سيدني - ثمة الكثير من الأشياء التي كان من المفترض أن تمثلها هذه العجلة العملاقة : معلم سياحي كبير جذاب بمدينة ملبورن ثاني أكبر مدينة في استراليا، وصفعة على الوجه لمدينة سيدني المنافس الأبدي لملبورن، وأن تكون إحدى عجائب العالم بالنسبة للنصف الجنوبي من الكرة الأرضية. غير أن " عجلة مراقبة النجم الجنوبي " لم تكن أحد هذه الأشياء، فهي تقبع على هيئة قطع مجزئة على خط الساحل، ولا تزال بعيدة إلى حد كبير عن الوفاء بوعدها بأن تكون أكبر عجلة تقع جنوبي خط الإستواء تستخدم في تنظيم رحلات ترفيهية حيث أنها مزودة بعربات للركاب مثبتة على حافتها وتدور بهم لأعلى بشكل يشبه العجلات الدوارة في الملاهي. وتقول مارجوري جونستون المتحدثة بإسم مشروع العجلة العملاقة الذي فقد الكثير من سمعته الرنانة إنه لم يتم على الإطلاق تحديد موعد لإفتتاح هذا المشروع. وكان قد تم تدشين مشروع العجلة الترفيهي لملبورن في كانون أول/ديسمبر 2008 بعد ستة أشهر من صعود أولى دفعات الزبائن على متن العجلة الدوارة لسنغافورة التي ترتفع لمسافة 165 مترا فوق مستوى سطح البحر لتكون أعلى عجلة في العالم. وتم إغلاق هذا المعلم السياحي في ملبورن الذي تكلفت إقامته مئة مليون دولار أمريكي بعد مرور شهر فقط على افتتاحه بعد تصدع بعض الأعمدة المصنوعة من الصلب التي تقوم عليها العجلة ثم انهيار هذه الأعمدة، ووصفت الإدارة التطورات المستقبيلة لهذا المشروع قائلة " إنه كنتيجة للمراجعات الفنية المكثفة تم التوصل إلى قرار ببناء عجلة جديدة ". وتعد العجلة الجديدة التي يبلغ ارتفاعها 120 مترا أقصر من عجلة " عين لندن " ( التي بلغ ارتفاعها 135 مترا )، وبالتالي ستحتل المرتبة الثالثة من حيث الإرتفاع بعد كل من عجلتي سنغافورةولندن، وسيكون بها 21 مقصورة أي أقل بسبعة مقصورات عن عجلة سنغافورة ولكنها ستأخذ الزبائن أيضا في رحلة تستغرق ثلاثين دقيقة. وفي الذكرى السنوية الأولى لإنشائها حملت عجلة سنغافورة الدوارة ما يقرب من مليوني شخص. وفي تشرين ثان/نوفمبر الماضي تعرضت " عجلة مراقبة النجم الجنوبي " لنكسة أخرى عندما ساعدت الرياح القوية على كسر العجلة التي لم يتم استكمال العمل فيها ودفعها إلى الإنطلاق بحرية بعد التخلص من قيودها والبدء في الدوران، وأخذ عمال البناء في الهرب من الموقع. ويكمن عزاء منفذي المشروع في أن المدن الأخرى في استراليا ليست لديها خطط لبناء عجلة عملاقة، وعندما يتم تدشينها ستكون عجلة ملبورن لا تزال هي الأولى من نوعها في استراليا. غير أنه من المرجح أن يتم تسجيل هذه العجلة على أنها أطول مشروع من الناحية الزمنية يتم تنفيذه لعجلة عملاقة من البداية حتى النهاية، وسيستغرق الأمر وقتا لكي تلحق بعجلتي لندنوسنغافورة فيما يتعلق بعدد الزبائن، وتستضيف " عين لندن " التي أحرزت لقب البطولة في اجتذاب الزبائن 5 ر3 مليون راكب سنويا.