يمكن قراءة الصفعة التي وجهها النجم العالمي عمر الشريف لأحدى المعجبات به من منظور يتجاوز الجانب الشخصي فالحدث وبعيدا عن سلوك السيد عمر الشريف وانفعالاته ومزاجه، وقع أمام عدسات عشرات الصحفيين والمصورين،ولم يعترض أحد من الحاضرين على السلوك اللااخلاقي الذي صدر من السيد عمر الشريف. كان من المتوقع أن تتخذ ادارة مهرجان الدوحة السينمائي موقفا مما حدث، ان تطرد النجم عمر الشريف من المهرجان أو أن تدين سلوكه المنافي للقيم. لقد فات إدارة مهرجان الدوحة السينمائي ان السيد عمر الشريف قد وجه صفعة محكمة لجهود المهرجان وأهدافه في تقديم الوجه الحضاري للعرب. الثقافة الذكورية، ثقافة عمياء لا تبصر سوى الاعتبارات الزائفة والقيم البدائية التي لا علاقة لها بقيم التحضر، لا اعتراض من قبل الحاضرين على سلوك همجي،اللوم تم توجيهه للفتاة المعجبة التي صدمت مما حدث.على أن تقديمها الاعتذار(من باب الصدمة أو التهذيب ) لا يخرج السيد عمر الشريف من كونه معتديا،وعليه ان يقدم الاعتذار علنا كي يحتفظ باحترام المعجبين والمعجبات به، إذ ليس من المعقول أن يكون الشريف قد ذهب الى هوليوود ومثل كل تلك الأدوار العظيمة في تاريخ السينما من أجل أن يتقن فن توجيه الصفعات الخاطفة للنساء. نظرية المؤامرة ،وضعتنا أمام مئات الكتب والمقالات التي تتناول صورة العرب في هوليوود، القليل منها ذو صدقية والكثير منها مفتعل، والصحافة العالمية تقدم اليوم عبر الفيديو مشهد الصفعة، الصفعة الخاطفة التي طبعها النجم العربي خريج هوليوود على وجه العرب!! انه مشهد حقيقي وغير مفتعل وقع في القرن الحادي والعشرين في مهرجان سينمائي عالمي في الدوحة، بتوقيع السيد عمر الشريف!! *شاعر وصح في عراقي مدير القسم العربي في وكالة انباء زوم ان القدس العربي