تقرير-زين العابدين العجب ربما كان عيد الفطر لهذا العام هو آخر عيد فطر والسودان موحد، وبالتالي يكون شهر رمضان الأخير الذي يصومه السودانيون شمالاً وجنوباً ويظلّّم فضاء مشترك يجمع بين جمال مريدي وسحر الباوقة، خاصة وأن الكثير من القيادات السياسية والمراقبين يرون أن الانفصال أصبح أمراً واقعاً وما يفصله عن خيار الوحدة عامل الوقت فقط، كما ذكر ذلك دينق ألور القيادي بالحركة الشعبية ووزير التعاون الإقليمي في حكومة الجنوب.. ولكي يؤكد دينق ما ذهب إليه من حديثه بصورة علمية ومنطقية، فإنه قال إن الحركة الشعبية أجرت ثلاثة مسوحات في الجنوب وكانت نتيجتها أن 70% من الجنوبيين يؤيدون الانفصال عن الشمال، مشيراً إلى أنه بهذه المسوحات فإن الأمر أصبح محسوماً، وزاد على ذلك بقوله إننا نريد التزوير لصالح الوحدة، الجنوب منذ عام 1947 يريد الانفصال. وبخلاف أمنيات دينق ألور أو سخريته فإن د. لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي بالحركة الشعبية فقد قال في حوار صحفي: إن مجتمع الجنوب يتفهم دوره موجهاً حديثه للإعلاميين وموصياً لهم بعدم إزعاج شعب الجنوب بالغناء الكثير للوحدة لأن الوقت كافٍ في ظل توفر الإرادة السياسية. ومع ما يقال عن أن أحد زعماء قبيلة النوير قد تنبأ بوحدة السودان وتوقعات البعض بأن يتحقق ذلك في الاستفتاء القادم إلا أن الكثيرين يتوقعون الانفصال. الدكتور حسين أبو صالح بدأ متشدداً في حديثه معي عبر الهاتف بشأن وحدة السودان، وقال لي إنه ينبغي ألا يسمح إطلاقاً بقيام الاستفتاء مطالباً رئيس الجمهورية بالتدخل وإلغاء الاستفتاء ومنع قيامه، مشيراً إلى أن قانون الاستفتاء مضحك لدرجة أنه يعطي شخصاً واحداً الحق في الحكم بتفتيت السودان من واقع نسبة (50%+1) حيث إنه إذا صوت 2 مليون للوحدة و2 مليون للانفصال واختار شخص واحد الانفصال وصوت له فإنه يضاف إلى ال2 مليون الذين صوتوا للانفصال وبالتالي يحدد مصير السودان. وبلهجة حاسمة قال أبو صالح إن الوقوف مع حق تقرير المصير هو الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الحكومة والمعارضة لأنه يدعم مخطط الجهات الغربية التي تسعى لتفتيت السودان. وعن مخاطر إلغاء الاستفتاء فإن الدكتور أبو صالح لا يكترث لذلك، بل يمضي في مطالبته رئيس الجمهورية بإلغاء الاستفتاء ولو أدى ذلك لتدخل أجنبي ومهما كانت الضغوط لأنه وبحسب أبو صالح فإن الاستفتاء يعني بداية انهيار وتفتيت السودان. أما البروفيسور عبد الرحيم علي رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني السابق فقد قال: أمنياتي أن يظل السودان موحداً، خاصة أن هنالك خطوات لا بأس بها نحو الوحدة وأن هنالك ظروفاً أفضل مما كانت عليه بداية العام وأن المناخ أصبح مناسباً للمضي قدماً من أجل أن لا يكون عيد الفطر هو الأخير والسودان موحد. رغماً عن أن الدكتور إبراهيم ميرغني-أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري قال بكل الاحتمالات إلا أنه تمنى أن لا ينفصل جنوب السودان، وقال إنه لا يستطيع شخص أن يجزم بأن النتيجة ستكون لصالح الانفصال، رغماً عن ارتفاع أصوات الداعين للانفصال والحديث المستمر عن ذلك.