال ببوش".
أسف دون اعتذار
تقول وثائق مكتب رئاسة الوزراء إن بلير أجرى نقاشات لساعات قليلة مع المستشارين والخبراء المختصين بالشأن الصيني والآسيوي في إدارته.
وفي اتصاله ببوش، قال بلير إنه:
سوف يرسل رسالة شخصية الليلة إلى جيانغ زيمين، رئيس الصين، يحثه على تسوية الموقف بسرعة.
سيبحث عن أشخاص آخرين في المؤسسة البريطانية الذين ربما يكونون قادرين على توصيل رسالة بشكل فعال.
يفكر في إجراء اتصال مع سي أتس تونغ، رئيس إدارة هونغ كونغ، ليطلب منه نصيحة بشأن التعامل مع الموقف.
التحدث مع غوران بيرسون، رئيس وزراء السويد، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي.
ربما يفكر بوش في اقتراح أن يرسل شخصيا رسالة إلى جيانغ.
واتفق الزعيمان الأمريكي والبريطاني على أنه "من المهم البحث عن وسيلة لمساعدتهم (الصينيين) على التراجع دون أن يستخدم أي أحد كلمة اعتذار".
صدر الصورة، US Air Force
التعليق على الصورة،
الصين أفرجت عن طاقم طائرة التجسس الأمريكية، الذي عاد إلى بلاده يوم 12 أبريل/نيسان عام 2001، بعد وساطة بلير.
وأضاف بوش أن الولايات المتحدة قالت بالفعل مرتين إنها "آسفة للغاية". ولم تقبل القيادة الصينية هذا الأسف وأصرت على اعتذار واضح، ما يعني اعترافها بأنها ارتكبت خطأ في حق الصين.
انتهت المكالمة بشكر "حار" من جانب بوش لبلير على أفكاره. وطلب منه أن يبلغ الزعيم الصيني بأنه "لو أعلن الآن أن الطاقم (الأمريكي) سوف يعود إلى الوطن قبل عيد الفصح، فإن هذا سيكون له تأثير إيجابي هائل على الرأي العام في الولايات المتحدة".
وأضاف أن إرسال رسالة إلى جيانغ "فكرة جيدة جدا وسوف يفكر فيها جديا"، ثم ودع بوش بلير بأن "شكره مرة أخرى على نصحيته والعمل الذي يؤديه".
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""موقف صعب """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
وفي رسالته إلى جيانغ، قال بلير إنه "من مصلحة المملكة المتحدة كصديق جيد لكل من الصين والولايات المتحدة أن تُحل المشكلات الحالية بأسرع وقت ممكن".
وأضاف أنه "بعد مناقشاتي المطولة مع الرئيس بوش منذ بضعة أسابيع، علمت الأهمية التي يوليها للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة".
وفيما يتصل بحادثة جزيرة هاينان، نقل بلير عن بوش "حرصه البالغ على إيجاد حل مقبول للجانبين، ما يسمح بعودة الطاقم إلى الولايات المتحدة بأسرع ما يمكن".
ونصح بأن عودة أفراد الطاقم إلى أسرهم للاحتفال معهم بعيد الفصح سيكون له "صدى خاص".
ونبهت رسالة بلير الزعيم الصيني إلى أن "الضغوط تتزايد في الولايات المتحدة، وأن هناك حاجة إلى حل بشكل عاجل لو أريد تجنب وقوع ضرر دائم للعلاقة بين الصين والولايات المتحدة".
وختم بلير الرسالة، التي بدأها ووقعها بخط يده، بالاعتراف بأن الموقف "صعب"، وبأنه "يتفهم تماما" قوة مشاعر الشعب الصيني.
وقال "العالم سيَمتَن لقيادتكم في هذه اللحظة في تسوية هذا الموقف، وفي السماح لبلديكما العظيمين بالعمل سويا من أجل نفعنا جميعا".
محتوى ذو صلة:
في اليوم التالي انتهت الأزمة وأعادت الصين طاقم طائرة الاستخبارات الأمريكية قبل حلول عيد الفصح كما نصح بلير.
وفي تقرير عاجل من واشنطن، قالت السفارة البريطانية إنه بذلك "تجنبت الصين والولايات المتحدة أزمة كبرى".
غير أنها لفتت الانتباه إلى أن "إصلاح العلاقات لن يكون سهلا"، بعد حادثة هاينان.
وكان تقييم سويرس، الذي أصبح مستشار بلير للسياسة الخارجية، هو أن طريقة بوش في التعامل مع الأزمة مع الصين "أظهرت نقطة تلقى ترحيب لندن وهي أن بوش يلجأ إليك/ إلينا لطلب المساعدة من الخارج".
لم ينس الأمريكيون فضل بلير.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
إدارتا بوش وبلير توقعتا أن يكون للقوة العسكرية دور في صعود الصين عالميا.
ففي أثناء زيارة لاحقة إلى واشنطن، التقى خلالها مع كبار شخصيات إدارة بوش، بعث سويرس برسالة إلى بلير يخطره فيها بأن "طريقة تعامل بوش مع الصين، بناء على النصائح البريطانية، ساهمت في ارتفاع شعبيته إلى 63 في المائة، ما جعل الإدارة الأمريكية تعتقد أن المائة يوم الأولى له في الحكم سارت بشكل جيد للغاية".
وأكدت الرسالة أن "بوش ممتن للغاية لمساعدتك بشأن الصين".
وأرجع سبب الامتنان ليس فقط إلى تأثير تدخل بلير، بل أيضا إلى حرصه على مساعدة بوش شخصيا.
وأضافت الرسالة أنه "من بين الزعماء الذين جرى الاتصال بهم (جوزيف جاك جان كريتيان، رئيس وزراء كندا، وفيرناندو أنريك كاردوسو (رئيس البرازيل وزعيم أو اثنان آخران)، كنت أنت (بلير) الوحيد الذي استجاب".
لماذا الانشغال بالصين؟
في العام نفسه (2001)، كانت الحكومة البريطانية، بمختلف وزاراتها وأجهزتها المعنية، مشغولة بالتفكير في مستقبل الصين وعلاقات المملكة المتحدة بها.
وجاء هذا المشروع، الذي سبقته زيارة بلير للصين في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 1998 على رأس وفد ضخم، بمبادرة من جاك سترو وزير الخارجية.
وطُرحت المبادرة، التي استهدفت "وضع استراتيجية بريطانيا تجاه الصين على المدى المتوسط"، بعد أن خلص مخططو السياسة الخارجية إلى "ضرورة التعامل بمزيد من الفعالية مع صعود الصين المتزايد كقوة اقتصادية وسياسية رئيسية"، لأنها "من المتوقع أن تصبح، بكل المعايير، على المدى المتوسط لاعبا عالميا أكثر أهمية".
وبعد نقاشات استمرت عاما تقريبا، قال سترو في تقرير شامل عن النتائج، إنه "بحلول 2020 ستكون الصين على الأرجح في الصف الأول للقوى العالمية من حيث الأهمية السياسية، والقوة الآسيوية المهيمنة وثاني أو ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وستكون مستهلكا هائلا للموارد العالمية بما في ذلك الطاقة".
وتنبأت الاستراتيجية بأنه "حتى لما بعد السنوات الخمس المقبلة، سوف يكون هناك شعور متزايد بالتأثير العالمي للنمو الاقتصادي الصيني. ولابد أن يكون لها (الصين) ثقل سياسي متزايد في منطقة آسيا الباسيفكي، ما يزيد التأثير على القضايا العالمية والاستراتيجية، وسيكون لها صوت أثقل (أكثر تأثيرا) في الأمور الاقتصادية العالمية".
وحدد سترو بشكل أوضح أسباب الانشغال بالصين على النحو التالي:
تؤدي دورا سياسيا أعظم في منطقتها وأبعد من ذلك
سيكون لها دور متزايد الأهمية في القضايا الإقليمية والدولية الكبرى وكذلك بشأن القضايا العالمية الرئيسية مثل البيئة والمخدرات وتهريب البشر.
في ضوء اندماجها الأكبر في النظام المالي العالمي، يمكن أن يؤدي الفساد المتفشي ونقص الرقابة المالية إلى إضعاف الاستقرار المالي في آسيا وما وراءها.
نموها الاقتصادي سوف يضيف ضغوطا بيئية عالمية لأن الصين تنافس إقليميا، وأبعد من ذلك، على الموارد الطبيعية.
وقال "لسنا وحدنا ، بالطبع، الذين نسعى لتكثيف علاقتنا مع الصين .ولا مجال للرضا عما وصلنا إليه".
ونصح بعدم "التخلف عن فرنسا وألمانيا في العلاقات مع الصين ومستوى التواصل معها".
صدر الصورة، AFP
التعليق على الصورة،
بلير وعمدة شانغهاي هان تشينغ خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني للمدينة الصينية الشهيرة عام 2003. بلير توقع نهوض الصين بحلول عام 2020.
ورغم العلاقات الخاصة، كما وصفها الزعيم البريطاني الراحل ونستون تشرتشل، بين بريطانيا والولايات المتحدة، واتفاقهما على أهمية الصين المتزايدة، أشارت الاستراتيجية المقترحة إلى خلافات محتملة بين البلدين في التعامل مع الصينيين.
وقال سترو "لن تكون أولويات الولايات المتحدة هي دائما نفسها أولويات المملكة المتحدة في الصين".
وأضاف أنه "من الطبيعي أن تتوقع الولايات المتحدة عائدا يتعلق بعجزها التجاري مع الصين، وهو عجز أكبر من عجزها مع أي دولة أخرى".
واعتبر التكنولوجيا مجالا للخلاف بين لندن وواشنطن في التعامل مع الصين. وقال "ينبغى على الحكومة البريطانية أن تشجع الصين على الالتزام بالمعايير العالمية، وليس الأمريكية، إن اختلفت هذه المعايير، في مجال التكنولوجيا".
ومع ذلك، نصح سترو بألا تؤثر مثل هذا الخلافات على التفاهم مع الأمريكيين بشأن التعامل مع الصين.
حقوق الإنسان "سياق ضيق"
انطلقت الاستراتيجية الجديدة من الاعتراف بأن رؤى المملكة المتحدة تجاه الصين "عفى عليها الزمن ولا تساعد قضيتنا". وأشارت إلى أن سياسيين بريطانيين "يروننا غير ذي صلة بمستقبل الصين، وأننا في انحدار (من حيث التأثير) على المدى البعيد".
حددت الاستراتيجية البريطانية الآليات التالية لتحقيق أهدافها:
تحول شامل وكبير في مستوى انخراطنا الشامل مع الصين على كل المستويات والقضايا.
الدفع باتجاه اندماج الصين في الاقتصاد العالمي والمجتمع العالمي، اللذين لنا مصلحة كبرى فيهما.
متابعة أكثر فعالية لمصالحنا الثنائية الرئيسية بما فيها مجالات مثل التجارة والاستثمار والتعليم.
لم تغفل الاستراتيجية ملف الصين في حقوق الإنسان التي أقرت الاستراتيجية بأنها "قضية صعبة يتعين على الحكومة ( البريطانية) التعامل معها".
إلا أنها أقرت أن "الحوار بين الحكومتين هو أفضل وسائل هذا التعامل"، وأنه "لا ينبغي أن تعيق القضية اتصالات المملكة المتحدة مع الصين"، وألا يُغفل عن أن "الإدارة الصينية تدعي بالفعل أنها تناصر الحقوق الاجتماعية والاقتصادية بانتشال المزيد من الناس من الفقر بمعدل أسرع من أي دولة أخرى".
واقترحت الاستراتيجية "إجراء نقاش سنوي، على الأقل، بشأن استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه الصين أبعد من سياق حقوق الإنسان الضيق".
وراهنت على أن "علاقتا المعززة سوف توفر السياق الصحيح لمتابعة قضايا صعبة ومهمة مثل حقوق الإنسان، والهجرة غير الشرعية".
وقد أبدى بلير "موافقة قوية" على الاستراتيجية التي اقترحها سترو. وكتب إلى وزيره قائلا "إننا بحاجة إلى التعامل بشكل أكثر فعالية مع ظهور الصين كقوة اقتصادية وسياسية رئيسية".
وأقر ب "الحاجة إلى تغيير شامل في مستوى انخراطنا مع الصين في كل المجالات".
وأعطى تعليمات لإدارته بأن "تعمل الوزارات والأجهزة في الحكومة سويا وبشكل وثيق لإعطاء أولوية أكبر لبناء العلاقات مع الصين".
من حلقات بي بي سي الأخرى عن الوثائق البريطانية:
وعلى الفور، بدأ البريطانيون في تنفيذ الاستراتيجية.
فقد شنوا "حملة دبلوماسية عامة" في الصين أواخر 2022 تهدف إلى "التصدي لبعض التصورات غير المفيدة" عن الصين وعلاقاتها مع بريطانيا.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
رغم التصعيد العسكري بين الصين وتايوان، والذي يلهب من حين لآخر الوضع في شرق آسيا، فإن حكومتي بوش وبلير أقرتا بأن إعادة الوحدة بين الجزيرة وأراضي الصين الرئيسي سوف تحدث لا محالة.
وقد زار سترو الصين أواخر يوليو/تموز عام 2002. وفعل بلير الشيء نفسه عام 2003، في زيارة وصفها سترو، في تقرير رسمي، بأنها "مركزية في توثيق علاقتنا بالقيادة الصينية الجديدة، وفي تحديد إيقاع علاقتنا في المدى المتوسط".
وفي سياق حملة التواصل، اجتمع بلير وتشو رونغجي، رئيس مجلس الدولة (الوزراء) الصيني على هامش القمة العالمية للتنمية المستدامة في سبتمبر/أيلول 2002 في جنوب أفريقيا.
وفق تقرير ليز لويد، مستشارة بلير للشؤون الخارجية آنذاك، فإن تشو تعهد ب "استمرار الإصلاح في الصين على قدم وساق"، وأكد أن المشروعات المملوكة للدولة الآن "لا تزيد على ثلث الاقتصاد الصيني، بعد أن كانت تمثل النصف على الأقل في السنوات الأخيرة".
وفيما يتعلق ببيئة الاستثمار في الصين، التي كانت بريطانيا حريصة على الاستفادة منها، أبلغ تشو بلير بأنها "تواصل التحسن. ومؤسسات الأعمال التايوانية تعترف الآن بأن هذه البيئة أفضل من نظيرتها في تايوان".
ولخصت الموقف البريطانيا على النحو التالي: "في عام 1972، قررنا أننا "ندرك" هذا الموقف الصيني. هذا لا يعني أننا نقبله لكننا في الوقت نفسه لا نعترف بتايوان دولة مستقلة. ولو أثار الصينيون هذا الموضوع، يجب أن نشجعهم على الانخراط في حوار سلمي مع تايوان، ونعيد التأكيد، لو دعت الضرورة، على معارضتنا القوية لاستخدام القوة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.