(1) هذه سلسلة مقالات صحفية لن أعسمها بضوابط البحوث العلمية .. ولن اعسرها بمتاهات المصطلحات وكلام الارقام .. – فعمق ماحدث يرى منه المشاهد ما لايحتاج لسبر أغوار ..ويمشى بين الناس قصص وحكايات ووجع . .- فمنذ إنطلاق الطلقة الأولى للحرب بالسودان صبيحة يوم 15/ ابريل /2024م .. إنقلبت جميع الأشياء رأسا على عقب .. – وتحول أزيز المصانع إلى أصوات دانات تدمير بدلا عن إنتاج قيمة مضافة لوطن ومصدر اكل عيش لأسر وإيرادات لدولة . – والأسواق التى كانت تعج بالسلع وتبادل البيع والشراء وسر دورة الحياة من خلق طلب فعال لمنتجات يحرك المزارع والمصانع والشركات والأفراد والبنوك والضرائب تحولت الى حطام وبؤر للسرقة والإنتقام . – يحكى أن أحد التجار غامر بالحضور لتفقد محله فوجد العشرات يسرقون مافى متجره وما كان له من سبيل إلا أن يكون واحد منهم ليظفر بالقليل من حصاد عمره .. والغصة تطعن فى الحلق والجوف يطقطق بالكلام . لانفع مالى الدفعتو ولا شفع صدق إلتزام – هكذا تمرغ الحرب القيم فى تراب الإنحطاط . وتهدر ماتبقى من حياء كان يضبطه قليل من الدين وكثير من العرف .. فاظهرت هذه الحرب بعض ماكان يحدث فى الخفاء فالأبن والعم والخال والجار كانوا فى بعض الأحياء فى الشفشفة سواء كتف بكتف .. – فالأمور بالاقتصاد يقبض بعضها بخناق بعض والظواهر الاجتماعية المدمرة التى شوهدت خلال هذا الحرب لها من الإنعكاسات السالبة على الإقتصاد ما لا يقاس . – فالممتلكات الخاصة والعامة التى دمرت ونهبت شىء وما حدث بالاقتصاد جراء الأثر المباشر على أكبر مؤثرين (الموازنة العامة وميزات المدفوعات) ومؤشرات الناتج المحلى الاجمالى بعد عام من الحرب شىء آخر له من كبر التداعيات على القيمة الشرائية للعملة الوطنية .. وكل حركة المجتمع وحياة الناس ما تقشعر منه الأبدان ويتجه للدخول فى موسوعة جينز للأرقام القياسية إذا لم يتم تدارك الأمر . – وماحدث للبنوك من سلب أموال وذهب ومخازن وما تبعة من عجز عن سداد مديونيات وتأكل مدخرات بسبب التدنى الكبير لقيمة العملة شىء خطير قمة جبل جليده تسريح العاملين . – سنرمى حجارا فى هذه البركة الكبيرة كمدخل لنرى بعض آثار الحرب على دوائر الاقتصاد وما تحتها لعلها تشكل إضاءات لما يمكن تداركه . [email protected]