أعلن كارلوس الذي اشتهر في السبعينيات والثمانينيات بعملياته «الإرهابية» كما يصنفها الغرب وحلفاؤه و«الثورية» تبعا للبقية إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجنه بالعاصمة الفرنسية احتجاجا على سوء معاملته. ويقول فريق محاميه إن حالته الصحية تدعو للقلق الآن. اسمه الحقيقي ايليتش راميريز سانشير، لكن العالم يعرفه باسم «كارلوس». هذا هو الأرجنتيني الذي يصنفه الغرب في صدارة الإرهابيين الدوليين في السبعينيات والثمانينيات حين كانت «الحركات الثورية» تصنفه نصيرا للعدالة ويعرفه الفلسطينيون بأنه من أبرز مناصريهم. ويذكر أن كارلوس ظل يقبع منذ العام 1997 في سجن لاسانت الباريسي بعد مطاردته لأكثر من عقدين من قبل عدة أجهزة استخبارات أوروبية وأميركية وإسرائيلية واختطافه من السودان في عام 1994. والأنباء التي تنقلها الصحافة البريطانية الآن هي أن صحته تتدهور بشكل مقلق بعد دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء معاملته في ذلك السجن السيئ السمعة أصلا، والذي يمضي فيه عقوبته مدى الحياة بعد إدانته بسلسلة من جرائم القتل. ويذكر أن كارلوس نقل إلى الحبس الانفرادي بعدما استخدم هاتفا في السجن للحديث الى عدد من الصحافيين عن محاكمة جديدة له يفترض أن تبدأ في قصر العدالة بباريس في السابع من نوفمبر المقبل ويتهم فيها بسلسلة من هجمات بالقنابل بالعاصمة الفرنسية فقد فيها 11 شخصا أرواحهم وجرح مئات آخرون. وتعاقبه فرنسا بالسجن المؤبد الآن لإدانته بقتل شرطيين ومخبر في 1975. ونقل قول محاميه، فرانسيس فيمان، في خطاب الى وزارة العدل، إن إضراب كارلوس عن الطعام يأتي كردة فعل إزاء «الانتهاك المتعمد لحقوق موكلي الإنسانية من جانب إدارة السجن». وقال إن جهاز الكمبيوتر الذي وفر له بغرض إعداد دفاعه عن نفسه «فكك حتى صار ركاما من القطع التي جمعت في صندوق كرتوني وبلا أمل في إعادة جمعها بحيث تصبح جهازا صالحا للاستعمال من جديد». وقال محاميه ايضا إن متعلقات كارلوس الشخصية بما في ذلك ملابسه الشتوية الثقيلة صودرت منه. وأضاف أن هذه الحقيقة، مضافة إلى إضرابه عن الطعام، أثرت سلبا على حالته الصحية وبشكل مقلق يستدعي نقله الى المستشفى لتلقي العلاج فورا. وكان كارلوس (62 عاما) قد قال في حوار صحافي معه الشهر الماضي إنه ليس نادما على نوع الأعمال التي اشتهر بها لكنه ينظر «بألم إلى حقيقة أن انشغالي الدائم بها لم يتح لي الوقت الكافي لتنشئة أطفالي» على حد قوله. ومضى قائلا: «لقد ضحيت بأسرتي وكنت الزوج الغائب معظم الوقت». ويذكر أن كارلوس كان يشير هنا الى محاميته الرئيسية، ايزابيل كوتان ببير، التي أخذت بنوع «الكاريزما» التي ينضح بها هذا الرجل وبمبادئه الماركسية اللينينية لدرجة أنها وقعت في غرامه، وبادلها الحب، فتزوجا في سجن لاسانت نفسه العام 2001. ورغم محاكمته الجديدة المتوقع أن تضيف سنوات أخرى إلى عقوبته واعتراف كارلوس بأنه قتل مئات الناس كما يقال فقد أعلنت زوجته المحامية نيتها «إخراجه من حفرة الوسخ التي يقبع فيها وإعادته الى موطنه فنزويلا كسجين سياسي نال العفو عنه.