الخرطوم (رويترز) - قال رئيس ادارة منطقة أبيي السودانية يوم الاحد إن المحادثات بين شمال السودان وجنوبه بشأن المنطقة المنتجة للنفط وصلت الى طريق مسدود وهو ما قد يؤدي الى تجدد صراعهما. والخلاف حول أبيي من بين الخلافات الاساسية بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان قبل وبعد اتفاق السلام الشامل الموقع بين الجانبين عام 2005 والذي وضع حدا للحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. نائب الرئيس السوداني يحذر من «صوملة» البلاد الخرطوم-الطيب اكليل حذر نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه من ان انفصال الجنوب سيفضي الى «صوملة» البلاد وسيتسبب في عودة الصراعات. وقال «ان كل التجارب التي جرت حولنا فيما يخص الانفصال لاتشجع على المضي في هذا الاتجاه». واضاف «ان كل تجارب الانفصال في افريقيا كان مكتوبا عليها الفشل»، واعرب عن اعتقاده بأن «المناخ الخارجي يدفع باتجاه تعزيز الوحدة»، مؤكداً ان «الدول الافريقية مع وحدة السودان عدا دولتين» لم يفصح عنهما. في غضون ذلك وصل وفد من شريكي الحكم المؤتمر الوطني الى ولاية كويبيك الكندية الناطقة بالفرنسية للوقوف على تجربتي الاستفتاء التي جرت فيها في عامي 80 و1995من القرن الماضي ،والتي جاءت لصالح الوحدة. ويترأس وفد المؤتمر الوطني قطبي المهدي فيما يترأس جانب الحركة القيادية الدكتورة آن ايتو. وكانت الحكومة الكندية قد سلمت شريكي الحكم دراسة اعدتها جامعة اوتاوا حول تجارب الاستفتاء. القبس ويدلي سكان جنوب السودان بأصواتهم في استفتاء بشأن الاستقلال في يناير كانون الثاني ويجري في الوقت نفسه استفتاء في أبيي على اذا ما كانت ستنضم الى الشمال أم الى الجنوب. لكن الشريكين لم يتمكنا من الاتفاق بخصوص تشكيل اللجنة التي ستشرف على الاستفتاء في أبيي وكذلك بخصوص من له حق التصويت وعلى اجراء الانتخابات المؤجلة هناك. وقال دنق أروب رئيس ادارة ابيي للصحفيين في الخرطوم "لقد وصل موضوع استفتاء أبيي الى طريق مسدود... هذا يمكن أن... يسبب صراعا اقليميا ودوليا." وشكا أروب الذي ينتمي الى الحركة الشعبية لتحرير السودان من أن قبيلة المسيرية العربية التي تتألف من بدو رحل بدأت توطين 75 ألف شخص في شمال أبيي لتغيير التركيب السكاني للمنطقة والتأثير على نتيجة الاستفتاء. وقدر أروب عدد سكان أبيي الاصليين مع استبعاد المسيرية بنحو 100 ألف نسمة. واضاف "الهدف هو... التأثير على الاستفتاء بالاعداد الكبيرة او اذا قيل لهم انهم لا يمكنهم التصويت فسيعطلون الاستفتاء." ويقول حزب المؤتمر الوطني ان أبناء قبيلة المسيرية وهي قبيلة ترعى ماشيتها في الجنوب في موسم الجفاف يجب أن يدلوا بأصواتهم في الاستفتاء. وتقول الحركة الشعبية انه يجب ألا يسمح للقبيلة ككتلة بالتصويت لكن الافراد المقيمين في أبيي منذ فترة طويلة يجب أن يتاح لهم الادلاء بأصواتهم. ودعا أروب حزب المؤتمر الوطني الى وقف عملية التوطين. وقال "اذا كانت الحكومة لا تدعم هذا فعليها أن تتحرك لوقفه." وأحال الشريكان مسألة أبيي الى محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي ووافقا على الالتزام بحكمها عام 2009. وقال اروب ان تهديدات من المسيرية حالت دون ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب على الارض. وأعاد صلاح قوش مستشار الرئيس السوداني فتح موضوع الحدود في تصريحات أدلى بها مساء السبت عندما دعا الى أسلوب جديد لحل النزاع. وقال "قرار المحكمة الدولية لم يحل هذه المشكلة ولم يكن شافيا او ملبيا لاحتياجات الطرفين فلابد من وجود مخرجات جديدة بالنسبة للشريكين