في واحدة من حافلات المواصلات شاهدت جملة طريفة مكتوبة في الجانب الخلفي تقول ( الصورة واضحة ولا في شخشخة ؟ ) علي أيام الإنقاذ التي لم تنقذ السودان من التقسيم ولم تنقذ الاقتصاد من الانهيار توجد شخشخات كتيرات يمكن مشاهدتها بالعين المجردة من تصريحات المسؤولين وبعض الإعلانات في جريدة يومية بيان مدفوع الأجر من مدير مكتب ضرائب البحر الأحمر يناشد فيه رئيس الجمهورية بتعيين مدير عام للضرائب من داخل الديوان وليس خارجه كما جرت العادة – شخشخة أولي وفي الأنباء أن وزير النفط استعجل الشركات العاملة في بعض المربعات الخاوية لاستخراج النفط ، والنفط ليس مثل المياه الجوفية تحفر وتشطف ، ومع هذه الشخشخة سمعت شخشخات تانية عن بترول مملوك لحكومة الجنوب تم بيعه لدولة خليجية في أعقاب فشل مفاوضات التعاون بين البلدين ( اللدودين ) وشخشخة ثالثة عن حرمان السودان من التصويت في مجلس الأمن من أجل تمرير قرارات في غيابه وكأن السودان دولة عظمي أو عضواً دائماً في مجلس الأمن . وشخشخة تلفزيونية مصدرها قرض صيني في حدود 370 مليون دولار ، تسترجعه الشركة الصينية عن طريق تحصيل 4 دولار شهرياً من كل مشاهد يشترك في الباقة الجديدة ، ولاينسي التلفزيون نفسه فيأخذ واحد دولار زيادة ، لأمد لا يعلم مداه إلا السدنة . ومعني الشخشخة أعلاه أن التلفزيون نفسه لا يعترف بالجنيه السوداني وأن ال370 مليون دولار ستصبح 370 مليار في خلال عقد من الزمان . وشخشخة عابرة من خارج السودان مفادها أن خليجياً دعي لمؤتمر في السودان فقال أمام جمع من السودانيين ( هي فرصة للإطمئنان علي أملاكي وأملاك إخوتي في السودان ) والأملاك الموجودة بحسب المطلعين أراضي زراعية تفوق مساحة الدولة التي ينتمي لها السادن الأجنبي . ومن شخشخات آخر الزمان ، تلك الفتاوي التي تعتبر الموقعين علي ميثاق الفجر الجديد خارجين عن الملة ، ومن التجارب فالملة المقصودة هي ملة ( درس العصر ) بكسر الصاد وهي بالتالي وسام في صدر المعارضة وشهادة علي أنها غير ضالعة في الفساد . أما الشخشخة التي ربما حرقت لمبة أو ضيعت الصورة ، فهي الشهادات الورقية بالجنية وبالدولار التي تعطي لأشخاص مقابل فوائد عالية من أجل سد عجز الموازنة المنهارة ، وقيمة الشهادة والفوائد تأتي من طباعة العملة كيفما اتفق ، وبالتالي تنخفض قيمة الجنيه ، والمرتبات وتزداد أسعار الحاجات بما فيها فول الحاجّات ، ويزداد عجز الموازنة مرات ومرات ثم تزداد المظاهرات . الميدان