لمنع انهيار الدولة.. فصائل سودانية: تركنا الحياد واصطففنا مع الجيش    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    صحة الخرطوم توفر أجهزة جديدة للمستشفيات والمراكز الصحية واحتياجات القومسيون الطبي    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاميا العقل المدبر لهجمات سبتمبر: ليس غريبا أن ندافع عن عدو أميركا الأول
نشر في الراكوبة يوم 07 - 10 - 2012

«الشرق الأوسط» اقتربت من خالد شيخ محمد أخطر رجل في العالم، العقل المدبر لهجمات سبتمبر (أيلول) مرات، من خلال تغطية محاكمته أمام اللجان العسكرية في غوانتانامو، وأجرت لقاء مع محاميه ديفيد نيفين قبل سنوات أثناء تغطية محاكمته في المعسكر الأميركي بكوبا.
وديفيد نيفين يعد من أشهر المحامين الأميركيين المتخصصين في قضايا الإرهاب؛ ذهب إلى غوانتانامو مرات كثيرة للقاء موكله خالد شيخ محمد تحت عيون وآذان الحراس الأميركيين في المعسكر السابع شديد الحراسة، الذي يحتجز فيه قيادات «القاعدة» الخطرون، والمحامي نيفين حذر جدا في حديثه إلى الصحافة، فعندما يتحدث عن خالد شيخ يرمز إليه ب«كيه إس إم»، وهي الحروف الأولى من اسم موكله بالإنجليزية، كما تقول ال«سي آي إيه» وجهات التحقيق الرسمية وملفات المحكمة العسكرية، وهو حذر أيضا في الحديث عن خصوصيات موكله وصحته، وماذا يقرأ ويشرب، وأي نوع من الرياضة يمارس؛ كرة قدم أم رفع أثقال في غوانتانامو، ولكن في قاعة المحكمة تجد المحامي نيفين دائما على يمين خالد شيخ يقدم له المشورة القانونية بصوت هامس، وفي قاعة المحكمة يكون خالد شيخ في الصف الأول، فالمساجين أيضا في غوانتانامو درجات، «الشرق الأوسط» أجرت، أول من أمس، حوارا مع محاميي خالد شيخ المدني ديفيد نيفين والعسكري الكابتن جاكسون رايت عبر البريد الإلكتروني خلال زيارتهما إلى الكويت وقطر للبحث عن أي علاقة لخالد شيخ في البلدين الخليجيين، والمعروف أن خالد شيخ باكستاني الأصل مولود بالكويت من أب وأم بلوشيين، قبل أن يسافر للدراسة في الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يصل المحاميان إلى لندن يناير (كانون الثاني) المقبل ضمن الإعداد لملف محاكمة خالد شيخ مايو (أيار) المقبل.
* متى كانت آخر مرة رأيت فيها خالد شيخ؟
- رايت: مهمتنا هي الدفاع عن خالد شيخ والطعن على الأدلة التي قدمتها الحكومة ضده وتبني أي دفاع قانوني سليم. وبصفتي المحامي الموكل من المحكمة للدفاع عنه، يجب علي الإبقاء على سرية أي تفاصيل ذات صلة. أنا أقابل خالد شيخ لكن بصفتي واحدا من محاميه، أفضل الحفاظ على سرية التفاصيل.
* كم مرة قابلته حتى هذه اللحظة؟
نيفين: أكثر ما يبعث في نفسي الراحة هو الإجابة بالقول: كثيرا. بطبيعة الحال عدد مرات المقابلة وما تضمنته تلك المقابلات من الأمور شديدة الخصوصية.
* ما المدة التي سُمح لك فيها بالجلوس معه في كل مرة؟ وهل تتم هذه المقابلات تحت مراقبة الحرس؟
- رايت: خالد شيخ معتقل في غوانتانامو بكوبا. هناك فرصة لمقابلته، لكنها تتطلب منا السفر من الولايات المتحدة إلى غوانتانامو، ولا يُسمح لخالد شيخ باستخدام الجوال للاتصال بمحاميه أو بأي شخص آخر. كذلك التواصل بينه وبين محاميه عبر المكاتبات مقيد جدا. يُسمح لنا بمقابلته في مكان سري في غوانتانامو، ويتحكم في الوقت قائد المعسكر وحرسه بشكل مطلق.
* ما المكان المعتقل فيه خالد شيخ حاليا؟ أهو معسكر رقم 4؟
- نيفين: بوجه عام تصنف الحكومة ظروف احتجاز خالد شيخ بأنها «سرية»، وهو ما يعني أنه يجب الإبقاء على سريتها. وهذا على عكس القواعد التي تطبق في حالات أخرى في الولايات المتحدة، التي يمكن للمعتقلين الحديث عن طريقة معاملتهم علنا. على الرغم من قواعد السرية، أقرت الحكومة بأن خالد شيخ محتجز في معسكر رقم 7، وهو يتمتع بسرية كبيرة. وتضرب حماية كبيرة على مكانه في معتقل غوانتانامو، ولا يُسمح بدخول سوى عدد محدود من الحرس ومديري السجن.
- رايت: لقد اعتقلته الولايات المتحدة في المعسكر رقم 7 في غوانتانامو. إنه هناك منذ سبتمبر (أيلول) عام 2006. منذ اعتقاله في مارس (آذار) عام 2003 في باكستان إلى سبتمبر (أيلول) عام 2006، أجبرت الحكومة الأميركية محمد على الاختفاء عن الأنظار، وتم احتجازه في أماكن خارج الولايات المتحدة، وتعرض للتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة من قبل الولايات المتحدة بمساعدة حكومات أجنبية. المعسكر رقم 7 حيث يعتقل محمد الآن هو مكان المعتقلين المهمين. مكان هذا المعسكر بالتحديد سري لزعم الحكومة الأميركية أن الكشف عن هذا المكان سوف يعرض الأمن القومي الأميركي للخطر على نحو ما.
* لقد قمتم بزيارة قطر والكويت ولندن مؤخرا. هل لهذا أي علاقة بقضية خالد شيخ محمد؟
- نيفين: نعم. لقد جئنا إلى هنا حتى نعرف المزيد عن منطقة الخليج، لأن محمد عاش هنا لفترة طويلة من عمره. أصول أسرة محمد من باكستان، وينتمون لقبيلة بلوش. انتقل والده بالأسرة إلى الكويت، حيث ولد ونشأ محمد. وغادر الكويت عام 1983 للدراسة في جامعات بالولايات المتحدة وعاش لفترة في قطر بعد عودته إلى المنطقة. من الأمور المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار هو عدم اختزال اسم محمد إلى «خ. ش. م» كما يفضل البعض. لا يحق للحكومة الأميركية ولا لأي شخص آخر النظر إليه باعتباره شيئا أو «شخصية شريرة». نحن مصرون على النظر إليه باعتباره إنسانا من أسرة يُعرف عنها التزامها الديني. لديه زوجة و7 أبناء يحبهم كثيرا.
من الأسباب الأخرى التي دفعتنا لزيارة المنطقة الآن هي رغبتنا في أن يعرف الناس هنا أمرين عن الولايات المتحدة. الأمر الأول هو أن الولايات المتحدة، على أعلى مستوى من الحكومة، وضعت برنامجا منهجيا للقبض والاعتقال والتعذيب غير القانوني، وأرست نظام قضاء غير عادل في غوانتانامو، غرضه الأول هو الاحتفاظ بالقشرة الخارجية للعملية والحصول على إدانة لخالد شيخ وآخرين، في الوقت الذي يتم الإبقاء فيه على سرية برنامج التعذيب. ما هو أكثر من ذلك إدراكنا لتاريخ الولايات المتحدة القبيح الطويل في هذه المنطقة، وقلق الناس هنا من هذا وشعورهم بالإهانة بسببه. الأمر الثاني هو رغبتنا في أن تعرف المنطقة أنه ليس كل من في الولايات المتحدة يعتقدون أن هذا التاريخ من «الصدمات والتعذيب والمآسي» يجب أن يستمر. نحن نعتقد أن هذه الحقائق متشابكة مع قضية خالد شيخ، التي لا يمكن لها أن تنتهي من دون الاستعراض الكامل لهذا التاريخ.
- رايت: مهمتنا الدفاع عن محمد والطعن على الأدلة الموجهة ضده وتقديم دفاع مناسب والقيام بكل ما في وسعنا من أجل مساءلة الحكومة الأميركية على معاملتها القاسية له. مطلوب منا الإبقاء على سرية تفاصيل عملنا.
* كيف كان حال خالد شيخ محمد في آخر مرة رأيتماه فيها. هل لكما أن تصفاه للقرّاء؟
- نيفين: توضح الصور الحديثة التي قدمتها لنا أسرته وظهرت على الإنترنت أنه بحال جيد.
- رايت: محمد إنسان، ويجب أن يعامل بشكل إنساني ليس فقط لأن ذلك ما ينص عليه قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الأميركي، بل لأن ذلك هو الصواب. حاولت الاستخبارات وأجهزة الأمن الحكومة الأميركية تصويره في مكانة أدنى من مكانة الإنسان من خلال اختزال اسمه في 3 أحرف. لقد أذاقوه ألوان العذاب وعاملوه مثل حيوان. هناك كتاب عنه بعنوان «اصطياد خ. ش. م»، وهو ما يشير ضمنا إلى أنه حيوان وينبغي أن يُصطاد.. محمد إنسان ولكل البشر الحق في الحفاظ على كرامتهم، أيا كان الحال.
* من وجهة نظرك ما سبب حرص واشنطن على محاكمة خالد شيخ أمام محكمة عسكرية؟
- نيفين: الأمر في غاية البساطة، تريد واشنطن أن تخلق تناقضا متمثلا في إجراء «محاكمة سرية». من جانب، تتمنى الحكومة أن تدفع العالم للاعتقاد بأنها عاملت محمد معاملة عادلة في إطار العملية القانونية، بينما على الجانب الآخر، تخشى من أن لا يكون محمد مذنبا وألا يفقد حياته. والأسوأ من ذلك أن تكشف القضية تفاصيل خاصة بمن وافقوا على برنامج تعذيبه ومن نفذوا ذلك. لذا كان الحل هو «المحاكمة السرية» التي ظاهرها عدالة، لكنها تتضمن فخاخا تضمن إدانته وإعدامه.
- رايت: نقلت الولايات المتحدة محمد من باكستان بشكل غير قانوني وعذبته لما يزيد على 3 سنوات. ولم يفكر أي من البيت الأبيض ووزارة العدل والاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع في عواقب هذا القرار بانتهاك القانون الدولي والقوانين الأميركية. عندما أدركت الحكومة الأميركية عام 2006 أنه ليس بمقدورها الاحتفاظ باسم خالد شيخ وأسماء آخرين على القوائم السوداء، كان أمامها قرار عليها اتخاذه، وهو محاكمتهم أمام محكمة فيدرالية أميركية يتم تطبيق الدستور الأميركي خلالها أو نقلهم إلى معتقل غوانتانامو ومحاكمتهم أمام محكمة عسكرية. اختارت الولايات المتحدة نقله إلى غوانتانامو لأنه أفضل مكان لإدانة محمد والحكم عليه بالإعدام. ووضعت الولايات المتحدة قوانين خاصة لمحاكمة هؤلاء الرجال، منها «قانون اللجان العسكرية»، الذي يسمح باستخدام أدلة سرية دون تطبيق الدستور.
* هل تعتقد أنه من الأكثر عدلا محاكمة خالد شيخ أمام محكمة مدنية؟
- نيفين: نعم، ويتفق الرئيس أوباما وممثل الادعاء العام معي في ذلك. لقد أعلن الرئيس أوباما في خطاب تنصيبه أنه سيغلق معتقل غوانتانامو وينهي «اللجان العسكرية الظالمة»، لكن السياسة تدخلت ومرر الكونغرس قانونا يمنع المحاكمات المدنية. مع ذلك كان واضعو الدستور الأميركي أوضح في هذا الشأن، فلا مكان للسياسة في إرساء العدالة.
رايت: يريد العالم أن يشاهد محاكمة عادلة، فالمحاكمة العادلة هي جزء ضروري من أي نظام قانوني شرعي. لم توضع قوانين اللجان العسكرية كي تكون عادلة، وواجبنا ضمان عدالة العملية دون النظر للشخص الذي يتم محاكمته.
* هل تحدثت مع خالد منذ إعلان مقتل أسامة بن لادن؟ وإذا حدث ذلك، فما كان رد فعله؛ هل انزعج؟ كيف كانت روحه المعنوية بوجه عام؟
- نيفين: أعتقد أن روحه المعنوية كانت جيدة بوجه عام، لكن نقاشنا حول الأمور الخاصة مثل مقتل أسامة بن لادن سرية جدا.
- رايت: لضمان عدالة النظام، منعتنا الحكومة الأميركية من التصريح بأي كلمة أو تعليق من خالد شيخ. إنهم يعتقدون أن كل كلمة كتبها أو قالها يجب أن يتم التعامل معها على أنها سرية لأنه من الممكن أن تعرض كلماته الأمن القومي الأميركي للخطر بشكل أو بآخر.
* في رأيك، هل كان من الأفضل القبض على بن لادن ومثوله أمام المحكمة، بدلا من قتله؟
- نيفين: لا أعلم كل الملابسات التي تحيط بمقتل بن لادن، لكنني ضد قتل من يمكن القبض عليه بشكل آمن، ومع اعتقاله في ظروف إنسانية ومثوله أمام العدالة.
رايت: أنا مع الحق في الحياة كما هو مبين في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ليس فقط بصفتي محاميا في مجال حقوق الإنسان، بل كإنسان لديه مبادئ وأخلاق.
* هل يتبع محمد حمية غذائية؟ هل يمارس أي نوع من أنواع الرياضة مثل كرة القدم أو رفع الأثقال؟
نيفين: غير مسموح لنا وصف ظروفه في محبسه، لكن الرئيس أوباما أصدر أوامر بكتابة تقرير عن حالته هناك، يتضمن وصفا لظروفه. ويمكن الاطلاع على ذلك من خلال الموقع الإلكتروني http://www.defense.gov/pubs/pdfs، لكن ضع في اعتبارك أن التقرير غير كامل، كما ذكرنا نحن وكثير منا مرارا.
- رايت: أعلنت الحكومة الأميركية أن «ظروف احتجاز» خالد على أعلى درجة من السرية، إنه مكان حزين ومأساوي لا يحمل أي أمل بالنسبة إلى 166 معتقلا.
* زعم محمد أنه عانى من التعذيب على أيدي الولايات المتحدة، حيث تم غمر رأسه في المياه وكان على حافة الموت 183 مرة، وتم إبقاؤه مستيقظا لمدة 7 أيام متواصلة، وتم تهديد أسرته.
- نيفين: هذه الأمور ليست مزاعم، لأن الحكومة الأميركية اعترفت بها في وثائق سرية. فضلا عن ذلك، هناك وسائل تعذيب كثيرة أخرى عانى منها محمد غير تلك الوسائل ال3، لكن يحظر علينا الكشف عنها. ولأعطيك فكرة عما أعنيه، ينبغي أن تنظر في التصريح الذي أعددته وقدمته عام 2009، والذي وصفت فيه كل أشكال التعذيب التي رواها لي محمد. وكما سترى، تم التعتيم على جزء كبير من التصريح حتى يتسنى الحفاظ على سرية كل ما تضمنه التصريح من معلومات.
رايت: في الوقت الذي يُضرب فيه ستار من السرية حول المعاملة القاسية التي يتعرض لها محمد لحماية من قاموا بتعذيبه، أرسلنا خطابا إلى الأمم المتحدة في 5 مايو (أيار) عام 2012 نطلب فيه تحقيق المبعوث الخاص لقضايا التعذيب مع الحكومة الأميركية والحكومات الأجنبية الأخرى المشكوك في تورطها في تعذيب محمد. واستند الخطاب فقط إلى الحقائق التي تم الكشف عنها، وهي غمر رأسه في المياه، بحيث يصبح على شفا الموت 183 مرة، وحرمانه من النوم لمدة 181 ساعة، وتهديدات بقتل أسرته.
* هل لديكم دليل قوي على تعرضه للتعذيب؟
نيفين: اعتراف الولايات المتحدة على الملأ كاف لإثبات تعذيب موكلي على النحو الذي أوضحته سالفا. هناك أمور أخرى لم يتم الكشف عنها بعد، لكنني كتبت ذلك في التصريح المشار إليها آنفا.
خلال لقاءاتي مع محمد، رأيت بنفسي أن الندوب التي تغطي كاحليه ومعصميه تطابق وصفه لمعاملته خلال احتجازه في الولايات المتحدة.
رايت: تعترف الحكومة الأميركية بغمر رأسه في المياه حتى يكون على وشك الموت 183 مرة. لقد كان على شفا الموت واختبر هذا الشعور 183 مرة. نعم، لقد عذبت الحكومة الأميركية موكلي، ولم تتم مساءلة أي من مسؤولي إدارة بوش.
* ما آخر الأخبار فيما يتعلق بمحاكمة خالد شيخ؟
- نيفين: لم يتم تحديد موعد المحاكمة بعد. حدد القاضي العسكري مؤخرا تاريخا هو مايو (أيار) 2013، سوف نناقش فيه ما إذا كان سيتم تحديد موعد لإجراء المحاكمة ومتى سيكون.
- رايت: أحداث 11 سبتمبر (أيلول) ما زالت منظورة أمام المحاكم، وسوف تجري المحاكمة في وقت ما في المستقبل. أما الآن، فلدينا جلسات استماع أمام المفوضيات العسكرية بشكل دوري، كل شهرين تقريبا، حيث نقيم طعونا قانونية. ومن المقرر أن تكون جلسة استماعنا التالية من 15 إلى 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2012.
*ما الحالة المزاجية لخالد شيخ، هل يشعر بالارتياح؟
رايت: سياسة الحكومة الأميركية التي تقضي بأن كل كلمة أو تصريح أو فكرة أو انفعال من جانب محمد يدخل في نطاق السرية تمنعني من الإجابة عن ذلك السؤال. لقد قدمنا طعنا قانونيا على هذه السياسة.
* ما نوع الكتب أو الصحف التي يقرأها خالد شيخ محمد في غوانتانامو؟ هل مسموح له بقراءة الصحف العربية؟
- نيفين: أكرر مجددا أنه ليس مسموحا لنا بمناقشة ظروف حبس خالد شيخ.
- رايت: السياسة الأميركية التي تقضي بأن كل كلمة أو تصريح أو فكرة أو انفعال على لسان محمد يدخل في نطاق السرية تمنعني من الإجابة عن ذلك السؤال. كان هناك تقرير غير سري تم الكشف عنه من عام 2009 حول ظروف حبسه بغوانتانامو، الذي يناقش بعض جوانب حبسهم، لكن ليس بوسعي الإجابة عن سؤالك.
* هل تعتقد أن المنافذ الإعلامية الغربية كانت عادلة بشكل عام تجاه قضية خالد شيخ؟
رايت: لقد عكف الصحافيون والمراسلون على تغطية ما يحدث في غوانتانامو والمفوضيات العسكرية ومحاكمة المتهمين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر بتفكير مدروس وتأنٍّ. وقد توصلت وسائل الإعلام، التي تضم الصحافة الأميركية والدولية والعربية، بشكل عام، إلى استنتاج مستقل مفاده أن غوانتانامو يعتبر رمزا للمعاناة والقمع، وأن المفوضيات العسكرية تعتبر نظاما قضائيا من الدرجة الثانية.
* هل قرأت آيات من القرآن أو كتبا عن الإسلام بهدف فهم عقلية خالد شيخ وآخرين على شاكلته بشكل أفضل؟
- نيفين: إنني منخرط في دراسة مستمرة للقرآن الكريم والإسلام. ليست لدي معلومات متعمقة عن الإسلام، لكنني مهتم بشدة بالإسلام وبالتزام محمد بتعاليمه.
رايت: بالفعل، محمد مدان بانتهاك قوانين الحرب. تزعم الاتهامات الرسمية الموجهة من الحكومة الأميركية ضد محمد بأنه شارك في «حركة الجهاد» ضد الولايات المتحدة بدعم إعلان أسامة بن لادن الحرب ضد الولايات المتحدة. إنني ملتزم مهنيا بفهم قوانين الشريعة الإسلامية التي تحكم القانون الدولي وقوانين الحرب، مثلما أنا ملتزم بفهم المفهوم الغربي للقانون الدولي العام وقوانين الحرب. لقد كانت هذه بمثابة فرصة جيدة لي على المستوى الشخصي. أكن الاحترام لدين الإسلام وللأمة الإسلامية، وأستمتع بدراستي للقرآن الكريم وحياة النبي محمد.
* تمت محاكمة خالد شيخ محمد مع 4 آخرين. ما آخر اتهامات وجهت إليه؟ وهل هي أبسط أم أكثر تعقيدا، بالنظر إلى أنه لا يحاكم وحده؟
- نيفين: ثمة صعوبات وتعقيدات هائلة مرتبطة بالقضية، سواء أكانت تتم محاكمة خالد، بمفرده أو مع آخرين.
* هل يمكنك إذا سمحت أن تخبرنا بسبب معارضتك لإجراء محاكمة عسكرية لخالد شيخ؟
- نيفين: لا يشكل الاسم الذي تقدمه للمحكمة فارقا، الأهم هو ما إذا كانت المحاكمة تحقق النزاهة وتسير وفقا للقواعد القانونية وتحقق نتائج موثوقا بها أم لا. بالطبع، تعتبر محاكمنا المدنية، حينما تقوم بوظيفتها على الوجه الصحيح، الأفضل في تحقيق هذه الأهداف. لم يكن هناك مبرر مشروع لتشكيل نظام قضائي جديد لمحاكمة محمد. لا يوجد أي مبرر مشروع لذلك، فقط كثير من المبررات غير المشروعة.
- رايت: الرأي السائد في العالم هو أن غوانتانامو ومعتقليه المعذبين البالغ عددهم 166، بمثابة تجسيد لليأس الأميركي. المحكمة العسكرية تعتبر نظاما قضائيا من الدرجة الثانية ليس مصمما ليكون نزيها، ولكن ليكيل اتهامات. نحن نحارب من أجل ضمان خضوع محمد لمحاكمة عادلة.
* بوصفك أميركيا، ألا تعتقد أنه من الغريب أن تقف في موقف الدفاع عن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر؟ هل تعتبر أنه من الشجاعة الدفاع عن عدو أميركا الأول الذي اعترف بارتكابه الجريمة؟
- نيفين: ليس غريبا على الإطلاق - على العكس. من منظور واقعي جدا، أعتبر نفسي مدافعا ليس فقط عن محمد، بل أيضا عن دستور الولايات المتحدة. لم تكن هناك قضية على هذه الشاكلة من قبل - قامت حكومتي بتعذيب محمد، ومن خلال هذه العملية، تخلت عن موقفها بوصفها حاملة مشعل العدالة في العالم. تُطرح علينا سلسلة من الأسئلة بوصفنا محاميين مدافعين عن محمد في قضيته: من نحن؟ ما الذي نؤمن به؟ ما الذي يشكل أهمية بالنسبة لنا؟ ووظيفتي ووظيفة فريقي أيضا الإجابة عن هذه الأسئلة بطريقة هادئة عقلانية. هذه مهمة نحن مستعدون جدا لها وفخورون للغاية بالاضطلاع بها.
- رايت: لقد قطعنا عهدا على أنفسنا بدعم دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه. الشعب الأميركي، وبالطبع العالم، يرغب في مشاهدة محاكمة عادلة لمحمد. إن واجبنا بموجب الدستور أن ندافع عن خالد شيخ. أن نطعن في أدلة الحكومة وأن نقدم دفاعا وأن نضمن أن العملية نزيهة.
* من الذي يدفع الأتعاب القانونية للمحاكمة، وخاصة بالنظر إلى أنها بلا شك سوف تستغرق ساعات طويلة من العمل؟
- نيفين: أتلقى أجرا من الحكومة للدفاع عن خالد شيخ (يعتبر هذا أمرا يتكرر كثيرا في الولايات المتحدة. في عام 1966، قضت المحكمة العليا بعدم الزج بأي شخص في السجن في الولايات المتحدة من دون دعم محام، وإذا لم يكن الشخص قادرا على تحمل تكلفة التعاقد مع محام، يجب تعيين محام على حساب الحكومة. 80 في المائة من القضايا الجنائية في الولايات المتحدة تضم محامين تعينهم الحكومة وتدفع أتعابهم).
رايت: تم تعييني بموجب القانون الأميركي لتمثيل محمد ودفعت لي الحكومة الأميركية أتعابا للدفاع عنه. كثيرا ما يكون لدى المحاكم محامون معينون يمثلون المدعى عليهم، وهؤلاء المحامون يتقاضون أتعابهم من الحكومة. وفي تلك القضايا، مثلما في هذه القضية، يكون ولاء المحامي للموكل وقضية الموكل على نحو يعارض الحكومة.
وقائع الاتهام ضد خالد شيخ محمد
* في يوم الخميس 15 مارس (آذار) 2007، اعترف خالد شيخ محمد في قاعة المحكمة بغوانتانامو بأنه المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر من الألف إلى الياء كما اعترف أيضا بالتخطيط ل29 عملية جهادية أخرى، بما في ذلك شن هجمات على مبنى ساعة بيغ بن ومطار هيثرو في لندن، ومن بين تلك الهجمات، التي قال محمد إنه مسؤول عن التخطيط لها، محاولة تفجير طائرة ركاب فوق المحيط الأطلسي، باستخدام متفجرات مخبأة في أحذية.
وفي يوم الخميس 5 يونيو (حزيران) 2008 جرت أول جلسة لمحاكمة خالد شيخ محمد مع 4 من رفاقه، وقد فاجأ خالد ورفاقه الجميع برفضه لمحاميي الدفاع، مشيرا إلى أنه يرفض أن يدافع عنه أميركي يرأسه الرئيس الأميركي السابق بوش، وأنه لا يريد من يمثله بل هو سيترافع عن نفسه شخصيا، والله هو وكيله، وسأله القاضي: «هل تفهم أنك ستواجه عقوبة الإعدام»، فرد بالقول: «هذا ما أتمناه وما أردته طويلا عندما حاربت الروس في أفغانستان».
وخالد شيخ باكستاني تربى في الكويت، ودرس في كلية في غرينسبورو (ولاية نورث كارولينا). وبعد اعتقاله، قال إنه كان مسؤولا عن الهجمات «من الألف إلى الياء». وإنه شخصيا قتل دانييل بيرل، مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» في باكستان في عام 2003، ويحاكم معه 4 آخرون، منهم رمزي بن الشيبة، يمني، لكن، لم يستطع الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة. ووليد بن العطاش، أيضا يمني، كان يدير أحد معسكرات التدريب في أفغانستان، ومصطفى الهوساوي، سعودي، ساعد الخاطفين بالمال والملابس الغربية والشيكات السياحية وبطاقات الائتمان، وعبد العزيز علي، باكستاني وابن شقيقة شيخ محمد، ساهم في توفير المال للخاطفين. ويحتجز المتهمون الخمسة الكبار في المعسكر السابع بغوانتانامو. وسينقلون إلى محكمة عسكرية تم تشكيلها خصوصا لهذه الغاية. وستنقل وقائع الجلسات بتأخير 40 ثانية كما يمكن أن تتعرض للرقابة في حال اقتضت الحالة لذلك، وسيحضرها عدد قياسي من الصحافيين يبلغ 60 مراسلا بالإضافة إلى نحو 10 أشخاص من أقرباء الضحايا ستختار أسماؤهم بالقرعة. وستبث وقائع المحاكمات على شاشة عملاقة في 4 قواعد عسكرية على الأراضي الأميركية، في إشارة إلى مدى أهمية المحاكمة للرأي العام الأميركي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.