اليوم الجمعة، يخاطب رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت كتلة النواب السود في الكونغرس الأميركي بعد أن تلقى منهم دعوة لمخاطبة الجلسة التي يشارك فيها عدد من الشخصيات مثل كبير مستشاري الرئيس الصومالي عبد الكريم جاما، سفير جنوب أفريقيا لدى واشنطن إبراهيم رسول، وراجيف شاه المسئول التنفيذي لهيئة المعونة الأميركية، وجون برندرغاست، مؤسس حركة (كفاية) للقضاء على الإبادة الجماعية، وجونيتا كول مديرة المتحف القومي للفن الأفريقي في العاصمة الأميركية واشنطن.. إلا أن المشاركة اللافتة لمدعي المحكمة الجنائية لويس مورينهو أوكامبو للجلسة وإلقاء خطاب حسب موقع نيوميديا نايل حول أهمية العدالة والمساءلة في تحقيق الأهداف الإنمائية سيثير بعض الجدل في السودان وأفريقيا رغم أن الدعوة جاءت باعتباره أعلى جهة عدلية دولية..لكن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم أكد في حديثه أن ل(الأخبار) أن سيلفاكير سيلقي خطابا أمام كتلة النواب السود إلا أنه و أوكامبو لن يكونا في ذات الجلسة حيث سيشارك أوكامبو في جلسة أخرى..وليست هي المرة الأولى بأي حال التي يتزامن فيها وجود أوكامبو مع قيادات أو أعضاء من الحركة الشعبية في ذات المكان، فقد حدث الأمر قبل ذلك في واشنطن عندما تفاكر بعض المنتمين في الحركة الشعبية مع أوكامبو حول ضرورة تحقيق العدالة وقدموا مذكرات لبعض مراكز البحوث والدراسات الإستراتيجية.. إلا أن حساسية الموقف هذه المرة في ظل القضايا المتصاعدة بين الشريكين واقتراب موعد الاستفتاء قد يخلق توترا حقيقيا إن تمت المواجهة الهادئة بين الرجلين.. ورغم أن بعض المصادر من المؤتمر الوطني قللت من أهمية الأمر وقالت في حديث مقتضب ل(الأخبار) إن سلفا كير دعي إلى جلسة لمخاطبة كتلة النواب السود وليس في الأمر شيء ونفت علمها بإلقاء أوكامبو كلمة في ذات الجلسة.. إلا أن مصدرا آخر رأى في المسألة "تجاوز واضح" واستنكر قبول سلفا كير الجلوس مع أوكامبو في ذات المكان وقال "عليه أن لا يقبل المشاركة في الجلسة إن كان مدعي الجنائية حاضرا فيها".. ورغم أن المؤتمر الوطني يختلف مع الحركة الشعبية كحركة سياسية تمتلك برنامجا ومشروعا وخطابا سياسيا يتعارض مع رؤاها وأفكارها، إلا أن الخلاف لا يمنع وجود مواقف إيجابية مشتركة بين الطرفين، والمسألة حسب مراقبين ليست بذاك التعقيد خاصة أن كتلة النواب السود ليست مجموعة ضغط بإمكانها التأثير على القرارات الأمريكية، رغم أنها تضم شخصيات بارزة عرفت بتشددها تجاه قضايا السودان أمثال كوندليزا رايس وكولن باول..ويبدو أن نائب رئيس المجلس الوطني أتيم قرنق ألمح لمثل هذه الأمور التي تثير نوعا من البلبلة بين الشريكين في تصريحات صحفية أمس حينما قال إن المفاوضات التي ستجرى بين الشريكين في أمريكا ليس الهدف منها وضع المؤتمر الوطني في موقع تهديد من قبل أمريكا منوها أن هناك قوى داخل الإدارة الأمريكية لا ترغب في تحقيق السلام في السودان بسبب وجود بعض المواقف السالبة للمؤتمر الوطني مع الإدارة الأمريكية .. والجلستان مختلفتان حسب ما قال باقان إلا أن نظرات الرجلين لا بد أن تلتقي، فكيف سيكون شعور سيلفا إن جلس في مكان أوكامبو بعد انتهائه من الكلمة؟؟ وهو الجواب الذي لن يعرف إلا بعد يوم الجمعة