مع دخول عدد من الفضائيات وإذاعات الإف ام لأثير البث، انفتح (سوق عمل) كبير أمام كوادر هذه الأجهزة، خاصة من المذيعين، (الرأي العام) فتحت هذا الملف حول الأسباب والفوائد والسلبيات، واستطلعت عدداً من المعنيين بالأمر.. يقول أمجد نور الدين (النيل الأزرق)، أنا شخصياً لم يحدث لي ذلك، ولكن مسألة الانتقال من فضائية إلى أخرى لها عدة أسباب، فهي تتيح فرصاً أوسع للمذيع لتطوير قدراته، والاستفادة من تنوع الخبرات، وكذلك يوجد به جانب مادي ربما يكون مجزياً، اضافة إلى الشهرة والجمهور الجديد الذي تخاطبه، وكذلك من أسباب الانتقال السعي للتغيير، وفي السودان يحدث ذلك كثيراً.. المذيع أحمد عبد القيوم يربط الانتقال بالحالة الشخصية للمذيع مادياً أو نفسياً، أو لأشياء أخرى مثل السعي لابراز أكبر للامكانيات ووجود حرية أكثر، وقال أحمد: نجح عدد من المذيعين الذين انتقلوا مثل نسرين سوركتي وسلمى سيد من النيل الأزرق للشروق، وهناك أيضاً تجارب فشلت، لكن دوماً تبقى الفضائية ذات الامكانات الكبيرة تملك فرصاً أوسع للنجاح وذلك من خلال تطويرها لأداء المذيع. المذيعة تريزا واحدة من الذين رفضوا عروضاً للانتقال من قناة هارموني، وتقول: الانتقال له جانبين سلبي وايجابي، الايجابي هو محاولة الهروب من العمل في مكان واحد والتعود على ناس معينين، ورغم أن ذلك يجعلك تشعر بالانتماء لكنه احياناً يصيبك بالملل، وأيضاً اكتساب الخبرات جراء الانتقال، أما السلبي فأرى أن الالتزام تجاه القناة التي ننتمي اليها يفترض أن يحكم علاقتنا بالقنوات الأخرى، خاصة وان كنا من المؤسسين لهذه القناة، فعلينا السعي لانجاحها، فنجاحها نجاح لنا.. المذيعة انصاف عمر من الاذاعة الاقتصادية تؤكد أن البعض يبحث عن الجانب المادي، والآخر يبحث عن مساحات أخرى من الابداع، وقالت: أعتقد أن الانتقال من اذاعة إلى فضائية أفضل، والتجارب الناجحة في هذا المجال كثيرة، لكن هناك من تمسكوا بمواقفهم والتزموا باذاعاتهم وقنواتهم رغم المغريات، وأنا أفضل البحث عن تطور المذيع، وبحثه كذلك عن تقديم المادة الجيدة وليس الجري خلف الماديات، والتي كثيراً ما يفشل الساعون نحوها.. من جهته إنفعل الخبير الاعلامي الأساذ علم الدين حامد حينما طرحنا عليه هذا السؤال، وبغضب واضح قال: مصيبة كبيرة ما يحدث من تحولات للمذيعين نحو الاذاعات والفضائيات الجديدة على أساس تجاري وليس ابداعي، كذلك أضحى البعض من أصحاب القنوات والاذاعات يستقطب مذيعين أصحاب أجور ومواهب أقل، الأمر الذي يبدو كالفوضى. ويواصل علم الدين: للأسف لا توجد أسس تحكم الفضائيات والاذاعات، كذلك بعض الضعف الاداري يسهم في اشاعة الفوضى، لكن برغم ذلك فانني ارى أن المذيع حينما ينتقل من مكان لآخر يفقد قاعدته في موقعه الأول الذي صنع من خلاله موهبته وحب الناس له، وندائي هنا للقنوات والاذاعات أن تسعى لتوفير أجواء مريحة لعامليها حتى لا يفكروا في الذهاب منها.