– من أسباب كوارثنا أننا لا نمتثل لصوت العقل المغروس حتى بحكمنا الموروثة .. مثل أسمع كلام الببكيك مع تسمع كلام البضحكك .. – و تنتفخ أوداجنا لنفخ حديث العاطفة وسماع الإطراء المنافق من أصحاب المصالح خوفا وطمعا .. – لذا ساد بأوساطنا مصطلح كسير التلج ..وصارت كثير من الأمور . بسوداننا شاسعة البون بين الأقوال والأفعال وبين النظرية والتطبيق .. – وبهذا يصعب إصلاح الحال خاصة فى ظل الضعف المؤسسى البائن و1غوغائية العاطفة والانطباع السائدة وعدم وجود أدوات فاعلة للمتابعة والرقابة والتقييم والتقويم بكل أجهزة الدولة .. – ومن أخطر الأشياء التى تساعد على إستمرار دوراننا فى حلقة خبيثة السكوت عن الإشارة لمكامن الداء الواضحة والإلتفاف حول الأمر بالمداهنة والنفاق .. – خاصة عندما يتعلق الأمر بشأن أداء مؤسسات مناط بها حماية تماسك الوطن . – ومن الآفات التى تفتك بهذه المؤسسات ضعف إلتزامها هى نفسها بقوانينها وتمظهرها بغير حقيقتها .. – وتماهى البعض معها من جراء نظرة حزبية بغيضة أو تمشدقا بدعاوى معنوية فارغة أو خوفا من عقابيل قوة باطشة بما يحول دون صدق التشخيص وجراءة الإصلاح الفعلى .. – فمثلا القوات المسلحة السودانية .. بالفصل الثانى من قانونها لسنة 2007م (التكوين والهياكل والأهداف والواجبات والمبادىء) تنص المادة 1/5 منه على أن القوات المسلحة قوات نظامية قومية التكوين إحترافية وغير حزبية تتشكل من السودانيين الذين تنطبق عليهم شروط الالتحاق بها دون تميز حسب الجنس والدين والعرق .. – فحتما لو تم الإلتزام بهذا النص بواقع الحال بدون نوايا خربة لتجييرها لصالح حزب أو جهة لما وصل حال الوطن لما وصل إليه .. – وقد وصل الأمر بزمن الإنقاذ أن تكون التزكية الحزبية والتأكد من الإنتماء للحركة الإسلامية هو قنطرة الوصول للكليات العسكرية بالعكس تماما من حكمة التشريع ..رغم خطورة هذا الأمر البالغة المعلومة ورغم القانون .. وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون … – فمثل هذه القضايا بالغة التأثير بتداعياتها على كل كيان الوطن والتى هى أم العقد وعلاجها مفتاح الإصلاح تستحق الطرق عليها من الجميع . – والاستمرار فى هذا الخطل المعلوم وعدم الإقرار بفداحة الفعل من حزب المؤتمر الوطنى .. والذى يماثل دفن الرؤوس فى الرمال مثل النعامة حتى لا يراها الصياد. هو قمة الغباء المفضى لعدم إستقرار الوطن وحتمية انهياره على رؤوس الجميع وهو أساس مايحدث الآن .. ومن يرى غير ذلك بنظره حول وبفكره خلط أنانية قاتلة. – لأن الهيمنة الحزبية على القوات النظامية تحول دون تحقيق الأهداف والمبادىء التى حددها قانونها – وقد رأى الجميع مآل الحال من سوء النوايا والأفعال وهو الأمر الذى حال دون أن تتحقق الأهداف والواجبات المنصوص عليها بقانون القوات المسلحة كما هدف المشرع بالمادة 6 التى تنص على أن من أهداف وواجبات القوات المسلحة:- أ/ حماية سيادة البلاد والدفاع عن النظام الدستورى والذود عنه ب/تأمين سلامة البلاد والدفاع عنها فى مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية ج/ تأمين إحترام سيادة حكم القانون والحكم المدنى الديمقراطى وحقوق الانسان.. – وما تحقق بهذه الواجبات والأهداف لايحتاج الى توضيح مادام للناس أعين تبصر وعقول تعى . – فقد كانت الخلايا والنوايا الحزبية الضيقة التى تمتطى القوات المسلحة مضرة بالوطن وبالحزب والمنتمين وكانت وراء كل ما حاق بالوطن من عدم إستقرار منذ الاستقلال . – فكانت وراء انقلاب مايو وانقلاب هاشم العطا فى عام 1971م وبعدها تم تدارك الأمر .. لخطورته المعلومة وقلة إستشرائه المعلومة. – ليظهر بصورة سافرة بعد انقلاب الإنقاذ رغم محاولات مداراته أول الأمر بصورة مفضوحة لفطنة الشعب السودانى .. – وعندما صار الانتماء الأكبر لضباط القوات النظامية بعد ثلاثين عاما من الأدلجة المستمرة هو للحركة الإسلامية ضعفت المهنية تحت سنابك الحزبية والنذوات التجارية للقوات النظامية .. – فتم اللجوء لإنشاء قوات مشاه موازية للقوات المسلحة لمواجهة الحركات الدارفورية المسلحة .فخرجت قوات الدعم السريع كالمارد من القمقم .. – ومن سخرية القدر كان كل من يتحدث عن خطورة هذا الأمر على الأمن القومى يواجهه بعقوبات المساس بالأمن القومى -وحتى لا تصنع نفس النذوات الحزبية المريضة مليشيات أخرى تحت غوغائية تهيج عواطف وطنية ودينية وقبلية وجهوية تستغل وتستغفل بسطاء الشعب السودانى من الجانبين المتحاربين كحطب لحريق ماتبقى من وطن .. يحب تسخير جهود جميع حكماء الوطن لوقف الحرب بأسرع فرصة ممكنة .. -وان يتراضى الجميع وبدون فهلوة حزبية مكشوفة أو إستهبال مليشاوى عبيط على ضرورة أحتكار الدولة وحدها للسلاح عبر قوات مسلحة قومية مهنية محترفة .. حسب ماحدد القانون .. – ورسخ لدى كل دول العالم بأن هذا من الثوابت المعلومة والخطوط الحمراء التى يجرم تجاوزها لأجل سلامة تماسك وأمن الدول. – فهل يتجرد الجميع من نذوات حب الذات والانتماءات لأجل عيون ماتبقى من هذا الوطن المنكوب دوما بالتهور المقيت المدفوع من عاطفة حزبية قاصرة أو طموح ذاتى مريض. [email protected]