رغم أن الشرق عرف عبر تاريخه الطويل بالانتماء المطلق للطريقة الختمية وولائه للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) ورغم انقطاع التواصل اليومي إلا أن جماهيره ظلت على الوفاء لقياداتها التاريخية وليس استقبال كسلا المليوني الذي عقدت ألسنة الكثيرين بسببه وأدهش كل السودان حكومة وشعباً ومراقبين أجانباً كانوا أو وطنيين ولم يكن الأمر وقفاً على كسلا بل إن حوليات السادة المراغنة التي تقام كل عام بسنكات أبلغ دليل على تمسك جماهير الشرق وولائها الذي لا يتزعزع في قياداتها الدينية والسياسية. وقد أثبتت التجارب التي تمت بعد زوال كل حكم شمولي أن الجماهير لا تتزعزع عقيدتها ولا تتغير أو تتبدل مبادئها خاصة بين أهل الشرق حيث عادت هذه المناطق قلاعاً عتيدة للختمية ولحزبهم القوي بعد الانتخابات التي جرت كل مرة بعد عهود القهر والطغيان. وفي كل مرة يعيد التاريخ نفسه فتلك كسلا واليوم بورتسودان وطوكر وسنكات ودرديب وهيا حيث تجدد الجماهير دعوتها لشيخ الطريقة الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني ليطأ بقدميه الطاهرتين أرضها ويزورها والشوق لازال يساورهم ونداءاتهم من أجل الزيارة المباركة المتوقعة لا زالت تتردد ومتكررة في أفواه هذه الجماهير المتعلقة بقيادتها التاريخية والحال هذه وفي وقت أوكل فيه الإشراف السياسي على الإقليم الشرقي للحسيب النسيب السيد تاج السر محمد سر الختم الميرغني ابن الشرق البار كانت الجماهير تتوق لترى أبناءها يمثلونها ويمثلون السودان في المناصب الدستورية التي أوكلت للحزب الاتحادي الأصل في التحالف الذي تمّ مع الحكومة الحالية والأحزاب الوطنية المشاركة. ولكن خلو مناصب الوزارات الخمس التي أسندت للحزب من أي اسم ينتمي للشرق أثار الإحباط في النفوس خاصة وأن الشرق من أكثر المناطق تضرراً من حكم الحزب الواحد ومن أكثر المناطق معاناة من التهميش بل والاعتداء على الحقوق المشروعة لمن أسهموا في تاريخ الحركة الوطنية نسبة للفساد الذي استشرى في وزارة المعادن بعد إبعاد المهندس عدلي المدير المختص واستجلاب المحاسيب بدله فتم الاعتداء على مناجم الرخام والمنجنيز التابعة للمناضل الاتحادي الجسور والنائب في البرلمان الأول الذي حقق الاستقلال الشيخ عمر أبو آمنة والذي قام بماله الخاص بإنشاء الطرق واكتشاف المعادن بحسبها المورد المستقبلي الوحيد لتنمية الشرق وذلك قبل ستين عاماً وقبل ميلاد وزارة المعادن فالاعتداء على أموال وممتلكات أمثاله دليل أن هؤلاء لا يضمرون خيراً للشرق وأهله وأن على أهل الشرق أن ينتبهوا لما يعد لهم . إن المطالبة بالحفاظ على أرض الشرق وعرض أهله مطلب مشروع والمطالبة بالتمثيل والجهر بالقول .. (نحن مواطنون لا رعايا) حق مكفول كما أن الدفاع عن الحقوق بكل السبل أمر مشروع .. وإننا ننبه إلى ألا تتكرر مأساة الشرق في التعيينات الدستورية الاتحادية بالاتحادي بالخرطوم وألا يتكرر ذلك بولاية البحر الأحمر والولايات الشرقية وأين دور أبنائنا المناضلين بالمركز العام للحزب محمد طاهر جيلاني وعثمان فقراي وميرغني الخضر فرغم التحفظات فإنهم أقرب إلينا وأولى لدينا من غيرهم .. وهذه رسالة ليست شخصية بل حملتني إياها جماهير الاتحاديين في دارهم العامرة بديم العرب ببورتسودان مساء 30 ديسمبر 2011م والنصر لحزبنا العتيد ولشرقنا الباسل ولا غالب إلا الله (بقلم:الأمين محمد أوهاج- مرشح الحزب بشمال هيا في الانتخابات المخترقة الماضية)..