تلقت ضربات موجعة..لم يشفع لها في تخفيف الألم تفاصيل تلك الليلة الشتوية..حتى الصباح تعمد إرسال أشعته باكرا قبل أن تضمد جراحها نُحتت فى ذاكرة أطفالها بطريقة لا يمحوها غبار الزمن..لا لشىء سوى أنها مدت يدها لجيب زوجها لتوفر لأبنائها بضع جنيهات لمقابلة احتياجاتهم بالنهار، وبالرغم من أنها المرة الأولى التى تُقدم فيها على التسلل لجيب زوجها إلا أنه لم يصدقها..وكأنه يُصر على أنها متوالية زمنية لم تنجل إلا بالصدفة وهي خير دليل..يكيل السباب ويتوعدها بأنه لن يُملك يديها بعد الآن فلسا واحدا..ولإحساسها بالظلم والإهانة معا لم تملك سوى الصمت ودافعها الوحيد في ذلك الصبر الأيوبي هم (أبناؤها) لا هو. حلال بلال: المرأة لاتحب الارتباط بالرجل البخيل...بعضهن يرفعن شعار التمرد عاليا بحجة أن الحياة مع زوج بخيل أصبحت لا تطاق بل ويحرضن النساء بأن يبتكرن الأساليب والحيل التى تأخذ بها ما تريد من مال زوجها..والبعض الآخر يستسلم ويبقى هادئا وتضع على صدرها شعار من أجل أبنائي ..(السوداني) استطلعت عددا من الرجال والنساء حول موضوع أخذ الزوجة مال زوجها من غير علمه، خصوصاً أن عددا كبيرا من النساء يبيح تلك القصة باعتبار أنه مال يخص أبناءها...فماهي الحكاية..وأين الحقيقة..؟؟ ظروف صعبة: ياسين أحمد "موظف" قال إن الظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم بأسره تقتضي أن ينتبه الرجل إلى ماحوله من متغيرات تتطلب الترشيد فى الصرف , وأضاف أن هذا الترشيد أول أعدائه المرأة والتى هي فى الغالب لا تقبل أن يتخذ الرجل هذا المسلك الذى يقف حجر عثرة أمام متطلباتها التى لا تنتهي، إلا أنه قال إن المرأة الموظفة غير التى تجلس فى المنزل , فالموظفة تعرف كيف تأتي بالنقود لذلك تجدها حريصة أكثر من زوجها على أن يصرف بالمعقول، ولا تمد يدها على مال زوجها فى وجوده أوغيابه). عشان مايعرس: الصادق الجعلي قال (للسوداني):(حتى إذا كان الرجل يلبي للمرأة كل احتياجاتها ويوفر لها مستلزمات البيت فهذا لا يرضيها فهى دائما تسعى لأن تمتلك النقود وتصرفها كيفما تشاء ولا تضع أدنى اهتمام لما يمكن أن يحدث فى مقبل الأيام كأن يترك الرجل العمل لأي ظرف أو المرض الذى يتطلب السفر الى الخارج مثلاً, وأكد الصادق ضرورة أن يمسك الرجل المال وأن لا يتخوف من أن ينعته النساء بأنه رجل بخيل , وذكر أن النساء فيما بينهن يتنافسن فى اللبس ويمكن أن تغير المرأة أساس المنزل كل فترة بحجة أنها متزوجة من رجل ميسور الحال وهذا بوبار ليس إلا وصرف للمال فى غير موضعه). ما بخيل ولا حاجة: الموظف أمير سليم قال (للسوداني): (الرجل ليس بخيل ولكن هذا مفهوم سائد بين النساء، ولكن الحقيقة أنه (يلم) القرش الأبيض لليوم الأسود , وأضاف أن المرأة العاقلة هى التى تُذكر زوجها بهذا المثل حتى لا يأتي يوم تمد فيه يدها لأحد حتى ولو كان والدها , وقال إن النساء دائما لايضعن اعتبارا لما يمكن أن يحدث فى المستقبل). للنساء رأي: فتحية حسين "ربة منزل" كان لها رأي آخر وقالت (للسوداني) إن الرجل كل همه توفير الأكل والشرب فى المنزل ويهمل أشياء كثيرة لا تقل أهمية عنهما, ودعت النساء لعدم الاستسلام لتلك العقلية لأن المرأة هي أساس المنزل فهي التى تربي الأطفال وتعرف احتياجاتهم وتضع خطة للتدبير والتوفير تكون هي طوق نجاة للأسرة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وأضافت أن بعض النساء يقمن بأخذ النقود من الرجل لأنهن يعتقدن أن الرجل عندما تكثر النقود فى جيبه فإن أول ما يفكر فيه هو الزواج مرة أُخرى لذلك تسعى المرأة لأخذ المال من زوجها بأي طريقة وفى أحيان أُخرى تستخدم الأبناء كعنصر مساعد لإتمام العملية. دولار وكدا: أما ثريا "ربة منزل" أيضاً والتى اكتفت بذكر اسمها قالت (للسوداني) إنها عندما تطلب مصاريف من زوجها لا يستجيب لطلبها , واضافت أنه يقول لها يجب أن نوفر النقود من أجل تعليم الأبناء وأن كل شئ غير التعليم لا يستحق أن يصرف عليه عدا المرض , ودائما يتحدث لها عن الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعرالدولار , ودائما الصرف فى المنزل يكون مصحوباً بمعلومات اقتصادية , ودعت الرجال أن يضعوا اهتماماً لاحتياجات المرأة حتى لا تمد يدها ويتعلم الأبناء منها هذه الخصلة غير الحميدة والتى لجأت إليها مضطرة. خذي ما يكفيك: حول هذا الموضوع يقول الشيخ محمد خليفة إن البخل من العادات الذميمة , وقال إن هند بنت عتبة رضى الله عنها شكت للرسول صلى الله عليه وسلم أن زوجها شحيح فقال لها خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف، وقال خليفة إن المرأة يجوز لها أخذ مال زوجها إذا كان بخيلاً ولا ينفق عليها ويجوز أن تأخذ من دون علمه والضابط هو بالمعروف. السوداني
