عودة الي خبر له علاقة بالمقال، ونشر في صحيفة "الراكوبة"- السبت 2/ ديسمبر الحالي تحت عنوان: "البرهان يشكل لجنة برئاسة وزير للقبض على رموز النظام السابق"، وجاء فيه:- أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يوم الجمعة، قراراً بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية، للقبض على منسوبي النظام البائد الفارين من السجون، و الضالعين في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل، تنفيذاً لإجراءات بناء الثقة، الموقعة في السابع من نوفمبر الماضي، بمدينة جدة السعودية. وقال مصدر شرطي رفيع ل(راينو) أن اللجنة تضم أعضاء من وحدات السجون، والشرطة الأمنية، والمباحث المركزية. وأنها حددت أماكن تواجد رموز نظام الإنقاذ في كل من بورتسودان وعطبرة وكسلا والقضارف، وبعض القرى والمدن بالولاية الشمالية. وقال المصدر:(من المتوقع أن تبدأ إجراءات القبض عليهم في أي لحظة بعد أن باشرت اللجنة أعمالها).- أنتهي- من تابع تصرفات البرهان بعد استلامه السلطة قبل (1670) يوم مضت -وتحديدا في يوم الخميس 11/ أبريل 2019-، يجد انه خلال سنوات حكمه قد عاد الجميع بصورة سافرة ومتعمدة، عادي بشد وبشكل استفزازي : الشعب، والحكومة، والمنظمات الاجتماعية ، والمكون المدني، والأحزاب السياسية بأنواعها ، والنشطاء السياسيين، وقوات الدعم السريع، بل انه كثير من المرات ما انقلب علي المؤسسة العسكرية واطاح بمئات من "رفقاء السلاح" بحجج واهية كان الغرض منها اطاحة الضباط الخطرين علي سلطته ، انقلب علي بعض الجنرالات الذين شاركوه في مجلس السيادة في دورتها الاولي، وعادي بضراوة شديدة رئيس الوزراء السابق/ حمدوك في منصبه وشخصه، واعتقله بمهانة شديدة تجلت فيها مدى كراهيته لرئيس وزراء مدني ،وكانت اكبر كارثة قام بها يوم أصدر قراره الصادم في يوم الاثنين 3/ يونيو 20219 بفض ساحة الاعتصام من المعتصمين أمام بوابة القيادة العامة، ونكل بالمعتصمين شر تنكيل، وجرت عمليات اغتيالات طالت الكثيرين من الشباب الذين القيت جثامينهم في النيل وهي مقيدة بالحبال، وقعت انتهاكات خطيرة واغتصاب (77) من الجنسين، وشاءت الاقدار أن يكون الفريق أول/ كباشي عضو المجلس العسكري الانتقالي هو من صرح علانية أن كل الاعضاء في المجلس العسكري كانوا علي علم مسبق بفض ساحة الاعتصام قبل وقوعه. من طالع القرارات السابقة التي صدرت من البرهان خلال سنوات حكمه والمتعلقة بالتعيينات والاطاحة والعزل من الخدمة والرفد ، يجدها كلها قرارات اتخذها بصورة فردية لم يستشير فيها أحد ولا حتي أقرب المسؤولين المشاركين معه في السلطة، وسخرت الجماهير كثيرا من التعيينات التي اصدرها البرهان عند تشكيل مجلس السيادة الثاني من شخصيات اصلا غير معروفة عند المواطنين!!، شخصيات هشة ضعيفة تم اختيارها بعناية لتكون سهلة القيادة!! واحدة من غرائب تصرفات البرهان، والتي عرفنا من خلالها أن هذا الجنرال يتصرف بمفرده بمعزل عن الاخرين من معه في السلطة، أن الفريق أول/ "حميدتي" نائب رئيس مجلس السيادة لم يسمع بانقلاب يوم الإثنين 25/ أكتوبر إلا بعد ساعات من وقوعه بحكم إنه كان وقتها خارج الخرطوم!!، غضب "حميدتي" غضب شديد ورفض الاعتراف بالانقلاب وامتنع عن ممارسة أعماله الرسمية، ولكنه عاد مرة اخري وأيد الانقلاب لكنه ومن وقتها أصبح شديد الحذر من البرهان وكباشي وياسر، ويراقب تصرفاتهم بعيون كعيون الصقر. واحدة من التصرفات الغريبة التي استفزت ملايين السودانيين واثارت غضبهم، واصابت الدهشة أقرب الناس اليه في السلطة، يوم سافر سرا الي منتجع عنتيبي في أوغندا والتقي هناك برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، البرهان توجه الي هناك دون ان يخطر احد من اعضاء مجلس السيادة او رئيس الوزراء وقتها عبدالله حمدوك!!، وعندما عاد للبلاد تصرف حيال غضب الجماهير بمنتهي البرود واللا مبالاة، وأدلى بتصريح زاد من غضب الجماهير:"أن العلاقات مع اسرائيل ستنهي مشاكل السودان.". يقال -والعهدة علي الراوي- وهو خبير في العلاقات السودانية- المصرية، أن قرار عزل رئيس الوزراء السابق/ حمدوك والاطاحة بحكومته بعد انقلاب 25/ أكتوبر، جاء بطلب من الحكومة المصرية التي كانت تكن كراهية عميقة حمدوك بسبب سياسته التي صبت لصالح السودان بعيدا عن المصالح المصرية، وأن التنفيذ تم علي الفور خصوصا وأن البرهان أيضا كان يكن المقت لحمدوك، وكثيرا ما وقف حجر عثرة أمام قرارات الحكومة. الخبر المثير الذي نشر في صحيفة "الراكوبة" اليوم السبت 2/ ديسمبر الحالي تحت عنوان:"البرهان يشكل لجنة برئاسة وزير للقبض على رموز النظام السابق"، هو خبر يدل علي أن البرهان متقلب المزاج يصدر القرارات الفردية متى وما أراد!!، بعض القراء الذين طالعوا خبر "الراكوبة" علقوا باستغراب عن سبب تأخير صدور القرار بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية، للقبض على منسوبي النظام البائد الفارين من السجون، و الضالعين في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل؟!!، لماذا تحديدا اليوم السبب صدور القرار وليس من قبل؟!!، هل صدور القرار جاء بعد أن خلت البلاد من السجناء السياسيين الذين فروا الي تركيا وماليزيا، وبعد أن اطمئن البرهان تماما علي تواجدهم في الخارج، اصدر قرار باعتقالهم؟!! حتي لو افترضنا أن منسوبي النظام البائد الفارين من السجون موجودين في البلاد، من يستطيع اعتقالهم وهم عندهم ضباط اسلاميين في القوات المسلحة بقيادة ياسر العطا، الذي جاء ذكره في "الراكوبة" وافاد:(أشارت مصادر متطابقة ل(راينو)، إلى وجود انقسام داخل الجيش حيث ترى بعض قياداته الرفيعة – ومنهم الفريق ياسر العطا ومدير جهاز المخابرات أحمد إبراهيم مفضل – أن الوقت (غير مناسب)، لتسليم رموز النظام البائد، وقالوا إن ذلك سيؤدي لخروج الكتائب الجهادية التي تقاتل إلى جانب الجيش من المعركة، مما يضعف من موقف الجيش العسكري والميداني.). ، ولا ننسي أن الفلول عندها تنظيمات اسلامية تملك العدة والعتاد، وعندها "كتائب الظل". يبقي السؤال الخطير مطروح بشدة: هل ستسكت كتيبة "البراء بن مالك" التي غدر بها البرهان بها واصدر توجيهاته باعتقال "جهابذة" القادة الاسلاميين؟!!… هل ستكون هناك مواجهة ما بين جنرالات القوات المسلحة و كتيبة "البراء بن مالك"؟!! في أكتوبر عام 1981،تمت عملية اغتيال الرئيس/ محمد أنور السادات في حادث عرف باسم " حادث المنصة" أو "عملية الجهاد الكبرى"، والتي جرت خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6/ احتفالاً بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر 1973. نفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص لاحقاً في أبريل 1982. كانت واحدة من أسباب اغتيال السادات انه في عام 1981 انقلب بضراوة شديدة علي الاسلاميين في مصر، وزج بعشرات الالاف منهم ي السجون والمعتقلات حيث تعرضوا للضرب المبرح والتعذيب. وهناك سبب أخر لاغتيال السادات انه – بحسب ما ورد في التحقيقات التي جرت مع المعتقلين الاسلاميين بعد الحادث، انهم كتنظيم إسلامي قرروا تصفية السادات بسبب زيارته لاسرائيل ودعوته ل"تطبيع" كامل مع دولة العدو. يا تري، هل هناك اختلاف ما بين كتيبة "البراء بن مالك" والتنظيم الاسلامي الذي صفي السادات؟!! [email protected]