علي اهميتها ؛ لكن لا الفضائح الجنسية ، ولا قصص الغراميات الفاشلة أو حتي حروب تملك "جكس" الخرطوم ضد فتوة الدعامة المدججين براسمال الارتزاق التي تكشف عن وعي تناسلي مقزز _ جلها و علي اهميتها لا تساوي شيئا امام اعتراف نور الدائم طه في محادثته المسربة مع اردول واخرون. فحوي الاعتراف هو ان الرفيق طه لا يلتزم أو يتقيد باي موقف مبدئي في سياق انخراطه في تجربة المقاومة المسلحة. طه يبدو وكانه يلمح الي ان المواقف لا تقاس عنده بمعيار المكاسب الجمعية وانما بمعيار المصلحة الذاتية ، بالتالي اي قضية لا تحقق اية مكسب للشلة التي يعبر عنها فهي ليست جديرة بالاستحقاق في ميكافيلية لا تشبه اخلاقيات الرفاق الملتزمين على الاطلاق. الرفيق طه ،الذي تربطه صلة قرابة بمناوي، ليس فرد من العامة، انه مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان، و احد القلة القليلة التي ترسم سياسات الحركة. كيف يمكن ان تنحاز الحركة لصالح الجماهير لو ان احد صناع سياستها مستعدا لتغير بوصلتها لصاحب الجيب الاكبر ؟ اعتراف طه دليل واضح علي تحول الحركة لجسم اشبه بشركة امنية تقدم خدماتها لمن يدفع أكتر. ويمثل نموذج طه المقاول الذي يجلب الصفقات للحركة في سوق الاعمال السياسي السوداني . و لفهم هذه النقطة ينبغي تتبع مسار الحركة المتارجح في خارطة التحالفات السياسية المحلية والاقليمية . ففي حين تدافع الحركة عن مصالح راس المال الاماراتي في ليبيا ، فهي لا تنفك ان تصطف مع الجيش المدعوم مصريا في خندق واحد علي المستوي المحلي. وبينما قاولت بعد ديسمبر خدماتها لامير الحرب حميدتي فهي الآن علي استعداد لان تبيع خدماتها لصالح جنرالات المركز الذين يبدو انهم دفعوا أكثر. وفي خضم كل هذه التحالفات المصلحية القائمة علي السمسرة والبيع تغيب مصالح الجماهير السودانية التي يتم حشدها في لحظات الصراع السياسي. منذ استشهاد الجيل المؤسس للحركة و هيمنة شلة الرفيق مناوي فقدت الحركة كم هائل من الثوار الملتزمين وهو ما عزز من روح الانتهازية بصعود شخصيات بلا اي تاريخ أو تجربة سياسية علي كابينة القيادة . بالتالي لم يبق من الارث الثوري للاباء المؤسسين سوي شعارات التحرير وبضعة مفاهيم مبتذلة عن الثورة. علاوة علي احتكار العنف واختطاف صوت المجتمعات المهمشة، تقوم فلسفة الشركات الامنية في سوق الاعمال السياسي علي توظيف القبيلة لدعم سلطة النخبة. بحيث تصور مصالح هذه النخبة علي أنها مصالح القبيلة مع ترسيخ مزاعم تفيد ان الدفاع عن مصالح القبيلة يستدعي بالضرورة الدفاع عن هذه النخب. و بناءا علي ذلك سيضطر عنصر القبيلة الي تبني مواقف النخب في مجري الصراع الاجتماعي العام . بينما تتكفل النخب وامعانا في الخداع بتوفير شكل من اشكال الحماية للقبيلة بعد ان تقسم ولاءاتها بين القوي المتنافسة. ربما هذا ما يفسر سبب تخندق مناوي في اقصي الشمال الغربي لدارفور مع صناعة سياسات حركية تقوم علي الاكتفاء بهذه الجغرافيات مقابل التنازل عن مشروع تحرير السودان كالية لارضاء دوائر راس المال الاقليمي والدولي. تمثل اعترافات طه إدانة حقيقية لنفاق الاوليغارشية المهيمنة علي كابينة القيادة بحركة التحرير و دليل حي علي انتصار البرغماتية الجديدة علي الايثار والالتزام الثوري الاصيل المنحاز لقضايا الشعوب المهمشة. [email protected]