دخل أعضاء مجلس الأمن في مواجهات ساخنة مع والي شمال دارفور محمد يوسف كبر أثناء زيارة الوفد للفاشر أمس، ، فبينما أشار مندوب بريطانيا لدى المجلس مارك ليال جرانت إلى تزايد حالات العنف بدارفور إلى 250% حسب الإحصائيات عن ما كان عليه في السابق، إضافة إلى زيادة عدد ضحايا العنف الجنسي، وعبر عن قلق مجلس الأمن من انعدام الأمن بالمنطقة، قاطعه عثمان كبر بالقول (هذه أشياء غير واقعية ولا أساس لها من الصحة). متهماً وفد المجلس بالإتيان بتقديرات كاذبة، ودعاهم إلى الجلوس مع بعضهم البعض للتحقيق فيما سماه ب(المزاعم)، وقال (نحن مصدر معلوماتنا القضاء والأجهزة العدلية لكن أنتم ما مصدر معلوماتكم؟) في ذات الوقت قال كبر لمندوبة أمريكا في مجلس الأمن سوزان رايس عندما طالبت بضرورة فرض العدالة وأن تطال الرئيس البشير (أمريكا ليست عضو في المحكمة الجنائية). في غضون ذلك، زار أعضاء وفد مجلس الأمن معسكر (أبو شوك) للنازحين بالولاية، ووقف خلال الزيارة على الحالة العامة للنازحين، ونظم لقاء مفتوحاً في سوق (أبو شوك) مع النازحين واستمعوا لمشاكلهم، وتحدث النازحون بكل صراحة.. ووقف الوفد مع أصحاب المحال التجارية والباعة، فيما تفقد مستشفى الناسور البولي بالفاشر، ووقف على أوضاع المرضى، وزار بعدها مقر بعثة اليوناميد، وقد مُنع الصحفيين من حضور اجتماع الوفد مع النازحين وزيارته للمستشفى، وحسب معلومات توفرت ل(الأخبار)، فإن النازحين طالبوا وفد مجلس الأمن بمعالجة نقص الغذاء وسوء التغذية التي قالوا إنهم يعانون منها، إضافة إلى انعدام الأمن بالمعسكرات، وشكوا من ما سموه العودة القسرية للقرى القديمة التي نزحوا منها. وقال والي ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كبر عقب اجتماع مغلق مع وفد المجلس، إن الأمن مستتب بالولاية ولا توجد مشاكل سوى القليل، مشيراً إلى أن أهل دارفور هم وحدهم من يقررون مصيرهم، وقال (على مجلس الأمن أن يؤمن إيماناً كاملاً بأن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي غير موجودين، وما تسمى بالمحكمة الجنائية لم تضعف السودانيين، بل زادتهم قوة)، وزاد (على مجلس الأمن أن يرى بعينيه الاثنين بدلاً عن أن ينظر بعين واحدة ويسمع بأذان واحدة). في الأثناء، قال مندوب بريطانيا لدى المجلس مارك ليال جرانت إن هذه الزيارة تجيء لثلاثة أشياء (قلق مجلس الأمن من زيادة مستوى العنف وتدفق الأسلحة غير القانونية وانعدام الأمن، خاصة للعاملين في المجال الإنساني، ضمور حماية المدنيين وحرية التنقل وتأكيد مجلس الأمن على دعم الشراكة في مفاوضات الدوحة)، ودعا مارك الحركات الرافضة إلى الانضمام لمنبر الدوحة، فيما دعا الحكومة إلى وقف القتال الفوري بدارفور ودعم البعثة المشتركة، لأنها أكبر عملية حفظ سلام في العالم، وأضاف (هذه البعثة تواجه تحديات تتمثل في حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للنازحين)، مشيراً إلى أن الوضع الأمني في دارفور مقلق، نسبة لتزايد حالات اختطاف موظفي البعثة، وأضاف (نريد أن نعرف ما هي خطة الحكومة لاستقرار الأمن بالمنطقة). الاخبار