متأخرة بطريقة طقسية ومتأنقة، دخلت جنيفر لوبيز الغرفة في فندق الفورسيزونز في بيفرلي هيلز وهي تتألق بطاقة الشباب فيما تلمع على فمها ابتسامة شقية. من الواضح ان لا اثر يذكر لانفصالها التراجيدي بعد سبع سنوات زواج من مارك انتوني في عام 2011، رغم اعترافها بأن ذلك كان 'مروعا'. 'احسست ان حياتي كلها قد تداعت،' لكن الفضل يعود الى طفليها ذوي ال4 سنوات التوأمين اللذين ربطاها بزوجها السابق، في عودة الحياة اليها محددا. 'لا تستطيع ان تنهار بشكل كامل، لأن عليك ان تكون معهما كل اليوم وبعد ان يخلدا للنوم يكون لديك وقت قليل لاقامة حفل عزاء لنفسك، وعندما يستيقظان في الصباح، تعود الأمور الى طبيعتها العادية' تقول بسعادة. اضافة الى ذلك فقد غمست لوبيز نفسها بعملها، متلقية المدائح وجانية 30 مليون دولار مقابل ظهورها كحكم في برنامج 'اميركان ايدول'، ومستعيدة حياتها الفنية بالأغنية الراقصة 'اون ذا فلور'، وكذلك لمشاركتها في فيلم 'عصر الجليد: الشق القارّي' وكذلك في فيلمي: 'ماذا تتوقع عندما تتوقع' و'باركر'. 'انا واحدة من هؤلاء الناس الذين لا يستسلمون،' تقول متحمسة. 'هذه فلسفتي في الحياة ولذلك اريد ان اوصل هذه الرسالة كفنانة ان الانسان سيعيش وسيحب وسيرقص مجددا. يجب ان تتمسك. الأمور ستتحسن. الأشياء صعبة جدا وانا احس اننا نكبر ونتعلم في هذه اللحظات وتأكد انني كنت اذكر نفسي بذلك كل مرة'. ولذلك حين طلبها المخرج تايلور هاكفورد لتكون نجمة فيلمه 'باركر' مع جيسون ستاتهام لتمثل دور طليقة في الاربعين من العمر ترفض ان تستسلم للضغوط على حياتها وتصر على التقدم للأمام، فان لوبيز، التي كانت تحاول الخروج من آلامها العاطفية الخاصة، وافقت دون تردد لأنها أحست بعلاقة قوية مع الدور. 'كان توقيتا ممتازا وهدية جميلة ان أفعل ذلك في ذلك الوقت، ان استخدم كل تلك المشاعر وكل الاحباط والحزن واحولها الى شيء كهذا، والذي تكشف عن فيلم جميل جدا.' على الرغم ان المشكلة في حياتها وسيلة لتمثل الشخصية، فقد كان صعبا عليها الاستيقاظ صباحا لأداء العمل. 'صعب جدا،' تقول لوبيز وهي تهز راسها. 'لم أقم بنمط العمل هذا منذ فترة طويلة فقد كنت اعمل في برنامج 'اميريكان ايدول' لسنتين، وكان عليّ ان استيقظ متأخرة، ولذلك حين طلب مني الاستيقاظ في الخامسة او السادسة صباحا لأجهز نفسي لماكياج في السادسة والنصف فان ذلك كان متعبا خصوصا في حالة الاحباط التي كنت فيها'. رغم حالة الاحباط التي كانت تتملكها، فقد حافظت الممثلة ذات ال43 عاما على جمالها الاخاذ على الشاشة، متعرية وصولا الى ملابسها الداخلية في احد المشاهد، وقد ظهر جسمها بانسيابه الذي كان عليه دائما. لوبيز التي تعتبر من اجمل النساء في العالم تعزو جمال صورتها الى التزامها نظاما غذائيا صحيا ورياضيا. 'امارس التمارين الرياضية 3 او 4 مرات في الاسبوع. يعتمد الأمر على لقطات مثل تلك التي ظهرت في الفيلم' تقول مقهقهة. بعد ذلك تعود لوبيز للاعتراف انها بعد تصوير تلك اللقطة فقد كافأت نفسها بتناول وجبة مكدونالد. 'احب مكدونالد' تقول متعجبة. 'مرة في العام' رافعة اصبعها في الهواء. النجمة الكبيرة تشعر ايضا انها صبية بقدر ما تبدو عليه صورتها. في الحقيقة، انها تقابل حاليا شابا في ال25 من عمره، الراقص كاسبر سمارت، الذي يجلس هادئا في زاوية من الغرفة، مستمعا اليها وهي تتحدث. 'لا افكر بنفسي على انني سأكبر في العمر' تقول مؤكدة. 'افكر فقط كيف اشعر وانا اشعر بالصحة الشديدة والرشاقة. لقد درت العالم قبل فترة وكنت ارقص واغني في كل عرض كل ليلة، لذلك لا اشعر انني اكبر من 28 عاما كما كنت افعل في ذلك العمر. احسست انني افضل الآن' تقول ضاحكة وهي تهز رأسها. عانت لوبيز شعور الخطر والضغوط نفسها التي احست بها عندما بدأت العمل في مراهقتها. 'مثل القفز عن منحدر خطر كل مرة' تقول مبتسمة. 'الادرينالين الذي يصعد في جسدك كل ليلة تؤدي فيها امام 20 الف شخص مثير جدا وخطر ايضا بأكثر الطرق غرابة رغم شعورك بالثقة. اعلم ماذا افعل، اعرف ماذا سأقول، اعرف ماذا سأغني، اعرف ماذا سأرقص واعرف ان ذلك سيكون عظيما'. ولدت لوبيز في برونكس، نيويورك وتربت في منزل كاثوليكي محافظ من أب اخصائي كومبيوتر وام تدرس الموسيقى، وقد فكرت بالعمل كمغنية وراقصة منذ عمر 4 سنوات. عام 1986، بعد تخرجها من بريستون هاي سكول، حيث تمرنت على الرقص، اتجهت نحو التمثيل في دور صغير في فيلمها الأول 'ابنتي الصغيرة'. استمرت لوبيز بالرقص بشكل احترافي لعدة سنوات، قبل ان توجه اهتمامها نحو التمثيل عام 1993. بعد عدة ادوار صغيرة انتبهت صناعة السينما اليها من خلال ترشيحها لاحدى جوائز الكرة الذهبية عام 1997 لتمثيلها في فيلم سيلينا، والذي تبعه تمثيلها في فيلم مع جورج كلوني الذي حقق نجاحات في صندوق المبيعات 'بعيدا عن النظر'، والذي دفع بها صعودا في سلم النجومية في هوليوود. بعد عدة محاولات فاشلة مع نتائج صناديق المبيعات، وخلال عام 2001، اطلقت لوبيز حياتها المهنية مجددا كمغنية واعادت تشكيل نفسها تحت اسم جي لو، مما جعلها احدى انجح مغنيات البوب في العالم بمبيعات تجاوزت ال 70 مليون البوم. عبر السنوات، طورت لوبيز صورتها كرمز جنسي، والذي عبرت عنه في شرائط الفيديو كليب الراقصة، ومع ذلك فقد استمرت في تمثيل ادوار الفتاة البسيطة في افلامها. 'لم احصل على ادوار الفتاة المثيرة جنسيا' تضرب لوبيز الطاولة وهي تضحك ضحكة احباط. 'هذا مضحك بشكل غريب. احب ان احصل على كل تلك الثياب المميزة وان اظهر باعتباري جميلة، لكنني لسبب ما لا احصل على ذلك. اعتقد انهم يرون بداخلي شيئا لا يعكس صورتي كنجمة بوب مثيرة. انهم يحفرون اعمق قليلا، وهو امر جيد في اعتقادي. يجب ان اظهر جانبا اخر من شخصيتي' تقول مفكرة في الموضوع. بالتأكيد، وعلى الرغم من شكلها الفاتن، وثروتها الطائلة وشهرتها العالمية، فان لوبيز تنضح بساطة، ودماثة. تحيط نفسها بأفراد عائلتها، بمن فيهم والداها، اخواتها، ابن عم لها مع اطفاله، حيث تصحبهم معها في كل مكان تذهب اليه، حتى الى جولاتها العالمية، وعندما لا تكون تعمل، تقضي وقتها في البيت مع اطفالها. طبقها المفضل ما زال ارز مع الفاصولياء الذي كانت أمها تصنعه لها حين لم يكن والداها قادرين على شراء أي شيء آخر. ونحن ننتهي من حديثنا، تمشي لوبيز نحو عاشقها الشاب الخجول، الذي يقفز عن كرسيه متوقعا ان تسأله شيئا. بعينين محبتين، تقبله بلطف على شفتيه وهي تقول برقة 'هيّا يا حبيبي، دعنا نذهب'. بصراحة، كاسبر يبدو وكأنه اخوها الصغير اكثر منه حبيبها! القدس العربي