والله أصبحت أشفق إشفاق شديد ومحزن علي حال البرهان القابع منذ شهر أغسطس الماضي حتي اليوم في مكان مجهول مخفي عن العيون وتحت حراسة قوية ضاربة في ما اسماها هو "العاصمة الجديدة!!" والتي حتي الان لم تكتسب بصورة رسمية صفة عاصمة السودان ومعترف بها دوليا ، ومازلت السفارات الاجنبية والصحف السودانية والاجنبية تعتبر مدينة بورتسودان ميناء وليست عاصمة!! 1/- قمة الغرابة تكمن في أن البرهان منذ دخوله المدينة قبل (236) يوم لا يستطيع أن يتجول بحرية تامة في شوارع وميادين وحدائق عاصمته!! 2/- ولا عاوده حنين الجلوس في كورنيش البحر مع بائعات القهوة ويتناول معهم ما طاب من لقيمات وفول مدمس!! 3/- ولا تجرأ وقام بزيارة الميناء ودخل من بوابتها الرئيسية والتقى بالعمال الكادحين وخطب فيهم!! 4/- بل ولا حتي كلف نفسه باللقاء مع النازحين مثله الفارين من مناطق القتال وأقاليم الفقر والجوع!! 5/- ولا عاين بنفسه وبام عينيه البضائع والسلع التموينية والأدوية المنهوبة من الميناء ، وكيف انها تسربت علانية من تحت عيون الشرطة وضباط الاستخبارات العسكرية ووصلت بكل سهولة الي رفوف البقالات ومحلات "السوبر ماركت" وبعضها مفروشة علي الأرض بكثرة في الأسواق!! 6/- ولا زار المستشفيات ويلمس بنفسه علي الطبيعة حالها المزري وهي خالية من أبسط المعدات والاجهزة الطبية والادوية والمضادات … ولا وجه المسؤولين بضرورة مد المستشفيات بالمولدات الكهربائية خصوصا وأن شهور الصيف علي الابواب!! 7/- رفض البرهان عن عمد وإصرار الاستماع للأصوات الغاضبة التي ارتفعت بقوة من المواطنين ضد ممارسات الاجهزة الامنية – خاصة الانتهاكات الفظيعة ولا انسانية التي بدرت من ضباط وجنود الاستخبارات العسكرية-، وكيف أن المدينة أصبحت مستباحة بالكامل من قبل هذه الاجهزة الامنية ، و"الكتائب الاسلامية" التي هاجمها البرهان (نظريا) دون أن يتخذ اي إجراءات (عملية) للحد من الفوضى وعدم الانضباط !! 8/- في سلوك وتصرفات البرهان تجاه الصحفيين وبقية الاجهزة الاعلامية نجده عكس رئيسه السابق الرئيس المخلوع ، خلال سنوات حكم البشير نجده كان يحب الظهور الاعلامي وأن يكون دائما في دائرة الضوء ، وأن تحتل صوره وأخباره صدارة الصفحات الأولي في الصحف والمحطات الفضائية وما كان يغصب من تصويره وهو يرقص بعصاه الابنوسية من علي ظهر العربات التي كان يخاطب منها اللقاءات الجماهيرية … اما عن الكلام عن البرهان وخاصة بعد انقلابه في أكتوبر 2021م ، فإنه لجأ الي حجب نفسه بصورة شديدة عن الظهور في المحطات الفضائية واللقاء مع الصحفيين السودانيين والاجانب الا عندما تستدعي الضرورة اثناء زياراته الخارجية ، او استقبال سفراء أو وفود أجنبية!!، سبق أن نشرت الصحف السودانية الكثير من المقالات عن هذه الظاهرة التي لا توجد الا عند رئيس كوريا الشمالية / كيم جونغ أون ، الذي هو يكره الاعلام الخارجي!!، بعض الصحفيين وصلوا الي قناعة تامة لا تتزحزح ، أن البرهان يخشي من مقابلته مع الصحفيين والمراسلين الاجانب تلقي اسئلة محرجة لا يجد لها اجابات مقنعة تعرضه للسخرية ، أحد الصحفيين وصف سلوك البرهان مع الصحفيين بمثل سلوك الرئيس الأمريكي/ جورج بوش الذي يعتبر في نظر الأمريكان أغبى رئيس امريكي واجه الصحفيين ، وإنه ما من مرة التقي بصحفيين الا و(جلط) جلطات أثارت السخرية محليا وعالميا!! 9/- من المآخذ التي تؤخذ علي البرهان ، إنه ولا مرة حاول الدفاع عن نفسه تجاه الهجوم الضاري عليه من قبل السودانيين ومن جهات خارجية كثيرة إنه سلم السلطة كاملة (الجمل بما حمل) لتنظيم "الحركة الاسلامية"، هذا الاتهام الخطير نشر في الصحف المحلية والاجنبية في مرات كثيرة ، والغرابة تكمن أن لا أحد من المسؤولين في السلطة- (مجلس السيادة ، الحكومة الانتقالية ، مجلس الوزراء ، وزارة الخارجية)- تجرأ وابدي رأيه حول هذا الموضوع وإن كان السودان بحق وحقيق أصبح رئيسه الفعلي (الدباب) علي الكرتي؟!!… مما أوصل السودانيين أن "السكوت علامة الرضا"!! 10/-(أ):-كان الواجب علي البرهان حفاظا علي سمعته العسكرية والسياسية أن يدافع بقوة وصلابة عن نفسه وأسرته ويتصدي الحملات الضارية التي شنتها عليه وسائل الإعلام والصحف المحلية والأجنبية واتهمته بالفساد واخفاء الحقائق عن الشعب حول مئات العقارات والاراضي والشركات والمصانع والعربات ومليارات الجنيهات السودانية وملايين الدولارات المصادرة التي ألت لوزارة المالية بعد أن تم حل "لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد"… سكت البرهان بعد أن أكد وزير المالية/ جبريل إبراهيم بان وزارته لم تستلم شيء من لجنة "لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد" !!، ويبقى السؤال مطروح بقوة في وجه البرهان شخصيا "أين أختفت الاشياء التي صادرتها السلطات الامنية من "لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد"؟!! (ب)- أين أختفت "إقرارات الذمة" الخاصة بجنرالات مجلس السيادة؟!! (ج)- لماذا لم يدافع البرهان عن شرفه وشرف اسرته بعد أن انهالت عليه الاتهامات في الساحة السياسية بالفساد وشراء فيلا في تركيا ؟!!، بالطبع يمكن وبكل سهولة إثبات صحة قانونية ملكيته للعقار وخلوها من الفساد ، وجنح للسكوت مما زاد من الطين بلة!! (ج)- لماذا رفض البرهان التعليق علي مقال كتبه الصحفي/ أحمد في صحيفة "الراكوبة" بتاريخ 27/ يناير 2024م تحت عنوان: ( فضيحة ال(10 ملايين دولار) .. البرهان يقتل وشقيقه يسرق! https://www.alrakoba.net/31890005/%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8010-%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%88/ (د)- لماذا لم يعلق الناطق الرسمي في مجلس السيادة علي الخبر الذي نشر في صحيفة "الراكوبة" تحت عنوان: (طالع الوثيقة: الكباشي يشتري شقة بمصر سعرها 300 ألف دولار). وجاء فيه: (...- تحصلت الراكوبة على وثيقة من وزارة العدل المصرية ، مصلحة الشهر العقاري والتوثيق .. بتاريخ 13 أغسطس 2022م ، عقد شراء شقة لصالح عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين كباشي. الشقة الفخمة تقع في محافظة القاهرة مدينة نصر وذات واجهة قبلية شرقية بحرية وبها أسانسير وبدروم فيه مساحة لسيارة الفريق الكباشي. أفاد من سرب الوثيقة للراكوبة أن الشقة يناهز سعرها ال300 ألف دولار أمريكي ، وأنه تم شرائها دفعة واحدة بموجب عمولة فساد بين الكباشي ومن دفع سعرها. عرف عن الكباشي عداوته الكبيرة للثورة التي أعلن في مؤتمر صحفي شهير أن المجلس العسكري الانتقالي – الذي يمثل الكباشي أحد قياداته – قام بفض الاعتصام الشهير أمام القيادة العامة للقوات المسلحة ، حيث تم ارتكاب مجزرة في حق ثوار سلميين ، وثقوا في العسكر.). -انتهي- 11/- تعرض البرهان سخريات لاذعة وهجوم من السودانيين والأحزاب والمعارضة بسبب لجوئه الي الاستعانة الدائمة بمدير المخابرات المصرية اللواء/ كامل عباس لحل المشاكل والبحث عن حلول جذرية لمعضلات البلاد علي الطريقة المصرية!! جاء اليوم الخميس 25/ أبريل الحالي مرور (30) شهر على انقلاب البرهان الذي وقع في يوم السبت 25/ أكتوبر 20221م ، وهو الانقلاب الذي لا يحتاج الي القاء الضوء عليه فلم يعد شيء هناك مخفي عنه بعد أن نشرت الصحف السودانية والاجنبية الكثير عنه وبثت المحطات الفضائية مئات اللقطات عن ردود الأفعال الدولية والاقليمية التي كانت كلها سلبية أدانت الانقلاب الذي انقلب علي الحكومة الشرعية … جاءت ذكرى الانقلاب في هذا الشهر – بعد (910) يوم – من وقوعه ، وحال السودان يزداد كل يوم اكثر سوء واصبح من الصعب عودة الحياة الطبيعية فيه ، هو الان : وطن يعيش في حرب طاحنة. وطن بلا شعب!! وطن بلا رئيس دولة معترف به!! وطن بلا حدود واضحة المعالم مع جيرانه. وطن بلا نظام مقبول من المجتمع الدولي!! وطن بلا سلطات تحكم كل عموم السودان!! وطن ممزق غير موحد لا تخضع ولايته لسلطة الدولة!! وطن بلا عاصمة قومية!! وطن بلا جيش منظم قادر علي جمع شتات نفسه ، والدفاع عن البلاد!! وطن أصبح (60%) من السكان فيه يعيشون عالة علي ما تجود بها منظمات الاغاثة!! وطن يضم بلا اخفاء او دس (88) من المنظمات المسلحة تسليح قوي لا تستطيع اي جهة حلها. حال السودان كان سيكون أحسن بكثير مما هو عليه الان لولا انقلاب 25/ أكتوبر الماضي، الذي أخرجنا مرة اخرى الي نفس حكم عمر البشير السابق ، وسيطرة الإسلاميين علي الحكم. اما عن الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان فلم يكسب من انقلابه الا : القيام بزيارات خارجية!! إلقاء خطاب في الامم المتحدة!! لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي/ بنيامين نتنياهو!! حضور تشييع ملكة بريطانيا/ اليزابيث الثانية!! امتلاك فيلا في تركيا!! اليوم الخميس 25/ أبريل الحالي وذكرى مرور (30) شهر علي انقلاب البرهان في عام 2021م ، يحتفل فيه بعيدا عن رفقاء السلاح ، وبلا مأوى ولا أهل!!، يجتر في وحشته ذكريات أيام العز والقصر الرئاسي والعربية الفاخرة التي كانت تصاحبها مجموعة الموتوسيكلات… دنيا زائلة .. دنيا فانية!! . [email protected]