قال ولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن الثورات العربية سيكون لها تأثير على الأوضاع الإقليمية والدولية، مؤكدا أن الدول العربية بعد الثورات ستكون أكثر حفاظا على سيادتها وأكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية. وخلال افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الأول لمراكز الأبحاث السياسية والإستراتيجية في الوطن العربي بالعاصمة القطرية الدوحة، قال الشيخ تميم إنه لا يصح التعامل مع الثورات الشعبية الكبرى كأنها مؤامرة خارجية، وأضاف "الأعمى سياسيا فقط هو من لا يرى إحباط الشعوب العربية مما جرى ويجري في فلسطين ولم يربط بين نقمة الشعوب العربية على الحكام وبين عجزهم عن فعل شيء بخصوص تهويد القدس أو قمع إسرائيل للانتفاضتين الأولى والثانية أو حرب لبنان 2006 أو احتلال العراق ونتائجه، فالجميع شعر بغضب الشعوب العربية واحتقانها الحقيقي من الأوضاع الإقليمية". ولفت ولي العهد القطري إلى أن من أهم نتائج عملية التغيير الجارية هو نشوء رأي عام محلي وعربي لابد من أن يؤخذ بعين الاعتبار. وقال الشيخ تميم إن التجارب في دول العالم كافة تظهر أن التضامن في زمن الثورات لا يعني التبعية لمن قام بالتضامن بعد الثورات، لا سيما حين تكون سيادة الشعب هي محصلة الثورة النهائية. وتساءل هل يمكن لدولة خارجية أن تقيد حرية الشعب التونسي أو المصري أو الليبي أو اليمني أو السوري في صنع خياراته وتحالفاته مستقبلا؟ وأكد أن النهوض بالأمة العربية "يتطلب علاقات تعايش وتعاون مع جميع الدول التي تحترم إرادتنا في الغرب والشرق، كما يتطلب علاقات تعاون وحسن جوار مع القوى الأقرب إلينا جغرافية وحضارة وتاريخا، وأن أي خلاف بيننا وبينهم يجب أن يحسم بالحوار". وقال الشيخ تميم إن أفضل ما يمكن أن تنتجه المرحلة القادمة الغنية بالأحداث والتفاعلات هو تلك الثقة العربية بالنفس اللازمة للتعامل مع الذات والآخر بشكل متوازن دون تعصب ودون عقد نقص. عزمي بشارة (يسار) دعا لأن يخرج المؤتمر بمشروع إنشاء شبكة لمراكز الأبحاث العربية (الجزيرة) تحولات جيوستراتيجية وكانت أعمال "المؤتمر السنوي الأول لمراكز الأبحاث السياسية والإستراتيجية في الوطن العربي" قد انطلقت صباح يوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة تحت عنوان "التحولات الجيوستراتيجية في سياق الثورات العربية" الذي ينظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بمشاركة أكثر من 160 باحثًا بينهم مديرو نحو 70 مركز أبحاث عربي، وتستمر أعمال المؤتمر لمدة ثلاثة أيام. وقال المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة إن المنطقة العربية تمر بمرحلة مهمة جدا، لأننا نشهد ظهور الرأي العام العربي ككيان يتشكل أمامنا، وينبغي لمراكز الأبحاث أن توجه أبحاثها لفهمه، وعلى الحكومات أن تأخذ بعين الاعتبار دور مراكز الأبحاث لفهم الرأي العام. وأكد بشارة في الكلمة الاستهلالية للمؤتمر على ضرورة أن يخرج المؤتمر بمشروع إنشاء شبكة لمراكز الأبحاث العربية، وأن تخلص أعماله إلى تقديم مرجع أول عن القضية الرئيسية التي يناقشها وهي تأثير الثورات العربية في التحولات الجيوستراتيجية. وأوضح بشارة أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بادر إلى الدعوة لهذا المؤتمر لخلق تواصل بين مراكز الأبحاث. وأكد أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مركز أبحاث أكاديمي مستقلّ ويحضر لإنشاء جامعة للعلوم الاجتماعية والإنسانية تساهم في تكوين الباحثين والخبراء القادرين على تقديم بحوث مهمّة يستفاد منها في رسم السياسات العامة. وبخصوص القسم الثاني من المؤتمر الذي يناقش "الأبعاد الإستراتيجية للثورات العربية"، أوضح الدكتور عزمي بشارة أن النقاشات ستنصب على الأبعاد الخارجيّة وليس الداخليّة.