البيان اثبت نجاح هذه الجولة في إجراءات بناء الثقة ، وفشلها وربما لأول مرة في تحقيق وقف اطلاق نار محدود او مستمر. لأول مرة يشارك في المفاوضات ممثل عن افريقيا يمثل الاتحاد الأفريقي والايغاد معا ، وهذا التمثيل يرفع هذه المفاوضات من مجرد مفاوضات وساطة دول صديقة ، الى مفاوضات رسمية تحت مظلة الجهة المسؤولة دوليا عن السودان وهي قارته (افريقيا) واقليمه (الايغاد – شرق ووسط افريقيا) ، وهذا اختراق مهم جدا وضخم في طبيعة المنبر وصفته. الطرفان المتحاربان اكدا على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبرهما او لهما عبرهما للمتضررين من السكان ، ولهما في سياق الحوجات الإنسانية للقوات المحاصرة هنا وهناك. الالتزامات الأهم هذه المرة تركزت في إجراءات بناء الثقة ومواجهة التيار المهرج الذي يسمم أجواء الحرب بخطابات الكراهية والعنصرية ويشحنها بطريقة تجعل من ايقافها أمرا عسيرا ، ولن يفشل اي شخص في تحديد من هي أطراف هذا التيار فهم الكيزان والفلول والبلابسة في صف الجيش وامثالهم الذين في صف الدعم السريع. الالتزام الاشهر والذي سيثير غبارا كثيفا وصراخا وعويلا في معسكر البلابسة هو الالتزام باحتجاز الهاربين من السجون ، والاصابع بالتأكيد ستشير للبشير واحمد هارون وزمرتهم الهاربة من السجون والتي اصبحت جزء من المعركة تخطط وتحشد للجيش وتقوده من اذنيه لكي تفجر السودان وتمزقه اربا اربا. الشعب السوداني الطيب البريء جميعه يريد السلام والحوار واسكات صوت البندقية ، سوى فئة قليلة مارقة ، صوتها عال وضجيها يملا الميديا بشعارات بل بس وجغم بس إسكات هذه الأصوات الكريهة وتكميم أفواه مثيري الفتنة ومؤججي الحرب يعني انتظام جميع الشعب السوداني في مسار دعم السلام وايقاف الحرب، ويعني عمليا ايقاف الحرب في ظرف وجيز وعودة النازحين لبيوتهم وبداية اعادة التعمير. نجحت هذه الجولة في الإشارة الضمنية لتحديد الكيزان وقيادتهم الهاربة من العدالة كسبب اساسي لاندلاع الحرب وتأجيجها واثارة الفتنة، وهي نفس التهمة التي وجهتها القوى السياسية وتنسيقيات المقاومة والنقابات للكيزان وفلولهم ، كما هي نفس التهمة التي اصدرت امريكا بسببها عقوبات على قائد تنظيم الكيزان . مما يؤكد ان الخارج والداخل متفق على ان إبعاد عناصر النظام البائد عن هذه الحرب واعادتهم مرة اخرى للسجون سيكون هو المدخل الأول والحاسم لإيقاف الحرب. الرسالة التي اصبحت واضحة لكل من له قلب او ألقى السمع وهو شهيد هي : عودة عتاة الكيزان للسجون تعني ايقاف الحرب وعودة الناس لبيوتهم ، وجود عتاة الكيزان خارج السجون يعني تأجيج الحرب واستمرار النزوح والقتل والدمار. [email protected]