واشنطن - تشير المعطيات الإحصائية إلى أن واحدة من كل خمس فتيات وواحد من كل عشرة صبيان يتعرضون للاستغلال الجنسي خلال الثلاثة عشر عاما الأولى من أعمارهم وأنه على خلاف تحذيرات الأهل من الغرباء في هذا المجال فإن الذين يقومون بالاستغلال الجنسي للأطفال في الكثير من الحالات يكونون أقارب مباشرين ولهذا فإن من الأهمية بمكان توعية الطفل كي لا يقع ضحية لهذا الفعل الشنيع الذي يخلف له جروحا نفسية عميقة تؤثر على حياته المستقبلية. وأظهرت الأبحاث أنّ 80 بالمئة من الأطفال المُعتدى عليهم جنسيا يُستغَلّون من شخص يعرفونه ويثقون به وأنّ هذه الجريمة هي جريمة رجاليّة في غالبيّتها، إذ أنّ 97 بالمئة من المستغلّين ذكور و87 بالمئة من الضّحايا إناث. وتؤدي الاعتداءات الجنسية على الأطفال إلى تأثيرات نفسية، إذ تتسبب في حالات انطواء وانعزال للأطفال والخوف من اقتراب أي شخص منهم، وتترك لهم عديد التراكمات السلبية مستقبلاً تؤثر في شخصيتهم، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل اجتماعي ونفسي ليعود الطفل إلى حياته الطبيعية، علاوة على ضرورة حصول الأسرة على حقه القانوني حتى يشعر الطفل بأن حقه لم يُهضم، وخاصة أن الكثير من الأسر ترفض الإبلاغ عن تلك الجرائم التي ترتكب بحق الأبناء خوفاً من الإساءة إلى سمعتهم خصوصا إذا كان المعتدى عليه أنثى، وهو تصور خاطئ يمكن أن يفاقم المشكلة ولا يعالجها. وكشفت دراسة أميركية حديثة، أجراها باحثون من الرابطة الوطنية لحماية الأطفال من الاغتصاب، أن أغلب الاعتداءات الجنسية على الأطفال تمت بواسطة الأشخاص محل الثقة مثل أحد الأقارب والمدرسين والمدربين، وبشكل يفوق التحرش الواقع من الأشخاص الغرباء، وجاءت هذه النتائج على الموقع الإلكتروني للرابطة . وأشارت الدراسة إلى أن أغلب حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال تظل سراً بداخلهم دون أن يحدّثوا آباءهم عنها خوفاً من العقاب، وظنا منهم أن ما حدث هو خطأهم الذي سيعاقبون عليه إن أفشوه، لذا يتوجب على الآباء أن يسعوا لإزالة تلك المفاهيم الخاطئة عن طريق فتح قنوات التواصل معهم ومد جسور الثقة بينهم وبين أبنائهم. وللتغلب على خوف الأطفال من الإبلاغ عن وقائع الاعتداء الجنسي اقترح الباحثون أن يتعرف الأبناء على شخصين أو أكثر غير الأب والأم، بحيث يثقون فيهم ثقة تامة ويتحدثون معهم حول أي اعتداءات جنسية أو أي خطر ما يهددهم. ونصحت الدراسة الآباء والأمهات بضرورة التحدث مع أبنائهم بشكل مبسط عن التعدي الجنسي على الأطفال، وإعطائهم فكرة مختصرة عنه، وذلك عندما يبلغون الثالثة أو الرابعة من العمر، والتأكيد عليهم بألا يحصلوا على حلوى أو هدايا أو حتى يتحدثوا أو يسيروا مع الأشخاص الذين لا يعرفونهم. كما يجب على الأسرة ضرورة التحدث مع الطفل أو الطفلة حول التصرفات غير اللائقة مثل اللمس والتقبيل والضم وغيرها من الصور الأخرى، والتأكد أيضا من أن الطفل أصبح قادرا على التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ من سلوكيات الآخرين تجاهه، والإبلاغ عن شعوره بأي تصرفات غير لائقة أو غير مريحة، حتى لو كانت حدثت من أحد أفراد العائلة أو المدرس أو المدرب أو أحد القساوسة والمسؤولين بالكنيسة أو أحد الشباب أو طفل آخر. وأضافت الدراسة أنه على الآباء تعليم أطفالهم القدرة على الحسم عند التعرض لمواقف الاعتداء الجنسي، وعلى قول "لا" في وجه من يحاول الاعتداء عليهم، أو أن يقاوموا قدر الإمكان هذا الشخص المعتدي، أو على الأقل يطلبون المساعدة العاجلة من الآخرين. واختتمت الدراسة ببعض التوجيهات والتنبيهات التى يجب أن يقدمها الآباء لأطفالهم حول تفادي الاعتداءات الجنسية: - التكلم مع الأطفال حول اللمسات المسموحة من الآخرين مثل المعانقة أوالتربيت على الكتفين، وكذلك اللمسات غير اللائقة التي تشمل استهداف المناطق الحساسة. - القيام بمنع أي شخص يحاول لمس المناطق المغطاة بالملابس الداخلية السفلى، لأنها مناطق حساسة، يستثني فقط أبويه عندما يساعدانه في دخول الحمام، وكذلك الطبيب والممرضة عند الكشف عليه أو عند استخدام الحقن. - إبلاغ طفلك أو طفلتك بأن يصرخ أو تصرخ بقول "لا" في وجه من يحاول لمس المناطق الحساسة الخاصة به أو بها. والتأكيد على الطفل بضرورة الإبلاغ الفوري للأب والأم أو الجد والجدة أو أي شخص ذي ثقة عن أي محاولة للاعتداء الجنسي عليه أو عند قيام أي شخص بملامسة أعضائه التناسلية بأي شكل من الأشكال. وفي حالة وقوع الاعتداء الجنسي على الطفل يجب الإبلاغ عن الواقعة فوراً لأقرب مركز شرطة أو أحد مراكز مكافحة الاغتصاب، مع التوجه فوراً إلى أحد المختصين بالأطفال للتعامل مع هذه المشكلة.