ما مر يوم من الايام منذ أن استلم العسكر السلطة في البلاد يوم الخميس 11/ إبريل 2019م ، الا وكانت هناك حالة وقوع حادثة غريبة لم نألفها من قبل، او كارثة دموية راح ضحيتها العشرات من الضحايا الابرياء ، او تصرف غير مقبول من أحد أعضاء المجلس العسكري الانتقالي وفيما بعد مجلس السيادة . مرت (1670) يوم منذ ان وقعت البلاد في يد الجنرالات ومازالوا بها يحكمونها بغرائب القوانين والتوجيهات العسكرية التي تزداد كل يوم اكثر عددا واكثر غرابة. واحدة من هذه الغرائب التي تعودنا عليه وقعت اخيرا في مدينة بورتسودان -العاصمة الجديدة- كما يسميها البعض ، وهو قرار والي ولاية البحرالأحمر المكلف اللواء ركن م/ مصطفى محمد نور ، أمر طوارئ رقم (16 ) لسنة 2023م والخاص بحظر التجوال في محلية بورتسودان. وينص الأمر -الذي نشر في الصحف والمواقع السودانية- على حظر التجوال في محلية بورتسودان من الساعة الحادية عشر مساءاً وحتى الساعة الخامسة صباحاً ، يعمل به من تاريخ التوقيع عليه في اليوم السادس عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1444هجرية الموافق يوم الأول من شهر ديسمبر لسنة 2023م. بالإضافة إلى أي عقوبة منصوص عليها في أي قانون آخر كل من يخالف أحكام هذا الأمر يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنة أو الغرامة مبلغ لا يتجاوز (3،000،000) جنيه فقط ثلاثة مليون جنيه أو العقوبتين معاً وفي حالة عدم الدفع السجن مدة لا تزيد عن ستة أشهر . يذكر بأن أمر الطوارئ رقم (16) لسنة 2023م جاء عملاً بأحكام المادة 5 من قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997م وبعد الإطلاع علي قرار تمديد إعلان حالة الطوارئ بالرقم (88) لسنة 2023م. – المصدر- "وكالات"- الجمعة 8/ ديسمبر 2023م- يعود سبب الغرابة في قرار الوالي الجديد ، أن بورتسودان كما يعرفها كل سوداني مدينة بعيدة كل البعد عن أي خطر يهدد أمنها وسلامتها ، بعيدة عن القتال الذي ضرب مناطق كثيرة في البلاد، بورتسودان مدينة آمنة بمعني الكلمة من كل خطر يمس سكانها ، وبعيدة أيضا من أي خطر قادم اليها او اعتداء قد يقع عليها من قوات "الدعم السريع"، ولان هذه المدينة بالذات من دون باقي مدن السودان تتمتع بالهدوء والأمان التام اختارها البرهان وكباشي وعقار جبريل ومناوي وأعضاء مجلس السيادة والوزاراء مقر جديد أمن لهم بدل عن الخرطوم. قرار والي ولاية البحرالأحمر المكلف اللواء ركن م/ مصطفى محمد نور ، أمر طوارئ رقم (16 ) لسنة 2023م والخاص بحظر التجوال في محلية بورتسودان ، أثارت دهشة كل من سمع به ، وعلي الفور تفجرت عشرات الاسئلة والتساؤلات خاصة عند سكان بورتسودان ، الذين اصابتهم الدهشة عن سبب هذا القرار الذي اقلق راحتهم وجعلهم يعيشون في أجواء من الاشاعات والقيل والقال دون أن يجدوا من يكشف لهم سبب هذا القرار ، وتساءلوا هل هناك فعلا شيئا ما مريع سيقع قريبا في المدينة لذلك لجأت السلطات الامنية الى اتخاذ الاحتياطات الواجبة قبل وقع الحدث؟!! . هل اعلان حظر التجوال كان الغرض منه إخطار وتنبيه المواطنين في بورتسودان ، أن المدينة أصبحت تحت سيطرة العسكر وتحكمها القوانين العسكرية والتوجيهات الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة أسوة بالعاصمة المثلثة وكردفان ودارفور ؟!! هل اعلان حظر التجوال كان الهدف منه اتاحة الفرصة للسلطات الامنية القيام – بهدوء في ظل الحظر- باعتقالات مواطنين اعترضوا علي وجود البرهان و"شلته" في بورتسودان لانهم قد يجلبون الحرب اليهم ، وايضا اعتقال نشطاء سياسيين وشباب العمل التطوعي من منازلهم بحجة انهم خالفوا القرار العسكري ، وحتي تخلو المدينة منهم ومن كل مظاهر المعارضة ضد السلطة الحاكمة في بورتسودان؟!! . هل صدور قرار حظر التجوال كان الهدف منه تسهيل مهام الاستخبارات العسكرية بالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني والشرطة تنفيذ توجيه البرهان الصادر في يوم الاول من ديسمبر الحالي الخاص بالقبض علي منسوبي النظام البائد الفارين من السجون ، والضالعين في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل وأن انسب الوقت المناسب لاعتقالهم أن تتم في ظل حظر التجوال وبقاء المواطنين في منازلهم ، ومنعا لردود أفعال قد تصدر من الاسلاميين المتطرفين وبقايا الفلول؟!! . هل صدور قرار حظر التجوال هي اصلا فكرة "الدباب" علي كرتي الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي رأي أنه من الأحسن أن تكون المدينة في حالة حظر دائم وتحت رقابة عسكرية صارمة حتي يتسني لجماعة الإخوان والفلول والكيزان وجماعة الناظر الأمين ترك والمطلوبين القبض عليهم من ممارسة العمل السياسي في هدوء وأمان؟!! . لماذا يخاف والي ولاية البحرالأحمر المكلف اللواء ركن م/ مصطفى محمد نور ، أن يصارح أهل بورتسودان باسباب صدور القرار حتي يزيل مخاوفهم التي ظهرت بعد صدور القرار المبهم الخالي من أي توضيحات ، وأن يوضح صراحة لماذا صدر القرار الآن وليس من قبل؟!! . هل صدور قرار حظر التجوال سيلحقه قرارات عسكرية أخري أكثر صرامة بهدف تذكير المواطنين في بورتسودان بالقرار الذي اصدرته السلطات الأمنية بولاية البحر الاحمر في اليوم الأول من ديسمبر الحالي بمنع قيام الأنشطة ذات الطابع السياسي في مدينة بورتسودان عاصمة الولاية ، وشمل قرار الحظر إقامة الورش والندوات وغيرها من النشاطات السياسية وحتى الاجتماعية ، مما أثار استياءً كبيرًا لدى القوى المدنية بالولاية. وأصدرت السلطات الأمنية خطابًا يطلب من جميع الأندية الشبابية والرياضية والاجتماعية الالتزام والحصول على إذن قبل (72) ساعة لممارسة النشاط الاجتماعي . وعزت السلطات الأمنية هذا الإجراء إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ، فيما اعتبرت المنظمات المدنية القرار تكبيلًا للحريات العامة واستنكرته؟!! – المصدر -"وكالات"- صدور قرار الحظر دخل سلبا علي البرهان و"شلته" الأغبياء الذين لم يفكروا في نتيجة عواقب صدوره!!، لم يكن القرار في صالحهم علي الاطلاق ، لانه أعطي انطباع قوي لكل من طالعه ، أن المدينة بعد أن كانت تعيش في سلام واحتضنت عشرات الألوف الفارين من جحيم المعارك ، أصبحت غير أمنة وتجلس علي سطح صفيح ساخن ، القرار جعل أغلب المواطنين هناك يتساءلون الي اين المفر اذا وقعت الواقعة وكل البلاد أصبحت قطعة من جهنم؟!! . مرفقات: ماذا كتبت صحيفة "سودان توداي" بتاريخ يوم الاحد 10/ نوفمبر 2023م :-(حال مدينة بورتسودان اليوم بعد (97) يوم من لجوء البرهان اليها:- ما إن شاع وعم خبر وصول البرهان الي بورتسودان حتي سارعت الصحف والمواقع السودانية والاجنبية بنشر الكثير من الاخبار والمقالات عن حال بورتسودان بعد قدوم البرهان اليها، وكيف أن المدينة لم تعد كما كان معروف عنها سابقا ، فقد أصبحت المدينة اكبر ثكنة عسكرية في البلاد بسبب وجود البرهان وأعضاء مجلس السيادة والحكومة. وكشفت (سودان توادي) عن استمرار انعقاد اجتماعاتٍ دورية لعضويةِ حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية بمدينةِ بورتسودان تحت إشرافٍ وحمايةٍ من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان والتي تقوم على وضع خطط لمقاومة منبر جدة وأي اتفاق ينتج عنه والتخطيط لحشودٍ في كل من البحر الأحمر وكسلا والقضارف وعاصمة ولاية الجزيرة ود مدني ونهر النيل والشمالية والخروج في مسيرات بذات نسق مسيرات الزحف الأخضر والاحتشاد أمام الحاميات العسكرية . وكشف مصدرٌ عسكري –برتبة لواء– في الاستخبارات العسكرية ل (سودان توادي) أن الإجراءات الأمنية والتي تقضي بمنع حركة المواطنيين بعد الساعة العاشرة مساءً بمدينة بورتسودان ليست اجراءاتٍ بناء على موجهات حالة طوارئ أو ما إلى ذلك ، ولكن هي توجيهاتٌ من قيادات الاستخبارات العسكرية من أجل تسهيل تحركات قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول في الفترات المسائية ، لأن الاجتماعات تعقد خلال الفترة من الساعة العاشرة مساءً وحتى الخامسة صباحاً. واخيرا، اللواء ركن م/ مصطفى محمد نور ، اصبح حاله مثل حال "دون كيشوت" الذي كان يحارب طواحين الهواء برمح مكسور وعلى صهوة جواد عجوز!! .