أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان امس ان قوات بلاده تستعد لهجوم بري «وشيك» على المتمردين الإسلاميين في شمال مالي وذلك في اليوم السادس من بدء العمليات العسكرية الفرنسية في مالي. وقال لو دريان في مؤتمر صحافي ان «القوات الفرنسية بدأت تنتشر على الارض في العاصمة باكو وهناك قوات أخرى ستغادر الى مالي في الساعات القليلة المقبلة استعدادا لتنفيذ هجوم بري يهدف الى استعادة سيادة مالي على كامل اراضيها». وأضاف ان قوات بلاده لاتزال تقوم بغارات جوية على القوات الشمالية للمتمردين الإسلاميين بينها مواقعهم في بلدة غاو بهدف إضعافهم مشيرا في الوقت نفسه الى ان التدخل العسكري في مالي سيكون «شديد الصعوبة». وأوضح ان فرنسا تواجه «المئات ممن وصفهم بالإرهابيين في مالي الا انها نجحت حتى الآن في معركتها ضد الحركات الإسلامية المسلحة في القطاع الشرقي من منطقة النزاع». وحذر وزير الدفاع الفرنسي ان حملة بلاده ضد المتمردين في مالي ستكون طويلة وان القوات البرية الفرنسية تنتشر في شمال البلاد. وأضاف لراديو (ار.تيه.ال) «نحن في موقف افضل مما كنا عليه الاسبوع الماضي ولكن المعركة مستمرة وأتصور انها ستكون طويلة». من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية ان قوات برية فرنسية وقوات من جيش مالي طوقت مقاتلين إسلاميين في بلدة ديابالي بوسط البلاد امس. وقال مصدر «قامت القوات الفرنسية بتأمين بلدة نيونو لوقف تقدم الإسلاميين الى سيغو في حين يؤمن جيش مالي منطقة الحدود مع موريتانيا»، وأضاف «انهم محاصرون الآن والهجوم النهائي اصبح مجرد مسألة وقت». من ناحيته، وقال ادوار جيو رئيس اركان القوات المسلحة الفرنسية ان قواته مستعدة لطرد المقاتلين الإسلاميين من مالي بأسرها. وقال لراديو اوروبا 1 «في الساعات القليلة المقبلة لكن لا يمكنني القول ما اذا كان ذلك خلال ساعة ام خلال 72 ساعة نعم.. بالطبع سنقاتلهم بشكل مباشر». وفي تداعيات العملية العسكرية الفرنسية، اكد مسؤول امني في الجزائر ان مجموعة مسلحة اختطفت عددا من الرعايا اليابانيين وفرنسيا في قاعدة الحياة تابعة لشركة المحروقات «سوناطراك» المملوكة للحكومة الجزائرية وشريكيها «بريتيش بتروليوم» البريطانية و«شتات اويل» النرويجية في منطقة تينجنتورين بعين امناس جنوبالجزائر. وقال المصدر الذي رفض الافصاح عن هويته لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) ان الهجوم وقع بمنطقة تقع على الحدود بين عين امناس واليزي، على مسافة نحو 2000 كيلومتر جنوبالجزائر. ولاحقا أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية ان شخصين قتلا وأصيب ستة بجروح بينهم أجنبيان في الهجوم، وأفادت مصادر صحافية وديبلوماسية ورسمية بأن المهاجمين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة وجاءوا من مالي، يحتجزون عددا من الأجانب بينهم فرنسي وأربعة يابانيين ونرويجي وايرلندي. وقد أكد مسؤولون جزائريون ومسؤولون في شركة بي.بي ان المتشددين خطفوا سبعة أجانب على الأقل وقتلوا مواطنا فرنسيا. وقالت وكالة نواكشوط الموريتانية للأنباء (ونا) ان جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنشط في منطقة الصحراء الكبرى نفذت الهجوم في منطقة عين أمناس. بينما قال مسؤولون محليون ان خمسة مواطنين يابانيين يعملون لدى شركة جيه.جي.سي الهندسية اليابانية خطفوا الى جانب مواطن فرنسي، وقالت الحكومة الايرلندية ان أحد مواطنيها خطف أيضا. وذكر مصدر محلي أن مواطنا فرنسيا قتل في الهجوم لكن لم يتضح ما اذا كان الضحية هو الشخص ذاته الذي خطفته الجماعة. وقال وزير الخارجية الايرلندي ايمون جيلمور ان ايرلنديا بين مجموعة من عمال الغاز المخطوفين في الجزائر وطالب بالافراج الفوري عنه. حركة الشباب الصومالية تحكم بإعدام رهينة فرنسي من جهة أخرى قالت حركة الشباب الصومالية المتمردة المرتبطة بتنظيم القاعدة امس إنها حكمت بإعدام رهينة فرنسي بعد أيام من محاولة فاشلة للقوات المسلحة الفرنسية لإنقاذه مطلع هذا الأسبوع. وأضافت الحركة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في بيان أن قرار قتل ضابط المخابرات دنيس أليكس المحتجز رهينة في الصومال منذ عام 2009 اتخذ بالإجماع ويأتي بعد 3 أعوام مما وصفتها بمحاولات مضنية أثناء مفاوضات للإفراج عنه. وقال المتشددون في البيان الذي أرسل عبر البريد الالكتروني وبث أيضا على حساب الحركة على تويتر إن فرنسا وقعت بمحاولة إنقاذ أليكس على تفويض بقتله.