يتبدي تعالي الدعم السريع و استعماريته بشكل واضح في تكتيكاته و طرائق عمله . ففي سياق التصدي لموقف " بل بس " يطلق الدعم السريع العنان لوحوشه مضاعفا بذلك من جرعة العنف و التدمير للتأثير علي خيارات السودانيين وارغامهم للضغط علي " الجيش" لقبول التسوية. وعبر الاستثمار في المخاوف يلجأ الي إيصال رسائل مبطنة للسودانين مفادها : أما أن ترغموا الجيش علي قبول التسوية أو أنكم ستواجهون مصير نيالا و مدني . سوف تنهب ممتلكاتكم ، و تغتصب نساؤكم . و حين يبدي السودانيين انزعاجهم من جرائم القتل و الاغتصاب تعلن الآلة الإعلامية للدعم السريع و حلفاؤهم في قحت " هذا ما جلبتموه لانفسكم " و " الحرب ما عندها عورتني " . هنا لا يتم إرجاع هذه الجرائم الي منبعها الحقيقي وهو الذات الجنجودية المغرمة بالاغتصاب و القتل . علي العكس من ذلك يتم ارجاعها الي الضحايا. بالتالي الذي يتحمل مسؤولية هذه الانتهاكات ليس الجنجودي المغتصب و انما ضحيته التي لم تمارس اية ضغط علي الكيزان، أو غير المنحازة للجنجويد. في حوار له مع إحدي القنوات وفي إطار التهرب من نقاش انتهاكات الدعم السريع يقول المستشار السياسي عزت يوسف أن المسائلة يفترض ان تكون للحرب لا للانتهاكات و ذلك كتكتيك لاخفاء الطبيعة الحقيقة للذات الجنجودية. بينما يتعمد ناشط موالي توظيف النص الديني لبرمجة السودانيين علي إنهم سبب الانتهاكات . حيث يفسر عمليات النهب و الدمار كتعبير عن غضب إلهي سائلا ضحايا الانتهاكات ماذا كانوا قد "ظلموا " احد الأيتام أو "سطوا "علي ماله دون قصد . علي مدي سنوات ما بعد الإستقلال، ظلت حركات المقاومة تشن عملياتها العسكرية علي السلطة المركزية لكن دون أن يتم توثيق اية انتهاكات لها طوال هذا الفترة التي تفوق السبعين عاما . لماذا اذا قوات الدعم السريع فقط ؟ ربما لانها تاسست بالاساس كاداة للعنف و الإخضاع ولان العنف متأصل بنيويا في تركيبتها الداخلية .