سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير كان يقيم في فيلا الرئيس التشادي المجاورة للمطار وسط تدابير امنية مشددة اتخذها الجانبان التشادي والسوداني البشير يواصل تحدي «الجنائية».. ناقلا المعركة لدول موقعة على مذكرة ميثاقها...
بزيارته التاريخية إلى تشاد الأربعاء الماضي، واحتمالات حضوره قمة الاتحاد الأفريقي في أوغندا الاثنين، يكون الرئيس السوداني عمر البشير قد انتقل إلى مرحلة جديدة من مراحل تحديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية، في مارس (آذار) 2009، بزعم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور. وبحضوره قمة كمبالا يكون البشير قد نقل ساحة المواجهة من دول غير موقعة على نظام المحكمة الأساسي، إلى زيارة دول موقعة على نظام المحكمة، الذي يلزم هذه الدول باعتقال المتهم وتسليمه فورا. ففي ضربة قوية وجهها البشير إلى المحكمة، قد تضعف من مصداقية قراراتها وقوتها التنفيذية، قام الرئيس السوداني بزيارة للعاصمة التشادية نجامينا، لحضور أعمال القمة الثانية عشرة لدول الساحل والصحراء، كأول زيارة يقوم بها لدولة عضو بالمحكمة الجنائية الدولية، منذ صدور مذكرة توقيف بحقه العام الماضي، على الرغم من أن تشاد عضو في الاتفاقية منذ عام 2007. وتأتي أهمية زيارة تشاد باعتبارها تحتضن مكتبا للمحكمة الجنائية على أراضيها. وبررت أوغندا العضو في المحكمة الجنائية الدولية قرارها ب«أنها تحترم موقف الاتحاد الأفريقي، فيما يتعلق بعدم التعاون مع المحكمة في قضية البشير». وخاصة أن الخرطوم أبدت غضبها من عدم دعوة البشير لاجتماع القمة، وطالبت الاتحاد الأفريقي بنقل القمة إلى مكان آخر. وتأتي هذه الجولات بعد أقل من 10 أيام فقط على إصدار المحكمة مذكرة اعتقال ثانية بحق البشير، أضافت إليها تهمة الإبادة الجماعية، إلى جانب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، الواردة في مذكرة التوقيف السابقة. ومنذ صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير في الرابع من مارس 2009 (16 شهرا)، قام الرئيس السوداني بأكثر من 16 جولة خارج حدود السودان، شملت ثماني دول عربية وأفريقية. هي على الترتيب: إريتريا، مصر، ليبيا، قطر، السعودية، أثيوبيا، زيمبابوي، تشاد. وكانت المحطة الأولى في زياراته الخارجية، إلى العاصمة الإريترية أسمرا، بعد أيام من القرار، حين قام بجولة خاطفة في 23 مارس 2009، للتعبير عن عدم أهمية القرار واستحالة تنفيذه. وحظيت مصر، الجار الشمالي للسودان، بزيارة البشير ثلاث مرات، الأولى في 25 مارس 2009، حيث أبدت القاهرة دعمها ومساندتها للبشير ضد قرار المحكمة الدولية. ثم في 14 يوليو (تموز) 2009، عندما حضر البشير الدورة الخامسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز في مدينة شرم الشيخ. وأخيرا في 27 أبريل (نيسان) 2010، عندما قام البشير بالتوجه إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيسا للسودان. وعربيا أيضا، قام البشير بزيارتين ناجحتين إلى المملكة العربية السعودية، الأولى في الأول من أبريل 2009، عندما قام بزيارة قصيرة، أدى خلالها مناسك العمرة، ثم زيارة أخرى تاريخية، في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بجدة. وخلال جولاته الخارجية حضر البشير قمتين عربيتين، الأولى في الدوحة في 29 مارس 2009، والثانية في سرت بليبيا في مارس الماضي. على الرغم من التحذيرات التي تلقها البشير عند حضوره القمة الأولى في الدوحة، التي تتعلق باحتمال اختطاف طائرته في الجو. كما قام بزيارة أخرى للدوحة في 3 فبراير (شباط) الماضي، في زيارة عمل قصيرة استغرقت يوما واحدا، ذات صلة بدفع مفاوضات الدوحة حول قضية دارفور مع حركة العدل والمساواة. وزار البشير ليبيا مرتين أخريين، بخلاف حضوره قمة سرت. الأولى في 26 مارس 2009، لكنها كانت الزيارة الخارجية الثالثة له منذ صدور مذكرة التوقيف. والثانية في 28 مايو (أيار) من العام نفسه، للمشاركة في قمة الساحل والصحراء. أما على صعيد الدول الأفريقية، فقد قام البشير بزيارة أثيوبيا ثلاث مرات، الأولى في 21 أبريل 2009، للمشاركة في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السودانية - الأثيوبية. والثانية في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، لحضور أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. والأخيرة في 4 يوليو الحالي، عندما شارك في قمة رؤساء دول (إيقاد) الاستثنائية. وتعد زيارة البشير للعاصمة هراري في زيمبابوي في 6 يونيو (حزيران) 2009، للمشاركة في أعمال تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا «الكوميسا»، الزيارة الأولى والوحيدة للبشير لدولة تقع في جنوب القارة الأفريقية. وخاصة أن البشير رفض دعوة وجهت إليه لحضور حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا الشهر الماضي، بعد أن ترددت أنباء عن إعلان جنوب أفريقيا نيتها توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، بموجب المذكرة الدولية في حال قبل الدعوة. ويرى المراقبون أنه على الرغم من أن هذه الزيارات تعد تحديا كبيرا لقرار المحكمة، فإنها لا تعني إسقاط القرار أو إنهاء العزلة الدولية المفروضة على الرئيس السوداني، فما زال البشير غير قادر على زيارة أي دولة أوروبية أو غربية، منذ صدور مذكرة اعتقاله، وقد انسحب قبل ذلك من قمة إسلامية في إسطنبول، كما لم يستطع حضور أي اجتماعات للأمم المتحدة. الشرق الاوسط البشير كان يقيم في فيلا الرئيس التشادي المجاورة للمطار في ظل تدابير امنية مشددة اتخذها الجانبان التشادي والسوداني. غادر الرئيس السوداني عمر البشير بعد ظهر الجمعة نجامينا اثر مشاركته في قمة مجموعة دول الساحل والصحراء (سين صاد). وقبل ان يغادر نجامينا، عقد البشير خلوة مع نظيره التشادي ادريس ديبي. وكان الجانبان التقيا بعيد وصول الرئيس السوداني بعد ظهر الاربعاء. وفي نجامينا، اقام البشير في فيلا الرئيس التشادي المجاورة للمطار في ظل تدابير امنية مشددة اتخذها الجانبان التشادي والسوداني. وسجل تقارب سياسي في العلاقات بين تشاد والسودان في كانون الثاني/يناير، ترجمه اتفاق ل"تطبيع" العلاقات بعد حرب استمرت خمسة اعوام. وفي شباط/فبراير، قام ديبي بزيارة اعتبرت تاريخية للخرطوم. مصادر فرنسية: استقبال البشير لن يضر بعلاقات باريس مع تشاد إلى ذلك، أكدت مصادر فرنسية رسمية الجمعة أن استقبال تشاد للبشير لن يؤثر على علاقات باريس مع السلطات في إنجمينا التي توصف بالجيدة جداً. وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن العلاقات بين تشاد وفرنسا "تاريخية وهي جيدة جدا"ً ويستبعد أن تتأثر باستقبال إنجمينا للبشير الذي أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وإبادة" في إقليم دارفور. وذكرت المصادر أن فرنسا طالبت دائماً بتحسين العلاقات بين السودان وتشاد واعتبرته شرطاً أساسياً لإحلال السلام في دارفور، وهي تتمسك أيضاً بالعدالة الدولية وتدعم عمل محكمة الجنايات الدولية لكن هذا لا يعني الإضرار بعلاقات باريس مع السلطات التشادية لأنها استقبلت البشير ولم تلق القبض عليه. وبينما دعا الاتحاد الأوروبي إلى اعتقال البشير في تشاد اكتفت الخارجية الفرنسية أمس الخميس بالتذكير بالتزامات الدول الأعضاء في ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية، تعليقا على استقبال تشاد للرئيس السوداني في أول زيارة إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية، حيث شارك في قمة دول تجمع الساحل والصحراء وأكدت القمة دعمها لها ورفضها لاتهامات المحكمة الجنائية الدولية بحقه.