الخرطوم (رويترز) - حذرت قبيلة المسيرية السودانية من أنها ستقاتل أي من يمنع أعضاءها من التصويت في استفتاء بشأن ما اذا كانت منطقة أبيي الوسطى الغنية بالنفط ستنضم الى الجنوب في انفصال مرجح. وأنهى السودان أطول حرب أهلية في افريقيا باتفاق سلام جرى التوصل اليه عام 2005 الا أن شمال السودان وجنوبه عجزا عن الاتفاق بشأن مستقبل أبيي الامر الذي يخشى كثيرون أن يصبح "كشمير" السودانية وهي مشكلة قد تشعل صراعا اذا تركت دون حل. ويعتزم سكان أبيي التصويت في استفتاء شعبي في التاسع من يناير كانون الثاني يجري بالتزامن مع استفتاء بشأن استقلال الجنوب الذي يعتقد محللون انه سيسفر عن انفصال. ويقول الشمال إن قبيلة المسيرية وهي من البدو العرب التي تمضي شهورا كل عام في رعي الماشية في أبيي يجب أن تصوت في الاستفتاء الشعبي الا أن الجنوب يرفض. وأوقف الطريق المسدود الاعداد للاستفتاء ولم يتفق الجانبان بعد بخصوص لجنة تنظم التصويت المقرر خلال نحو ثلاثة شهور. وقال مختار بابو نمر شيخ قبيلة المسيرية لرويترز يوم الاربعاء انه اذا لم يتم قبول أصوات أفراد القبيلة في الاستفتاء فلن يكون هناك استفتاء محذرا من أن القبيلة ستستخدم القوة للحصول على حقوقها وستستخدم السلاح ضد أي من يحاول منعها من التصويت في الاستفتاء. وكانت محكمة التحكيم الدائمة ومقرها لاهاي أصدرت حكما بخصوص حدود أبيي بعد فشل الشمال والجنوب في الاتفاق. الا أن الحدود لم يجر ترسيمها على الارض بسبب تهديدات من قبيلة المسيرية التي ترفض الترسيم. وذكر شهود عيان أن نحو ألفين من أفراد القبيلة تظاهروا في بلدة المجلد يوم الاربعاء وسلموا قائمة بمطالبهم لمكتب الاممالمتحدة هناك تتضمن مراجعة حدود أبيي وحقهم في التصويت في الاستفتاء الشعبي. وهدد بابو نمر بأنه اذا لم يجر الوفاء بمطالبهم فانهم سيشعلون كل شيء مضيفا أنه اذا أدى ذلك الى حرب فليكن. ويعتقد محللون أن النزاعات التي لم يجر حلها بين القبائل المحلية مثل المسيرية قد تشتعل وتعيد الشمال والجنوب الى الحرب الاهلية المدمرة التي أسفرت عن سقوط مليوني قتيل وأدت الى زعزعة استقرار شرق افريقيا. وتخشى قبيلة المسيرية اذا انفصل جنوب السودان وأصبحت الحدود بين الشمال والجنود حدودا دولية أن تخسر حقوق الرعي. والقبيلة مسلحة بشكل جيد وبعض أفراد القبيلة جندتهم الحكومة في الشمال لقتال الجنوب أثناء الصراع بين الشمال والجنوب. وتقع أبيي في حوض المجلد الذي ينتج معظم انتاج السودان من خام مزيج النيل ولكن زعزعة الاستقرار في المنطقة عطلت المزيد من عمليات التنقيب