عقبت وزارة الكهرباء والماء مشكورة على مقال لي حول موضوع سداد فواتير الكهرباء وكيفية قراءة عدادات الاستهلاك... فوجدت نفسي امام علامة تعجب اخرى اكثر من التي طرحتها في مقالي السابق. عندما تساءلت في المقال عن مدى صحة ما سمعته عن تصوير المستهلك لقراءة عداد بيته ليتم بناء عليه الدفع... افادت الوزارة حسب الرد ان هذا «معمول فيه واصبح ثقافة متبعة لدى العديد من المستهلكين، وان اسلوب التصوير اصبح متاحا للعامة ووسيلة جيدة في تداول البيانات والمعلومات». هذا بالنسبة لي امر كاف ليبين لنا مدى ترهل الخدمات التي تقدمها وزارة الكهرباء والماء... والا ما الذي يدعوني كمستهلك ان اقوم بنفسي بتصوير العداد والتوجه الى الوزارة وتقديم الصورة والدفع؟... اين مسؤولية وزارة الكهرباء والماء في تقديم الفواتير منها مباشرة؟.. بمعنى ان الوزارة هي التي تدعو المستهلك للدفع مثل الدول كلها.. لا ان يقوم المستهلك بذلك نيابة عنها. حقيقة شعرت بالفخر والخجل في وقت واحد من رسالة تسلمتها من احد القراء يعلق فيها على هذا الموضوع... شعوري بالفخر ان هناك من جنسيات عربية اخرى تهتم وتقرأ لي بالقبس... اما الخجل فقد شعرت به عندما عرض علي القارئ السوداني وهو مهندس ان يتوجه بعض موظفي وزارة الكهرباء بالكويت الى السودان في زيارة تستمر اربعة ايام للتعرف الى النظام العصري المتبع هناك في تسديد فواتير الكهرباء والماء. وتعجب القارئ السوداني ان تكون دولة السودان بتواضع امكاناتها ومحدوديتها نجحت في حل هذا الموضوع منذ سنوات، والكويت ما زالت تطلب من المواطن ان يصور عداده ويذهب لتسديد فواتيره...اضافة لمئات الآلاف من المواطنين الذين لم يسددوا ما عليهم من مبالغ جراء استهلاك الكهرباء سنوات من دون ان يصلهم اي امر بالدفع... ليفاجأوا بأمر القطع. يقول الاخ السوداني ان بلاده بدأت حملة لاستبدال الطريقة التقليدية في قراءة العدادات ودفع قيمتها بنظام متطور عصري عن طريق تزويد المنازل والمصانع والشركات بصندوق الكتروني له شاشة رقمية مع ضوء احمر يضيء ويطفئ بسرعات متفاوتة يركب في البيت او المكان المطلوب.. وكلما ازداد الضغط على الكهرباء في البيت تتزايد سرعة الضوء الاحمر في الصندوق، مما يلفت النظر ويشجع على الترشيد تفاديا لانقطاع التيار.. والتنبيه لاعادة الشحن. وفق هذا النظام وكما هو معمول بنظام اعادة شحن الهواتف النقالة.. يتم شراء شريحة من اي متجر او حتى بقال بأسعار مختلفة، ويقوم صاحبها بادخال رمز رقمي في هاتفه النقال بعد وضع رقم الصندوق او ادخاله مباشرة في الصندوق بالبيت، حيث يتم تزويد البيت بالكهرباء حسب قيمة الشريحة. وهذا معمول به في كل الدول المتطورة حسب ما اعرف... الا ان الزميل السوداني فاجأني بأن السودان متطورة عنا بأشواط في هذا المجال. اشكر زميلنا السوداني على الدعوة... واعرض على الوزارة ايفاد وفد صغير برئاسة معالي وزير الكهرباء والماء لدولة الكويت الغنية، ومن قامت مشكورة بالرد على مقالي، ومن يرغبون من مسؤولي الوزارة وموظفيها المتخصصين لزيارة دولة السودان الفقيرة للاطلاع على الخبرة السودانية في تسديد الفواتير، الذي ظللنا نحوس فيه سنوات وسنوات ضاعت فيها حقوق الوزارة.. ونعم فيها المواطن. إقبال الأحمد القبس الكويتية