ولكن العقبات مازالت قائمة ، فأكبر حلم لحكومة جوبا هو رؤية علم جنوب السودان يرفرف عاليا في أولمبياد لندن وبتقديم جنوب السودان رسميا على أنها دولة مستقلة بعيدا عن الصورة الملطخة بالدماء المأخوذة عنها على المستوى الدولي ، ولكن هذا الأمر لن يكون سهلا وفقا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روج. فرفع العلم الأولمبي ، الذي عادة ما يقف تحته اللاعبون الذين لا يمثلون بلادا معترفا بها ، ليس من الخيارات المطروحة هذه المرة. فقد استخدم العلم الأولمبي في أولمبياد سيدني 2000 عندما شارك اللاعبون القادمون من تيمور الشرقية تحت الراية الأولمبية التي تحمل خمس حلقات ملونة بما أن بلادهم في ذلك الوقت خاضعة لإدارة الأممالمتحدة.ولكن روج يؤكد أن الوضع مختلف هنا مع جنوب السودان. وصرح رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في حوار أجراه مؤخرا مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في لوزان قائلا: "لا يوجد سبب للمشاركة تحت العلم الأولمبي. فجنوب السودان معترف به دوليا كدولة ، ولكن المشكلة هي أنه لا يوجد لديه لجنة أولمبية وطنية حتى الآن". وأضاف: "نحاول البحث عن الهياكل الضرورية في جنوب السودان. وهو أمر بالغ الصعوبة لأنها دولة تمر بصراع مسلح. نعمل مع الأندية والسلطات الرياضية هناك في محاولة للوصول إلى أفضل حل ممكن ، ولكنني اليوم لا أضمن أن يكونوا حاضرين (في أولمبياد لندن 2012)". وسواء شاركوا في أولمبياد لندن أو لم يشاركوا ، فلن تكون هذه أكبر مشكلات جنوب السودان ، فمنذ أن استقلت الدولة الأفريقية عن السودان في يوليو 2011 ، ارتبط اسمها بأزمة انفصال دموية إلى جانب الفقر والموت. وأكد سيرينو هيتينج أوفوهو وزير الرياضة في جنوب السودان أن اتحادات بلاده الرياضية تعمل جاهدة لتحقيق متطلبات اللجنة الأولمبية الدولية.ويقول هيتينج أوفوهو: "إنه سباق مع الزمن ، ولكن الإرادة الجيدة موجو". إلا أن الحلم اقترب كثيرا من التبخر ، حيث يجب الاعتراف بخمسة اتحادات رياضية وطنية دوليا حتى تتمكن أي دولة من المشاركة في الألعاب الأولمبية. وقال بيري ميرو مدير العلاقات مع اللجان الأولمبية الوطنية لدى اللجنة الأولمبية الدولية في منتصف مارس الماضي: "حتى الآن ، لا يوجد لديهم أي اتحادات بهذه المواصفات". وأشار ميرو إلى أنه "سيكون من الصعب للغاية بالنسبة لهم أن يكون لديهم خمسة اتحادات رياضية معترف بها دوليا قبل الألعاب". وتقدمت جنوب السودان خطوة كبيرة في مجال كرة القدم ، حيث حصلت الدولة اليافعة في منتصف فبراير الماضي على عضوية مؤقته بالاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) خلال انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد في ليبرفيل بالجابون. ولكنهم لا يوجد لديهم منتخب وطني حتى الآن. وقال عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) : "إننا فخورون بوجود جنوب السودان كعضو لدينا ونريد أن نراهم في بطولاتنا القادمة". ويدرك هيتينج أوفوهو جيدا العمل الشاق الذي ينتظر جنوب السودان.حيث يقول: "نعرف أن أمامنا العديد من التحديات ، نريد التركيز على كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى وغيرها من الألعاب التي يمكننا أن نحقق فيها النجاح على المستويات الإقليمية والقارية والدولية". ولكن الدولة الأفريقية ال54 لا يمكن اعتبارها دولة رياضية كبيرة على الإطلاق. ولا يوجد بها سوى استثناء واحد لهذه القاعدة: كرة السلة. فالنجم لول دينج الذي يلعب بصفوف فريق شيكاغو بولز الأمريكي منذ عام 2004 وشقيقه أجو دينج أو لاعب فريق فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز الأمريكي السابق دينج جاي جميعهم تمتد جذورهم إلى جنوب السودان ويتمتعون بحياة رياضية ناجحة. ويريد هيتينج أوفوهو كذلك التركيز على فريق السلة للمشاركة في دورة ألعاب المعاقين (الألعاب الباراليمبية) في أواخر أغسطس المقبل. ويقول: "لاعبو السلة المعاقون لدينا مستواهم جيد جدا ، وأعتقد أن الجماهير في لندن ستحب". ويتكون الفريق من لاعبين مقعدين على كراسي متحركة فقدوا أرجلهم خلال الأزمة الطويلة مع السودان. ويقول هيتينج أوفوهو: "بإمكاننا أيضا إرسال بعض عدائي المسافات الطويلة إلى لندن. فنحن لدينا الأرض المناسبة لتدريب مواهبنا في هذه الرياضة".ولكن من الواضح أن جنوب السودان يفتقد الكثير من الأمور الأخرى.