لم تخلق ظروف السينما المحيطة بالفنان العالمي 'عمر الشريف' فرصة جيدة لاستثماره فيها، وهذا يؤكد بالطبع أن الفن عمل مركب، لا يستطيع الفنان بقامته وحدها أن يقيم فنه. فقد اضطر 'الشريف' إلى تأجيل فيلمه المصري 'إشاعة واحدة لا تكفي'، وسافر الى فرنسا للتحضير لفيلمين عالميين، الأول فيلم انجليزي بعنوان 'عبور الصحراء' وسيتم تصويره مارس القادم في 'أمستردام' بهولندا. والفيلم الثاني 'نداء الموانئ' وهو مأخوذ عن رواية للكاتب اللبناني المهاجر بباريس أمين معلوف. وأوضح الشريف أنه رغم كونه يعد اسطورة في عالم التمثيل إلا أن هذه الاسطورة يمكن تكرارها مضيفاً أن ممثلا مثل الراحل أحمد زكي افضل منه إلا أن عدم إجادته للغة أجنبية أعاقته للوصول الى ذلك، بالطبع 'الشريف' قال ذلك متواضعاً. وصرح 'الشريف' أنه صدم بحجم الفساد الذي خلفه الرئيس المخلوع 'مبارك' ونظامه البائد. موضحاً أنه كان يظن أن نظام 'مبارك' هو الأفضل لمصر بقبضته الحديدية، لكنه أعاد ترتيب وجهة نظره بعد علمه بحجم فساده، مشيرا إلى أنه لو تعرض لمثل ما تعرض له مبارك وطالبه جمهوره بالاعتزال، فلن يكتفي بالاعتزال بل ربما يصل الى الانتحار. واستنكر 'الشريف' ما يردده البعض من بعده عن الشارع المصري ومشاكله، موضحاً أنه ينزل دائماً الى الشارع يتحدث مع الناس حول مشاكلهم، إلا أنه فقط يرفض مزاحمتهم حتى يستطيع التواصل معهم والسير ما بين شوارع القاهرة ونيلها، وفي ذات الوقت يؤكد 'الشريف' أنه لا يتحدث مع الناس في مصر كلمة واحدة أجنبية، رغم العمر الذي يقضيه ما بين فرنسا ولندن. وأوضح 'الشريف' أنه لا يريد للعرب حاكماً طاغية لكنه يريد أن يتولى شؤون البلاد حاكم يستطيع أن يجعل الشعب في قبضته، خاصة مع تفشي حالة الأمية. ولفت 'الشريف' إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات اتصل به ذات يوم وهو في باريس، وقال له لو ذهبت الى إسرائيل وتصالحت معهم، هل يستقبلونني بشكل جيد؟ وطلب منه بصفته تعامل كثيرا مع يهود في 'هوليوود' وفرنسا أن يسأل ويرى انطباعاتهم عن الزيارة. وأضاف 'الشريف' أنه ذهب الى السفير الإسرائيلي بباريس، واتصلت بمناحم بيغن وكان رئيساً لوزراء إسرائيل في هذا التوقيت وقالوا لي انهم سيستقبلونه استقبال المسيح وبالطبع المسيح في اليهودية غيره في المسيحية ولم يكن لدي أي وسيلة للاتصال بالرئيس السادات وفوجئت بالسفير الإسرائيلي هو الذي يعطيني هاتفه، وأبلغته، لكن فوجئت بعدها بأسبوع يخطب في 'الكنيست' وقد طلب مني أن أقدم فيلماً عن أكتوبر بعد أن دعاني لحضور حفل عقد قران ابنته، لكني رفضت لعدم ثقتي أن الفيلم سينجح. واستنكر 'الشريف' الرقابة المتعسفة على تصوير أعمال أجنبية بمصر موضحاً أنه شارك قبل سنوات في فيلم أجنبي يصور بصحراء المغرب فقال للمنتجب لماذا لا تصورون في مصر..؟ وكان الرد المنتج مفاجئاً لي حيث أكد أن الرقابة ترسل معه مبعوثاً ليضع رأيه في كثير من الأمور بتعسف، وتنتشر الرشوة لإنجاز المهام ويمنع التصوير في أماكن كثيرة مطالباً أن يتغير هذا الشأن بعد الثورة. القدس العربي