مع مجئ هذا اليوم -الجمعة 20/ أكتوبر الجاري- تكون حرب الجنرالاين البرهان و"حميدتي" قد دخلت يومها المائيتين والتي بدأت في يوم السبت 15/ أبريل الماضي ومازالت مستمرة حتي يومنا هذا، وبدأت في الاتساع لتدخل مناطق كثيرة كانت أمنة وبعيدة عن المعارك، ولم يعد يخفي علي أحد، أن راقب بدقة سير المعارك منذ بدايتها يلمس علي الفور إنها قد اتخذت في الشهرين الاخرين من المعارك (أغسطس وسبتمبر) منحي جديد يتمثل في نوعية الاسلحة المتطورة والصواريخ والمسيرات التي أصبحت عند الطرفين المتقاتلين مما ضاعف من تأزم الأحوال بعد أن تعرضت كثير من المناطق الأهلة بالسكان ومنازل المواطنين لقصف من الطرفين أدى الي وفيات كثيرة وسط المواطنين. دخلت الحرب السودانية يومها ال(200) وسط غموض يكتنفها بسبب أن القياديين العسكريين في كلا الطرفين المتقاتلين رفضا عند عدم الإفصاح عن عدد القتلى والمصابين!!، ورفضا بشدة أن يكون بينهم في مواقع القتال صحفي وطني او مراسل أجنبي يمد العالم بتقاريرها!!، ومن غرائب ما يجري في القيادة العامة، أنها منعت أن يقوم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة القيام بواجبه في مد المواطنين بمجريات المعارك!! في ظل التعتيم الكامل خلال ال(200) يوم السابقة من المعارك، ظهرت عند المواطنين كثير من الهواجس والظنون مما جعلتهم يألفون روايات متعددة عن الحرب، وهنا استعرض عينة من هذه الهواجس والظنون والاشاعات التي ملأت البلاد: 1- فئة من المواطنين أكدوا، أن البرهان استعان بالطائرات الحربية المصرية لضرب المناطق التي احتلها قوات "الدعم السريع"، وأنه نسبة لعدم فهم هؤلاء الطيارين المصريين بجغرافية المناطق الموجودة في العاصمة المثلثة، كان قصفهم العشوائي الذي أدي الي سقوط مئات الضحايا ، المسؤولين في القوات المسلحة رفضوا التعليق وإن كان صحيحا أن الطائرات المصرية تشارك في حرب السودان؟!! 2- الفئة الثانية من المواطنين، وصلوا الي قناعة ثابتة، أن البرهان لا يثق اطلاقا في الطيارين الحربيين السودانيين، وانهم قد ينقلبوا عليه ويقصفون القيادة العامة والبدرون الذي يحتمي به، لذلك قام البرهان بتسليم السلاح الجوي السوداني للمصرين!!، مما زاد من قناعة المواطنين أن المصريين هم من يقودون الطائرات الحربية، ذلك الحادث الذي وقع في يوم 29/ سبتمبر الماضي 2023 عندما قام الطيران الحربي بقصف أحد مباني القيادة العامة بالخرطوم بالخطأ ونتج ووقوع إصابات وسط منسوبي القوات المسلحة جراء النيران الصديقة.. ورغم أن القوات المسلحة أكدت القصف جاء من طائرة حربية تابعة للقوات المسلحة وليست لأي جهة أخري، الا أن المواطنين اعتادوا منذ زمن طويل علي عدم تصديق بيانات وتقارير الجيش. 3- فئة ثالثة من المواطنين قالوا، أن من قام بشراء المسيرات التركية التي استجلبتها القوات المسلحة هي جماعة الفلول وتنظيم الاخوان في السودان وتركيا بالتنسيق مع وزارة المالية التي يملكها جبريل ابراهيم!!، ورغم غرابة هذا الطرح حول المسيرات التركية الا ان القياديين العسكريين يرفضون الكلام عن المسيرات التركية والتي كتبت عنها كثيرا صحف الخليج!! 4- الفئة الرابعة من المواطنين سخرت بشدة من البرهان المختفي داخل غواصة في عمق البحر الأحمر (بدرون جديد مصفح!!)، ما عاد يدلي بتصريحات ولا يلتقي صحفيين ومراسلين، قابع في بورتسودان بلا عمل ولا شغل ولا مشغلة ولا يحل ولا يربط!!، هذه الفئة الرابعة من المواطنين اطلقت علي البرهان لقب "الحي الميت"، مثل "حميدتي" الذي هو الاخر حاله لا يختلف عن حال البرهان المزري!! 5- (أ)- غالبية المواطنين وبنسبة كبيرة، اصبحوا علي يقين تام، أن حرب السودان قد خرجت تماما من يد البرهان و"حميدتي"، وانها اصبحت تدار من بعيد بواسطة دول لها مصلحة في استمرار الحرب. (ب) بعض المواطنين كتبوا مقالات نددوا فيها بدولة الامارات انها وراء أحداث السودان. (ج)- جماعات كثيرة حملت مصر تصعيد الازمات في البلاد. (د)- جماعات كثيرة أكدت دور روسيا في استمرار الحرب بواسطة جماعة "فاغنر" بسبب ذهب دارفور. (ه)- هناك من أكد علي دور برهان في بدء الحرب… بينما هناك من أصبح علي قناعة أن "حميدتي" هو من أطلق الطلقة الأولى. دخلت الحرب السودانية يومها ال(200) واسوأ ما فيها، ما جاء في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم الجمعة 20/ أكتوبر: بالرغم من ذلك التقدم والنجاحات العسكرية التي تحققت، إلا أنها لم توفر الحماية للمواطنين إلا بالنزر اليسير، ولم تستطع توقيف عمليات النهب، ولم تمنع انتشار قوات الدعم السريع بالصورة الكاملة، فوجود مسلح واحد في أي منطقة هو تهديد أمني بلا شك. وأن إيصال المساعدات الإنسانية تواجه قيوداً بسبب انعدام الأمن والنهب والعراقيل البيروقراطية، حسبما قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 8 أكتوبر، مضيفاً: "تحتاج المنظمات الإنسانية إلى 2.6 مليار دولار أميركي لدعم 18.1 مليون شخص بمساعدة متعددة القطاعات وخدمات الحماية حتى نهاية العام، ولكن لم يتم تلقي سوى 676.9 مليون دولار (26.4 بالمائة) حتى 31 أغسطس/ آب الماضي".- أنتهي- قمة المأساة تكمن، ان لا احد يعرف متى تنتهي حرب السودان، بل حتي الاممالمتحدة نفسها عجزت عن إيجاد حل لوقف المعارك التي تشتد كل يوم اكثر ضراوة، مما حد بالسفارة الأميركية في السودان الي اصدار في بيان في 17 أكتوبر الي أن أكثر من 5.8 ملايين من المدنيين اضطروا إلى الفرار من منازلهم منذ 15 إبريل الماضي، بما في ذلك أكثر من 1.1 مليون فروا إلى البلدان المجاورة. وأضافت: "استجابت الجهات الإنسانية الفاعلة للاحتياجات الأساسية بشجاعة. لكنها تكافح من أجل الوصول إلى المحتاجين بسبب القتال العنيف والعقبات التي تفرضها كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع". ودعت السفارة لضرورة قيام القوات المسلحة السودانية و"الدعم السريع" بوقف القتال على الفور، بما يتوافق مع التزاماتها بموجب إعلان مبادئ جدة الصادر في 11 مايو/ أيار الماضي بشأن حماية المدنيين في السودان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، وحماية المدنيين وحقوق الإنسان الخاصة بهم، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. -صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم الجمعة 20/ أكتوبر- ملحوظة خارج النص: اليوم الجمعة 20/ أكتوبر الجاري، يصادف الذكرى ال(49) علي استشهاد الطالب/ طه القرشي في جامعة الخرطوم برصاص شرطة وزارة الداخلية…. ومنذ ذلك العام الي اليوم والرصاص مدور بلا توقف. [email protected]