سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأربعاء    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    حصار ومعارك وتوقف المساعدات.. ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية في السودان    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تعادل الزيتونة والنصر بود الكبير    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كبج:لو كنت مؤتمرا وطنيا، لرفضت أن ينضم إليّ الحاج آدم.. فجعت في غازي صلاح الدين لهذا الموقف.. أمين قال لوفد التحرير \"لوسمعتوا كلام الشيوعي كبج دا حيوديكم في ستين داهية!!
نشر في الراكوبة يوم 26 - 10 - 2011

الخبير الإقليمي محمد إبراهيم كبج
فجعت في غازي صلاح الدين لهذا الموقف....!!
أمين قال لوفد التحرير "لوسمعتوا كلام الشيوعي كبج دا حيوديكم في ستين داهية!!
كان هناك مستوى من الانحدار في التفاوض من قبل الحكومة
أحد المفاوضين قال أنا أقطع يدي لو وقعت على منح الإقليم
هل كان التفاوض يسير بصورة هادئة وطبيعية أم كان هناك ما يعكرها؟
أثناء التفاوض قدمت أنا في الوثيقة أربع مليارات في حين قدمت الحكومة 800 مليون دولار.. طلبت من وفد حركة التحرير والعدالة أن لا يُستفزوا.. وضحنا لهم كيف حسبنا الأربع مليارات وقلنا لهم حسبتو ال(800) كيف؟ كان هناك استهتار واضح بالآخرين.. وأذكر أنه في إحدى الجلسات التي حضرها وفدا الطرفين والوساطة والاتحاد الأفريقي.. قام أمين حسن عمر وباستعلاء شديد قال للحركة في الجلسة كلامكم ده كلو كلام جرايد، إلا أن رئيس وفد الحركة قال له يبدو يا دكتور أن لجنتك المفاوضة لم تطلعك كيف يتم منهج التفاوض أو كيف جاءت الأرقام.. وطالما قلت هذا الحديث أمام الوساطة، فنحن نرد عليك أننا استخدمنا تقاريركم الرسمية، تقارير من وزارات الصحة، المالية والتعليم... وفي الجلسة التي تلتها وبوجود نفس الناس تحدث أيضا بصورة فيها مهاترة، قال لوفد الحركة "إنتو لو سمعتو الشيوعي الاسمو كبج ده حيوديكم في ألف ستين داهية".. د. الفاتح من المالية كان مقدر جدا لمنهج التفاوض.. وهناك مسئول منهم قال "هزمونا بأرقامهم".. وفي إحدى الجلسات الرسمية قال أحد المفاوضين أننا طلبنا أستاذ كبج والوساطة وافقت عليه وأحضرته رسميا ونحن نقر أنه كان مفيدا بالنسبة لنا، وجعلنا نناقش المسائل بموضوعية وثقة، والمهم بالنسبة لنا أننا قدمنا دفوعات وعليكم أن تورونا رأيكم فيها شنو.. كان هناك مستوى من الانحدار في التفاوض غير مقبول.. أنا أفهم أن يفعل مثل هذه الأشياء من جاء من الميدان لكن لا أفهم أن تكون الحكومة بهذه الدرجة من المهاترة..
كان الوفد الحكومي يتهم الحركات المسلحة بالمماطلة بحجة أنهم مرتاحون لحياة الفنادق، فهل حقا كان التفاوض في بعض المسائل بطيئا وفيه تلكؤ، أم كانت المواضيع تحتاج لكل ذلك الوقت؟
في الحقيقة الحكومة جاءت مستهونة الموضوع ولا تعتقد أن هناك تفاوض (تف) هم يعتقدون وينظرون إلى أنها حركات تجمعت.. الوساطة وفرت لنا السكن والمأكل والحركة وكل الاحتياجات، وفي ذات الوقت كانت تعطي كل منا 35 دولارا في اليوم نحن كخبراء و أعضاء الحركة، أي ما يعادل ألف وخمسين دولار في الشهر، لكن مفاوضي الحكومة كانوا يأخذون 300 و 400 يورو في اليوم.. فمن لديه المصلحة بتمديد أجل المفاوضات؟.. في أحيان كثيرة كان وفد الحكومة يقطع المفاوضات ويعود إلى الخرطوم.. لأسباب منها رمضان والعيد ومزيد من المشاورات مع القيادة، يعني وفد الحركة يمشي الميدان ويجي تاني.. أكيد ما عندهم طريقة..
كم هي الميزانية الموضوعة لإنفاذ الدوحة؟
سأعود قليلا للوراء.. في ميزانية عام 2008 وبناء على مراجعة المراجع العام وضعوا استحقاقات السلام لهذه الاتفاقيات 725 مليون جنيه (بالجديد)، وهذا المبلغ وضع لإعمار دارفور والشرق والمناطق الثلاث أبيي، النيل الأزرق وجنوب كردفان، والمبلغ بالتأكيد حينما وضع لم يوضع عشوائيا.. هذه الميزانية أعلى ميزانية كانت في تاريخ السودان والإيرادات كانت أزيد 19% مما توقعته الحكومة.. أي رقم جاء في الميزانية، بغض النظر عن الاستحقاقات كان يمكن أن ينفذ بنسبة 100% والبقية تتصرف فيه الحكومة كما تريد.. 1% أي 7ملايين أعطوهم 4.7% .. هذا أداء بشع يشكل جريمة في تحقيق السلام.. أنت وضعت هذا البرنامج للتنمية وتغطية جزء من الفجوة وهذا ما قالوه في صندوق دعم الولايات، إحداث مستوى تقارب بين التنمية في ولايات السودان، فلو التزمت بناءً على ما جاء في الميزانية وجاءت الإيرادات زيادة تدفع 4.7%.. فهل هناك استهانة باتفاقات السلام أكثر من ذلك؟ هذا يعيد الحرب مرة أخرى.. في عام 2009م قال المراجع العام أن الحكومة وضعت لإعمار دارفور والشرق والمناطق الثلاث 880 مليون جنية جديد، لكنهم أعطوهم 4.1%.. وهذا استهتار في السلام فنحن نجني المزيد من الحرب والأمر ليس صدفة.. لأن المناطق تحتاج إلى التنمية وأنت لم تفِ بالتزاماتك تجاهها.. تنفيذ اتفاقية السلام الشامل حسب تقدير الحركة الشعبية أقل من المستوى المطلوب، لكن عالي جدا لو قارناه بتنفيذ الاتفاقيات الأخرى، وهذا لأن جيشهم كان موجودا لتنفيذ وحراسة الاتفاق.. قلت قبل ذلك وكان معي د. بابكر محمد التوم وهو من أكثر الناس موضوعية، قالوا إن مناوي تمرد لكني قلت لهم تمردت الحكومة لأنها لم تفِ بتعهداتها، والجميع يعلم مدى عدم الإيفاء، واتفاقية تسير بهذا الأداء البائس ستعيد الحرب.. وما تشيعه الحكومة أنها لا تريد إعطاء الأموال لمنّي حتى لا يستعملوها قولا باطلا، أقول إن السلطة الانتقالية مكونة من المؤتمر الوطني وحركة التحرير وهم مشاركين في السلطة، والي غرب دارفور الشرتاي عبد الحكم، وهو نائب مناوي، يعني أن نقطة التنفيذ فيها المؤتمر الوطني أي مشتركة.. إن كنت تعطي هذه المناطق أقل من النصف بنسبة 100% فماذا تتوقع؟ أكيد أن أسباب الحرب ستكون شاخصة، وإن لم يعودوا إلى الحرب فهذا يعني أنك كنظام اشتريتهم..
الاتفاقيات الماضية تعرضت لمخاطر فما هي مخاطر اتفاق الدوحة الأخير؟
أول المخاطر عدم إيفاء الحكومة بتعهداتها في كل التجارب السابقة، ولو قارنا الحركة الشعبية وجيش مناوي باعتباره كان جيشا متماسكا وكان هناك وجود دولي كبير في أبوجا، لكنهم استهتروا ولم يوفوا بتعهداتهم، فيكون الخطر بالنسبة للاتفاقية جاء من الحكومة.. الأمر الآخر أن الحكومة لا تريد الإقليم وتتحايل في هذا الموضوع، تعمل استفتاء أو تخليهو سنتين، فأقامت الحكومة ثلاثة مؤتمرات لمنظمات المجتمع المدني في دارفور وأحضروهم مباشرة من نيالا والفاشر والجنينة إلى قطر، التابعين للحركات تحضرهم قوات اليوناميد لكن الأغلبية الساحقة بتجيبهم الحكومة، في المؤتمر الأول والثاني قال المشاركون أنهم يريدون إقليم، إلا أن الحكومة أصرت وعملت مؤتمر ثالث، حتى تكسب الموضوع، جابوا كل كوادرهم وممثلي دارفور في المجلس الوطني وهم صوتوا أصلا للحكومة.. هذا المؤتمر (الثالث) حضره مبعوث الرئيس الأمريكي والصيني والفرنسي وتشاد وليبيا، وكان فيه وجود دولي كبير، وأول شيء الحكومة تشيع أشياء غير صحيحة.. هناك وثيقة موجودة عملتها الوساطة بناء على المفاوضات مع التيجاني السيسي، هذه الوثيقة شغالين عليها أزيد من سنة نص وعملوا ليها صياغة، وكل المؤتمرين جاءوا ليوافقوا على هذه الوثيقة، كل الموجودين كانوا يقولون نريد أن نرى الوثيقة، وهي غير معروفة إلا لوفد الحكومة والتحرير والعدالة، لكن كل المسئولين الحكوميين كانوا يقولون هناك وثيقة جاهزة للتوقيع العايز يوقع يوقع، والما عايز يقابلنا في الميدان.. هذه وثيقة سلام هل يعقل أن يكون فيها تهديد بالمقابلة في الميدان..
ها كانت الاستفزازات كثيرة من كلا الجانبين؟
في أحد الاجتماعات قال د.أمين حسن عمر أننا أتعبنا حكومة قطر التي أنفقت كثيرا من الجهد والوقت والمال، وكانت سخية، لهذا يجب علينا أن نوقع على الوثيقة، وكان رئيس الوزراء القطري حاضرا، وقد ألقى كلمته، إلا أن أمين قال أيضا هناك حاضرين لهذا المؤتمر من منظمات المجتمع المدني حتى وثيقة سفر ما عندهم، والأمر دل على محاولة منه لتأجيج الحكومة القطرية.. إلا أن رئيس الوزراء القطري عاد ليقول كلمة أخرى، قال للمشاركين أنتم في بلدكم ونحن لسنا منزعجين لما بذلناه من وقت أو مال، نحن نريد التوصل لاتفاقية سلام، وإن كان هناك ناس ما عندهم وثيقة فمرحبا بهم في بلدهم.. ثم جاء نافع بعد الكل ليلقي كلمة طويلة، فقال العدل والمساواة تريد أن تقلب الحكومة لذلك لن نوقع معها اتفاق، معقولة زول جاء لاتفاقية سلام، والعدل والمساواة في الدوحة لها ثلاثة أشهر تقول نحن لن نوقع معهم.. يمكن أن تقول العدل لديها مطالب ونحن عاجزين عن تلبيتها لكن أن ترفض التفاوض معهم، فهذا شيء غريب.. في الأخير عادوا ليقولوا أن محاور الاتفاقية لن يحدث تفاوض حولها.. خاصة الترتيبات الأمنية وطبعا من غير الممكن أن يوقعوا على الترتيبات الأمنية لأن الجيش مختلف بين الحركتين.. أنت قلت التوقيع مفتوح ثلاثة أشهر ففاوضهم على الأقل شهرين وبعدها بإمكانك القول أن العدل والمساواة متعنتة في التفاوض وسيتكون الوساطة شاهدة على ذلك.. لكن إن كان في محور الثروة وصلنا لاتفاق على 2مليار و225مليون جنيه لخدمات التعليم والصحة والماء على مدى ثلاث سنوات، وجاءت العدل والمساواة وقالت أعملوها 2ونص فهل أفضل أنت تعدلوها ولا أن تستمروا في الحرب، لا يمكن أن نقيس قدرة العدل والمساواة في الميدان مع قدرة التحرير والعدالة مثلا.. الحكومة رافضة التفاوض، أنا جلست معهم وعملنا مناقشة حول الاتفاقية والأشياء التي يمكن أن تعدل، وكانوا موضوعين في المؤتمر الأخير، جاء دكتور جبريل وكان مسئول من الثروة وعرض على الناس مطالب إضافية، فأيهما أفضل الدخول للحرب أم إنفاق المال من أجل السلام.. لو بتحسب صاح ستعرف أيهما أفضل.
تفاصيل اللحظات الأخيرة للتوقيع والتي لم تظهر لوسائل الإعلام؟
أثناء هذا المؤتمر كان المؤتمرون يتحدثون أنهم يريدون الوثيقة لقراءتها .. الحكومة لديها خبرة في التفاوض والصياغات اللولبية التي تقبل الكثير من التفسيرات وتكون كقنابل موقوتة في أثناء التنفيذ.. قبل ذلك، والجميع يتحاور في هذه المحاور، طلبت الوساطة اجتماعا للجميع، فجاء السفير بوبو باعتباره ناطقا باسم الوساطة، قال أنا سامع كلام أن الناس توقع على الوثيقة وإلا لن يكون هناك توقيع، ونحن كوساطة نقول أنه لا وثيقة جاهزة للتوقيع، لأن الوثيقة تلخيص للتفاوض السابق وفيها كلام ونقطة متقدمة للتفاوض عشان كل زول يتمم عليها.. ناس الحكومة يقولوا العايز يوقع والما عايز ما في فرصة تاني.. والعدوى انتقلت للرئيس في مجلس الشورى، حيث قال الوثيقة جاهزة في حين أن الوساطة قالت لا توجد وثيقة جاهزة للتوقيع، التحرير والعدالة ظلت تفاوض إلى آخر لحظة قبل التوقيع، يعني كانت مفتوحة.. أي مفتوحة للتحرير والعدالة وغير مفتوحة للعدل والمساواة، هذا فيه استهتار بالآخرين.. العدل والمساواة قدمت وثيقة كاملة عدلت على الوثيقة الأصلية في الكمبيوتر، مثلا في مطالب الثورة عدلوها إلى 3 مليارات ونص، وهذا سقف تفاوضي.. كانوا متاحين لكنك رفضت أن تفاوضهم .. بل حتى لم يبدوا أي رغبة في اللقاء.. الحس العسكري مكلف للغاية، حتى لو كنت ضامن الرفض كان مفروض تقعد معاهم..
بدا واضحا عدم التدقيق في تنفيذ الاتفاقية من خلال تعيين النائب الأول.. ورغم ذلك لم تعترض التحرير والعدالة وقالت إن تحفظها في عدم التشاور؟
تعيين الحاج آدم نائبا للرئيس كانت إحدى نقاط التفاوض في السلطة، الحكومة قالت إنها تريده من المؤتمر الوطني والتحرير والعدالة رفضت، بحجة حتى تنفذ الاتفاقية لا بد أن يشرف عليها أحد من الحركات، في النهاية وصلوا إلى حل وهو تعيين شخص مستقل ووضع خاص لدارفور لكن باتفاق الطرفين، الحكومة عينته دون تشاور فماذا نتوقع في بقية الاتفاقات.. ثانيا مع كل الاحترام للحاج آدم أنا لو محل الحكومة ما كان خيلتو ينضم للمؤتمر الوطني أو يشغل منصب أمين الأمانة السياسية، وذلك حتى يعتبر الناس أنه مستقل، بعد ذلك يمكن أن أعينه ويلقى رضا الناس رغم إنو تحت تحت بقى مؤتمر وطني، لكن أن تضمه الحكومة وتجعله أمين أمانة سياسية وتعينه، هذا أمر أضر بموقفه ومصداقية تعينيه.. فكيف يمكن أن ننتظر التنفيذ إن كانت الحكومة في موضوع قسمة السلطة تصرفت هذا التصرف، معناها عادت حليمة إلى قديمها، المهم أن التحرير والعدالة تفاوضت سنة ونصف لكن لن تجري تفاوض جديد إنما فقط إعادة صياغة.. تقديري كان في شهرين ونص ممكن أن يصلوا لاتفاق، لو جاءت الأطراف بعقل مفتوح لكن الحديث عن أن العدل والمساواة تريد أن تقلب النظام، فهذا لن يساعد على أجواء مناسبة لاتفاقية السلام، الحكومة شغالة باليد الغليظة..
تأخر التوقيع قرابة ساعتين لم تطلعنا ما الذي حدث؟
الحكومة قالت لدينا وثيقة جاهزة للتوقيع وبوبو قال الوثيقة خطوة متقدمة للتفاوض، بعد ذلك أجرت التحرير والعدالة تعديلات كثيرة في الوثيقة، وكان التوقيع من المفترض أن يكون في الساعة الرابعة بوجود الأمير والأمم المتحدة والرئيس البشير. التوقيع تم في الساعة السادسة ونصف بعد ساعتين ونصف من المواعيد لأنو التحرير والعدالة أصرت على وجود نقطة في الاتفاق متعلقة بالحكومة الإقليمية.. وعلى غير ما هو معروف في السودان، قاموا بتسمية الوزراء سكرتيرين، في محاولة منهم للتقليل من شأنهم أي أنكم أقل.. وقالوا لو ما اتوضع إنو ناس السلطة الانتقالية يكونوا وزراء لن نوقع.. هذا يعني أن الوثيقة التي قيل أنها نهائية من آخر مؤتمر للمجتمع المدني لم تكن صحيحة.. كان الأولى أن يعطوا فرصة للعدل والمساواة ولو ما اتفقوا ستكون هناك مبررات.. هناك ضغوط تمارس من جهات كثيرة.. المبعوثين موقفهم كان مختلف من بعض.
تكلفة الوثيقة.. ما هو المبلغ لتنفيذ الاتفاقية ومدى جاهزية الحكومة له؟
جزء من المبالغ متعلقة بقسمة الثروة وجزء متعلق بالتعويضات وهو فصل مختلف وهناك جزء للنازحين.. تفاصيلها ليست لدي، لكن في قسمة الثروة، وعدوا مني مناوي ب700مليون، لكن الآن الوعد ب2مليار دولار و225 مليون دولار للتعليم والصحة والماء، و75كل سنة تُدفع على مراحل كل ثلاث سنوات.. 2مليار اتعملت على أساس ست سنوات، الاتفاقية مربوطة بالوضع الانتقالي.. في موضوع الثروة ستكون ست سنوات إي زائدة من المرحلة الانتقالية.. الحركة كانت تريد إقليم والحكومة لم تكن تريد إقليم، وعملوا على غير اتفاقية أبوجا فصلوا سلطات السلطة الانتقالية، لكن من الناحية الأخرى هناك مجالس تشريعية وولاة وقوانين وتشريعات موجودة.. وهو أمر يمكنه أن يكون عائقا لدور الإقليم، فهل الولايات علاقتها مباشرة مع المركز أم بواسطة الإقليم.. محمد عثمان كبر تعرض لهذا الموضوع.. هناك أشياء أنجزت فيه، لكن هناك نقاط مبهمة كيف ستكون العلاقة، لو ظلت الولايات علاقتها مع المركز ستكون السلطة الانتقالية ما عندها قدرات تنفيذية، مع الحال أنو الثلاث أو الأربع ولاة كلهم نواب للرئيس (التيجاني السيسي) وموجودون في الحكومة الانتقالية.. في إعمار صندوق دارفور مثلا، جاءت أموال لأناس يريدون تعمير مستشفى نيالا والناس قدمت واختاروا الشخص المنفذ، مشوا عشان يشتغلوا وجاء والي جنوب دارفور علي محمود وأوقفهم من العمل وقال لهم مافي شغل يتم دون علمنا .. وهذا كان تضارب في السلطات رغم أنهم كانوا حذرين بأن يضعوا أشياء تساعد في التنفيذ .. هناك شيء أخر مهم، الآن قالوا كل ثلاثة أشهر وفد الحكومة والحركات يذهبوا إلى الدوحة حتى يراجعوا الثلاث شهور الماضية ما نفذ وما لم ينفذ،.. العدل والمساواة كانت تريد تغيير كيفية دفع المبالغ.. وهما كانوا طامعين أن يحصل دفع وتمويل أكبر في السنين الأولى.. هذا الاتفاق خطوة نحو التنمية المتوازنة، مفروض في كل ميزانية أن يدفع مبلغ حتى بعد عشر سنين تكون وصلت لهذا التوازن.. ضروري أن يكون عقلك مفتوح لأن هذه القضايا تحتاج لدفع إضافي.
الأطراف المتشددة في التفاوض؟
أحد المفاوضين الرئيسيين من قسمة السلطة، قال أنا أقطع إيدي لو وقعت على منح الإقليم.. وباعتقادي هذا شخص لا يحترم نفسه، أريد أن أثبت شيئا مهما جدا.. ظللت لفترة لا أتعامل مع جميع مسئولي الحكومة كختم واحد.. لكن شخص مثل غازي صلاح الدين هو من الحكومة ومتلزم برأيها وبعض الأحيان متشدد لكن يبدي رأيه باحترام ودون مهاترة مع الآخرين.. أحترم فيه هذا الشيء لو قارناه مع آخرين.. كل الإسلاميين لا أعتقد أنهم يشبهون بعضهم.. لكن أريد أن أقول أيضا أني لم أفجع في غازي صلاح الدين إلا حينما مسك ملف دارفور، لأن هناك أشياء عديدة كان يوافق عليها أمين حسن عمر إن كانت لمساومات مع مفاوضي الحركة أو لأنه اقتنع بصدق بوجهة نظر الحركة ثم يأتي غازي ويعترض عليها وهذا شبيه بموقف ثاني بموضوع الحركة الشعبية والحكومة حينما ذهب أكثر المتشددين ووقع اتفاقا مع الحركة في أديس أبابا كان يمكن أن يمنع الحرب بكل بساطة لكن يأتي رئيس الجمهورية، ويمنع الاتفاق، لو في فرصة ما نديها.. الحكومة ترتكب أخطاء تفضي إلى الحرب، ما نعمل إدانة للأطراف الأخرى، ما نحسبها لو ما في اتفاق.. كم شخص مدني حيموتو ويجرحوا؟ وكم ستنفق الحكومة على الحرب في ميزانية فيها عجز؟.. كان يجب أن نكون أكثر مرونة وليس موضوع غضب من الترابي أو خليل، لأننا أحوج إلى السلام والسودان أحوج إلى السلام وما ينفق عليه أقل من الحرب، في السلام تعمر وفي الحرب تدمر.. الخرطوم يفترض تتعامل مع الحركات بطريقة أقوى إذا في صعوبات فهي للسياسات الخطأ من الحكومة التي تعتبرهم عملاء ومتمردين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.