أغسطس، وما أدراكم ما أغسطس؟!!..انه شهر وقوع غرائب الأحداث والعجائب في السودان، وتقلبات الطبيعة الي ألاسوأ، هو شهر هطول الأمطار الغزيرة، واندفاع السيول لتهدم المنازل، وتزيل مئات الآلاف من بيوت "الجالوص" ولا تبقي لها اثر، هو شهر شهد في السابق تدفق الإعانات الدولية، وتوزيع المساعدات الإغاثية والادوية التي كان من المفروض ان تصل للمتضررين ولكنها دخلت بيوت كبار النافذين، هو بلا منازع الشهر الوحيد بين باقي شهور العام كثرت فيه "الشحذة" بلاخجل، ومد القرع للدول!! في هذا المقال رصد لأحداث وقعت في زمن حكم الرئيس المخلوع، ورأت إعادتها لتجديد الذكريات المؤلمة وكيف كنا نعيش في ذلك الزمن الكئيب.. مقال هدفه التذكير عمل بقوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). 1- دخل علينا بالأمس القريب شهر أغسطس الجاري، وكعادته في كل عام جاء وقد تابط الشر والشرر يقدح من عيونه، ولا نعرف ماذا يحمل لنا في جعبته من مفاجآت هذه المرة ، وحتي لا اكون قد تجنيت عليه واتهمته زورا بما لا فيه من صفات أغدقها عليه ظلمآ، هاكم (عينات) قليلة من بعض أحداثه المحبطة والمؤلمة القديمة التي يعرفها اغلب سكان السودان ووقعت في شهر أغسطس من اعوام سابقة. ولن اتطرق لأحداث ما بعد 11/ أبريل 2019. 2- لكن سابدأ بذلك الخبر الغريب الذي نشر اليوم 2 اغسطس الحالي 2017، وجاء في سياقه، ان نظام البشير في السودان قد اعلن ، أنه في طريقه للدفع بقوة جديدة من مليشيا الدعم السريع، في أتون الحرب اليمنية، ولم ترد معلومات عن حجم القوة المتوجهة إلى اليمن ولكن تقديرات من طابور السير تشير الى القوات قوامها المئات. وتثبيت دعائم ملكه، ارسل البشير (6) آلاف جندي إلى اليمن للقتال في صفوف التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين. (انتهى الخبر). من كان يصدق ان ينزل النظام السابق الي هذا االمستوي، ويشارك في ابادة شعب اليمن بواسطة القوات المسلحة ومليشيا الجنجويد، فقط ارضاء للسعودية لاشيء غير!!، ولا غريب ان يأتي مثل هذا الخبر المحبط في اغسطس، شهر المحن والبلوى السودانية!! 3- في يوم 18 أغسطس عام 1955-اي قبل إعلان استقلال السودان بأربعة شهور- وقع تمرد "حامية توريت" العسكرية الشهير، وذلك عندما قامت مجموعة كبيرة من الضباط والجنود الجنوبيين في "قوة دفاع السودان" وقتها بتمرد عسكري، استولوا في البدء علي الحامية، ونهبوا بعدها كل الأسلحة والذخيرة ، ثم اغتالوا غدرآ الضباط والجنود الشماليين الذين كانوا في الحامية، ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل واصلوا زحفهم نحو مدينة توريت يبحثون فيها عن الشماليين، وبالفعل وقعت هناك مجزرة كبيرة طالت ارواح كثيرة، وجرت عمليات سلب ونهب غض عنها جنرالات الجيش البريطاني في المنطقة ابصارهم عما جرى من سفك دماء وقتل ونهب، بعد الاستقلال تم فتح تحقيق واسع حول أسباب التمرد، فاتضح ان للحاكم البريطاني في الخرطوم دور كبير فيما جري، هو اول حادث تمرد وقع بعد تمرد عبدالفضيل الماظ عام 1924، وبعدها عرف الجيش السوداني التمرد والانقلابات. 4- في شهر أغسطس عام 1994، جرت عملية اختطاف إختطاف "إلييتش راميريز سانشيز" الفنزويلي، المشهور ب"كارلوس"، وذلك بعد تخديره، ثم تسليمه للمخابرات الفرنسية مقابل (20) مليون دولار، في صفقة كانت مبرمة ما بين الخرطوم وباريس!!..(لا احد حتي الآن يعرف أين ذهب عائد عملية الغدر والخيانة؟!!، "هل حقآ دخلت جيب حسن الترابي كما قيل وقتها؟!!"). 5- في بادرة غير متوقعة من الصادق المهدي جرت في أغسطس 1977، قام بمقابلة الراحل جعفر النميري سرآ، وعقد معه اتفاق دون ان يستشير احد من اعضاء حزبه، او من أفراد اهله، قد قوبل هذا العمل بعد اكتشافه بامتعاض شديد من كل المواطنين والسياسيين ، كان الصادق يأمل بعد اللقاء مع النميري، ان يكافأ بمنصب رئيس الوزراء، ولكن النميري تجاهله تمامآ!! 6- في يوم 29 أغسطس 1967، ولأول مرة في تاريخ البلاد، شهد السودان تجمع رؤساء الدول العربية، الذين وفدوا للخرطوم للمشاركة في (مؤتمر القمة العربية الرابع)، التي عرفت باسم قمة اللاءات الثلاثة)، وكانوا: الملك الراحل فيصل، والملك الراحل حسين، والرئيس الراحل نور الدين لأتاسي، والرئيس الجزائري الراحل بومدين، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس العراقي الراحل عبدالرحمن عارف. نجح المؤتمر نجاح باهر رفع السودان عاليآ، واستطاعت مصر والأردن وسورية ان تتحصل علي وعودات قاطعة بالمساعدات المالية العاجلة، تم في هذا المؤتمر ولأول مرة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية) ياسر عرفات رئيسا شرعيا لها. 7- في يوم2/أغسطس 1990، اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت، قامت حكومة الأنقاذ -وقتها- بتأييد الغزو العراقي، وأمرت بإغلاق سفارة الكويتبالخرطوم، وطلبت رسميآ من سفيرها وطاقم الدبلوماسيين بمغادرة الأراضي السودانية. 8- بتاريخ يوم 30 أغسطس 1999، أبحرت اول سفينة تحمل النفط السوداني من ميناء (بشائر) علي البحر الأحمر، ومن يومها – اي قبل 18 عام مضت وحتى اليوم- لا رأت اعيننا عائدات نفط ، ولا تنمية ولارخاء، بل في عام 2013 وبسبب زيادة أسعار الوقود والسلع الضرورية قامت الشرطة ورجال الأمن بإطلاق الرصاص علي المظاهرات السلمية فقتلت 277 شخص، هذا (النفط الدامي) هو سبب خراب البلاد ، وهو ايضآ وراء تتطاول فلل وقصور أهل الفساد. 9- أغسطس عام 2012، رفضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون زيارة السودان اثناء وجودها في افريقيا، وقامت بزيارة عدة عواصم افريقية متجاهلة تماما السودان، علي اعتبار انه من الدول التي تسري عليها المقاطعة الامريكية، وايضا بسبب – بحسب رأي الوزيرة -، ان النظام الحاكم فيه لم يعدل من سياساته ويحتضن الارهاب والتطرف، والغريب في الامر، انه واثناء تواجد هيلاري كلينتون في افريقيا، وقعت مجزرة في مدينة نيالا طالت 13 من طالبات وطلاب مرحلة الاساس، الذين خرجوا في مظاهرة سلمية ضد ارتفاع الاسعار في مدينتهم!! 10- في شهر أغسطس عام 2011، وبعد ظهور دولة السودان الجنوبي في 9 يوليو 2011، سارع نظام الخرطوم بالانتقام من الجنوبيين في الخرطوم وباقي المدن بالولايات الاخري، امهلتهم ثلاثة شهور لمغادرة السودان الشمالي، كان اغسطس 2011 شهر مليئ بالتصريحات العنصرية والدعوة لطرد الجنوبيين بعد الغاء الجنسية منهم، وأن يغادروا البلاد خلال مدة الثلاثة وإلا تعرضوا للاعتقالات والحبس، بعض الأسر الجنوبية فضلت الهروب والفل من البلاد بعد ان تركوا منازلهم وامتعتهم بسبب المضايقات الأمنية المتلاحقة. 11- المحكمة الفدرالية الامريكية تنصف صلاح الإدريس باربعة مليار دولار!!! بسبب قصف مصنع الشفاء::في جلسة عاصفة بمقر المحكمة الفدرالية الأمريكية العليا إنعقدت الجلسة الختامية للتداول حول الاستئناف المقدم من المحامي آرثر توماس كوتارتين لموكلة السيد/ صلاح الدين أحمد الإدريسي (سوداني الجنسية) حول القصف الذي أصاب مصنع الدواء الذي يمتلكه الشاكي بالسودان في العام 1998 إبان الغارة الجوية على الأجواء السودانية والذي اعتقد البنتاجون أنه مصنع للمواد الكيماوية . عليه نطقت المحكمة بقرارها القاضي بدفع إدارة البنتاجون مبلغ (4) مليار دولار أمريكي للمستأنف على أن يتم السداد في غضون تسعة أشهر من تاريخ النطق بالحكم ، بجدر الإشارة إلى أن القرار نهائي هذا ما أفدنا به المحامي لمندوب صحيفة نيوزويك العربية "باباك ديغانبيشه" و"جون باري" و"كريستوفر ديكي". 12- في يوم 4 أغسطس 2013، منعت السلطات السعودية طائرة عمر البشير من عبور المجال الجوي للمملكة. وقال متحدث باسم الرئيس أن البشير كان متوجها إلى إيران التي تجمعها علاقات متوترة مع الرياض. اعلنت الرئاسة السودانية أن السلطات السعودية منعت طائرة الرئيس عمر البشير الأحد من عبور اجوائها اثناء توجهه لحضور حفل اداء الرئيس الايراني اليمين في طهران، ما اضطره الى العودة أدراجها. وقال عماد سيد احمد السكرتير الصحافي للرئيس السوداني لفرانس برس "رفضت السلطات السعودية اعطاء الطائرة التي تقل الرئيس البشير الأذن بعبور أجوائها". وقال سيد احمد ان الطائرة التي كان الرئيس البشير مسافرا عليها ليست طائرته المعتادة وإنما طائرة مستأجرة من شركة سعودية. كان البشير متوجها لحضور مراسم اداء الرئيس الاصلاحي الإيراني حسن روحاني القسم امام مجلس الشورى, وهي مراسم تحضرها لاول مره وفود اجنبية. وقال عماد سيد أحمد "عند دخول الطائرة المجال الجوي السعودي اخبار قائدها السلطات السعودية انها تقل الرئيس السوداني عمر البشير، لكنهم قالوا ان الطائرة ليس لديها إذن بعبور الأجواء السعودية". 13- شهد شهر أغسطس 1964وقوع الانقسام الثاني في الحزب الشيوعي السوداني: (لا يمكن معالجة الصراع الفكري في الحزب الشيوعي، الذي انتهت بانقسام اغسطس 1964م، فيما يعرف في أدبيات الحزب الشيوعي السوداني، بانقسام القيادة الثورية، بقيادة احمد شامي ويوسف عبد المجيد، بمعزل عن الصراع الذي دار في الحركة الشيوعية العالمية والانقسام الذي قاده الحزب الشيوعي الصيني داخلها ، و بمعزل عن الفترة التي كان يناضل فيها الحزب الشيوعي السوداني، وهي فترة ديكتاتورية عبود (1958-1964) . وهي فترة كما هو معروف كان يعمل فيها الحزب في ظروف سرية، وكانت تكتيكات الحزب في تلك الفترة تجميع القوى وتحسين أساليب العمل لكيما يبقي الحزب الشيوعي قويا، ويقاوم اتجاهات تصفيته، سواء جاءت من مواقع يمينية أو يسارية، لقد طرح الحزب في تلك الفترة قضايا العمل بين الجماهير ومقاومة اتجاهات العزلة، وتبقي وثيقة "اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير" من أهم الوثائق التي أصدرتها اللجنة المركزية في تلك الفترة بهدف تحسين وتطوير أساليب عمل الحزب بين الجماهير ومقاومة اتجاهات العزلة.أن الظروف الثورية لم تكن في صالح الانقسامين ، وكانت افكارهم تنهار الواحدة تلو الأخرى في محك النشاط العملي بين الجماهير وبينما كانوا منكبين على وجوههم ناشرين اليأس القاتل عن (عدم امكانية انتصار قضية الشعب بدون الثورة المسلحة)، وأن الاضراب السياسي العام لن ينجح بدون حمل السلاح )، كان الشعب قد حسم أمره وحقق الاضراب السياسي الذي اطاح بالديكتاتورية المسلحة وسجل بذلك انتصاره التاريخي علي اعدائه). 14- في أغسطس الماضي 2014 ، غادرنا الى الولاياتالمتحدةالامريكية الفنان الكبير الراحل/ عبدالكريم الكابلي للاستقرار فيها بصفة نهائية ، مودعا السودان وشعبه، هل هي محض صدفة وأن يجئ سفره – وتحديدا في شهر أغسطس- ام انها من تدبير هذا الشهر الذي لايمر دون ان يخلف حدث سوداني فيه كثير من الأوجاع ؟!! 15- أسرار وفضائح بالتفصيل.. تورّط رجل أعمال مقرّب من البشير في فساد ضخم والسمسارة سيدة الأعمال " هند . (أ)-08-17-2016-: علمت (الراكوبة) من مصادر واسعة الاطلاع ان تحقيقاً يجري حول الصفقة الخاصة باستيراد (6) قطارات بقيمة (642) مليون دولار، مكونة من (3) مقطورات وقاطرة عن طريق شركة "نوبلز" التي يملكها رجل الاعمال مأمون عبد المطلب و معتز البرير. وأكدت المصادر ان جهات التحقيق علمت بقصة التجاوزات عن طريق الصدفة وذلك عندما شرعت هيئة السكة حديد فى إستيراد قطارات من ذات المصنع وبنفس المواصفات فاكتشفت أن السعر أقل من قيمة الصفقة الاولى بكثير. علما بان القطارات تقبع حاليا بأحد مخازن السكة حديد في بورتسودان، بعد أن تحفظت حكومة ولاية الخرطوم الحالية على إستلامها .واضافت المصادر ان محمد المامون ومعتز البرير قد حصلا على ما لا يقل عن (63) مليون دولار عبارة عن فرق السعر بالإضافة الى عقد آخر أبرمته معهما حكومة الولاية بتشييد مباني بمحطة السكة حديد بحري بقيمة (28) مليون دولار. بحسب المعلومات التي حصلت عليها (الراكوبة) من مصدر آخر .. فإن سيدة الأعمال المعروفة "هند" زوجة مدير عام الشرطة السابق الفريق شرطة محمد نجيب هي التي قامت بترتيب صفقة شراء القطارات مع ولاية الخرطوم، وكانت "هند" قد تعرفت على معتز البرير عندما كانت تعمل معه في وظيفة سكرتيرة حينما كان مديراً لجامعة التقانة، وهي معروفة وسط باحثي الثراء في الخرطوم بمقدرتها على ترتيب هذا النوع من الصفقات مع الجهات الحكومية. كما ذكر المصدر ان محمد المامون عبدالمطلب ومعتز البرير وهما أقرباء – سبق لهما الحصول ايضا على عقد تجميع جرارات زراعية مع شركة (جياد) وقف وراءها الدكتور عبدالحليم المتعافي. وقال المصدر إن حصيلة أرباح هذه العمليات بلغت ملايين الدولارات استثمرها الشركاء في توسيع أعمالهما التجارية بتسريع إنشاء مستشفى (رويال كير) وانشاء مصنع للسيراميك. ولفت المصدر الى ان هناك شركاء من الباطن كان لهم نصيب في صفقة القطارات من بينهم الفريق طه مدير مكتب الرئيس البشير والفريق هاشم عثمان مدير عام قوات الشرطة وعبدالرحمن حسن محافظ البنك المركزي وضابط المخابرات عبدالغفار الشريف وسيدة أعمال إسمها "هاجر". (ب)- وطبقاً لمعلومات المصدر فإن الرئيس البشير أبدى إستياءه من إخفاء هذه المعلومات عنه بواسطة المقربين منه وقرر أن يمسك بملف التحقيق بنفسه والذي من المتوقع أن يتخذ فيه إجراءت قد تنتهي بالتضحية بعدد من المقربين منه. واكد المصدر ان تفاصيل فساد صفقة قطارات ولاية الخرطوم سبق اثارته في البرلمان ولكن السماني الوسيلة رئيس لجنة النقل بالبرلمان ظل يحتفظ بالأوراق لديه لأكثر من عام دون إتخاذ أي إجراء حولها. وقال المصدر أن وراء كل ثري من أثرياء النظام قصة فساد حكومي لم يتم كشفها بعد. وتضع (الراكوبة) هذه المعلومات لعلم الشعب وحتى يعرف أين تذهب أمواله. 16- أغسطس 2001:- هو الشهر الذي ناشد فيه البشير كل السودانيين الزواج من اربعة نساء لمضاعفة عدد السكان!!، نشرت "جريدة الشرق الأوسط" اللندنية خبر طريف، جاء في سياقه: دعا الرئيس السوداني الفريق عمر البشيرالى مضاعفة سكان السودان البالغ تعداده حاليا 30 مليون نسمة. وحبذ، وصولا الى ذلك، تعدد الزوجات الى اربع. واكد البشير في كلمة امام مؤتمر القطاع الاجتماعي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ضرورة زيادة عدد سكان السودان على الاقل الى ضعف تعداده البالغ حاليا (30) مليون نسمة. واضاف انه يحبذ لبلوغ هذا الهدف تعدد الزوجات الى اربع. الى ذلك، شن الرئيس السوداني هجوما عنيفا على المنظمات الدولية والاقليمية واتهمها بأن «لها أجندتها الخاصة البعيدة عن أجندتنا الوطنية وتعمل لهدم الأخلاق والمثل والقيم ويطالبنا بتقليل نمو السكان. 17- مقال من مكتبتي بموقع "الراكوبة" الكابلي يهاجر الى امريكا بسبب ""كده كده يا الترلا قاطرها قندراني"!! " المصدر: – موقع -"الراكوبة"- بتاريخ: – 08-27-2013- (أ)- لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. هذا اخر ماكنا نتوقعه في سودان المحن والمصائب، ان يهاجر الفنان العملاق الكبير عبدالكريم الكابلي السودان الي أمريكا في رحلة نهائية وبلا عودة – ONE WAY TICKET – مخلفا وراءه "الجمل بما حمل"، وحال لسانه يقول لبلده السودان (ده طرفي منك)!! ما ان طالعت ذلك الخبر المحبط للغاية، الذي بثه موقع "الراكوبة" ، بتاريخ يوم الأثنين 08-26-2013، وجاء تحت عنوان: (وأخيراً.. الكابلي يستقر نهائياً بامريكا )، حتي شعرت بانقباض شديد، ولعنت هذا النظام الطارد لأهله ومثقفيه وفنانينه، سأقوم ببث الخبر تمامآ كما جاء لعلاقته بالمقال: ( أخيراً اسدل الستار بصورة نهائية عن أمر عودة الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي من امريكا والتي ذهب اليها قبل عامين تقريباً مع أسرته لزيارة الابن الاكبر عبدالعزيز المتواجد هناك منذ عشرين عاماً تقريباً أو أكثر، هذا وأكدت مصادر عليمة بأن هناك أكثر من سبب يجعل الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي يفضل البقاء بامريكا وسط أسرته بجانب أبناء الإذاعي الكبير عمر الجزلي والذين هم تحت رعاية عمتهم السيدة الفضلى عوضية شقيقة الأستاذ عمر الجزلي وزوجة الفنان عبدالكريم الكابلي.. كل أمنياتنا للأستاذ الكابلي ولأسرته بحياة سعيدة في امريكا ونقول له إننا بإذن الله لن نقطع العشم في عودتك لبلدك ولجمهورك ولمحبي فنك). (ب)- الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي ثروة قومية بمعنى الكلمة، ما كان يجب ان تفرط فيه الدولة ابدآ. كان الواجب علي هذا النظام الحاكم ان تعطيه اكثر مما يريد أضعافا مضاعفة، فهو اخر من تبقي لنا من العظماء في مجال الفن الغنائي الراقي المحترم. انه عبدالكريم الكابلي الأكثر أهمية من النفط الاسود الذي مارأينا عائداته!!...وأهم مليون مرة من الذهب الابيض والاصفر.. والصمغ العربي..والكركدي...ولايقل اهمية عن النيل الابيض والازرق. (ج)- وفي لحظة الاحباط الشديدة، قمت باتصال هاتفي مع احد أصدقائي الصحفيين في الخرطوم وسالته عن خفايا واسرار رحلة الفنان الكبير لامريكا... ولماذا قرر بعدها البقاء فيها نهائيآ?!!...واكدت لصديقي الصحفي، بانني غير مقتنع علي الاطلاق بالمبررات التي جاءت في الخبر، وغير مقتنع ايضآ ،ان الكابلي قد قرر أن يبقي قريبا من أسرته المغتربة في اميريكا...لابد وقطعا ان الكابلي عنده أسباب خفية قوية دفعته دفعا للهجرة... – ولكنه ولانه انسان مهذب ورقيق- يرفض البوح بما في صدره، واكتفي بما جاء في الخبر، وانه يود البقاء مع أسرته الكريمة!! (د)- فاجأني صديقي الصحفي برده الاكثر احباط من الخبر فقال: ( وما الغريب وان يهاجر الفنان الكابلي?!!...لو كنت في مكانه لما ترددت لحظة في الهجرة وفورآ بلا ابطاء او تاخير!!...فالمجال الفني الآن في السودان اصبح منحط بصورة لا تسمح لفنان محترم مثل الكابلي ان يبقي فيه!! هرب الكابلي من هذا الوسط الغنائي الهابط المستوي، كما يهرب السليم من الأجرب. هرب الكابلي من هذه الاجواء الموبوءة احترام لنفسه وفنه وتاريخه الملئ بالعطاء الثر. ولي وفر من غث الغناء، وغرائب كلمات الاغاني، وركاكة الاداء، وإن أنكر الأصوات هي أصوات اغلب هواة الغناء الذين ملأوا الساحة تقليدآ كبيرآ وظائف للفنانيين القدامي العظماء الاجلاء. (ه)- كيف لا يهاجر الكابلي وهو يسمع اغنيات مثل: راجل المره ده حلو حلا!! الفي ريدو فرط دقس.. بيجي غيرو يعمل مقص. اضربني بمسدسك...أملانى أنا رصاااااص!! الجكس جننا وضيع زمنا!! لقيتم الاتنين عملوا لي رايحين!! دق الباب وجانا.. انا جريت ليهو حفيانه.. ما قصدي الخيانة.. قصدي يقيل معانا!! انا في نومي بتقلب.. حرامي القلوب تلب!! (و)- ويستمر صديقي في كلامه: كيف لا يهرب الفنان الكبير الكابلي بجلده للخارج، ونصف سكان الشعب السوداني قد اصبحوا مقلدين لفنانيين كبار?!!...بل حتي اسماء بعض ممن ولجوا عالم الغناء اخيرآ نجدها القاب غريبة لا جمال فيها ولاذوق، بل وأغرب من كل هذا ملابسهم وعمامته الحمراء والخضراء التي يتباهون بها!!......واذا كان هناك في مصر الفنان (شعبولا) واحدآ فقط ، فعندنا هنا في السودان مثله عشرات الآلاف في الشكل والزي ونوعيات الأغاني!! (ز)- هرب الكابلي لامريكا مبتعد عن فضائح مايدور في الوسط الفني، ورحلات الفنانات للخارج التي زكمت الأنوف!!، هرب من الأشاعات والدسائس والخبيثات ، من تدخل النظام واجبار اغلب المقلدين الانضمام للحزب الحاكم او بجهاز الأمن، من المخدرات التي استشرت بين بعض "المغنواتية" الجدد، من الحكومة التي تحمي هذا الوسط الموبوء. (ح)- هرب الفنان الكبير لأمريكا قبل ان تصبح: ( كده كده يا الترلا قاطرها قندران ) النشيد القومي للبلاد، بدل عن نحن جند الله جند الوطن!! 18- ملحوظة: هذا المقال من مكتبتي بصحيفة "الراكوبة" كامتداد لاحداث أغسطس 2023. 19- أسوأ خبر نشر خلال السبعة ايام الماضية في شهر أغسطس الجاري. السودان الآن: اختطاف واسترقاق والضحية المرأة! شهود اشترطوا عدم كشف هويتهم بسبب مخاوف على سلامتهم أبلغوا عن حالات اغتصاب وقتل واختفاء قسري في السودان. وتحدثت منظمة حقوقية عن احتمال اختطاف واسترقاق واتجار بالبشر في حق نساء وفتيات. فمن يردع الجناة؟!!- المصدر- 04.08.2023 2023- Deutsche Welle- ضيفة الحلقة: إيمان سيف الدين الحقوقية والأستاذة بجامعة هانوفر. https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%81-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9/av-66442959 — بكري الصائغ [email protected]