□ أربع وعشرون ساعة تفصلنا عن اللقاء الكبير والمحتدم بين قطبي الكرة السودانية في استهلالية مشوارهما بدوري المجموعات لدوري أبطال أفريقيا في نسخته الجديدة التي قضت بأن تبدأ مرحلة المجموعات من دور الستة عشر. □ في المعسكر الأحمر تلاشى الاطمئنان الذي سبق مباراة قمة (دعم الطلاب) التي كسبها المريخ بهدفي العقرب وعاشور الأدهم. □ فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي والتناول الإعلامي للأقلام الحمراء لموقعة الجمعة سيلحظ أن حالة الثقة المفرطة التي بدوا عليها في قمة الطلاب قد تضاءلت بشكل كبير وبدأ الحديث عن عدم التراخي والاستهتار. □ وهي نقطة إيجابية جداً ولكن في المقابل يجب أن لا يتمادى الحذر حتى يصل إلى درجة (اهتزاز الثقة) والدخول للمباراة بتوتر ورهبة. □ بالتأكيد أن تلك الحالة لم تأت بمحض الصدفة وإنما كانت لها مسبباتها التي أقلقت أنصار الأحمر بعد أن كسب ندّه التقليدي في قمة الطلاب. □ الأحمر عقب اللقاء المذكور خاض في بطولة الدوري (ست) مباريات كانت على النحو التالي توالياً. □ خسر من الأهلي شندي (1-2)، فاز على تريعة البجا (3-0)، فاز بشق الأنفس على حي الوادي نيالا (2-0)، تعادل على ملعبه أمام المريخ نيالا (0-0)، تعادل مع الأمل بعطبرة (0-0)، فاز على الأهلي عطبرة (2-0). □ المؤشّر السلبي في المواجهات التي تلت قمة الطلاب تمثّلت في (ضعف المردود الهجومي) وقوّة (الجانب الدفاعي) حيث أحرز المريخ خلال اللقاءات الستة (8) أهداف ولم تستقبل شباكه سوى (هدفين) فقط. □ صحيح أن حصيلة الأهداف الثمانية تبدو مقبولة (نظرياً) ولكن على الواقع فهناك نقطة مخيفة جداً وهى أن لاعبي المريخ فشلوا في إحراز هدف لمدة (225) دقيقة بواقع خمسة أشواط كاملة عجز خلالها لاعبو المريخ في إحراز أي هدف. □ المؤشّر الإيجابي كما أسلفنا هو حالة الثبات الدفاعي التي حفظت شباك الأحمر لخمس مباريات على التوالي وهي نقطة إيجابية تعزز من ثقة اللاعبين وحراسة المرمى تحديداً. □ ولكن على النقيض تماماً يبدو المريخ الأفريقي أوفر هجوماً بعد أن استطاع أن يحرز (تسعة) أهداف خلال (أربع) مباريات بعد أن كسب سوني الغيني بغينيا (1-0) وبالقلعة الحمراء (4-1) وعاد من خسارته أمام ريفرز النيجيري بنيجيريا (0-3) إلى فوز عريض بأمدرمان قوامه (أربعة أهداف نظيفة). □ شخصياً أجد أن التعامل بواقعية مع مثل هذه المباريات أمر يقود لتحقيق الانتصار بعيداً عن الثقة المفرطة وبعيداً أيضاً عن الرهبة والخوف لأن أداء المريخ أفريقياً مطمئن للحد البعيد ويبقى العامل المفصلي في الظفر بنتيجة المباراة مبنياً على (طموح) اللاعبين وغايتهم من خوض غمار دور المجموعات. □ في المعسكر الأزرق لا تختلف الأمور كثيراً عن الديار الحمراء فحالة (الثقة) التي تعتري الكتيبة الزرقاء ليست بسبب مستويات الفريق الأخيرة خصوصاً أن الهلال عقب قمة الطلاب خاض (خمس) مباريات دورية كسب منها (ثلاث) وتعادل في (اثنتين). □ حيث استقبلت شباكه (ستة) أهداف وأحرز رماته (12) هدفاً وهي الجزئية التي ستتحكّم في تفاصيل قمة الغد. □ فضعف الدفاع الهلالي لن يجد المعاناة في ظل العقم الهجومي الأحمر ومردود الهجوم الأزرق لن يجد الطريق مشرعاً أمام تميّز الدفاع الأحمر. □ حالة الثقة التي تعتري الأهلّة طفت إلى السطح بعد عثرات المريخ الدورية الأخيرة وبالتالي فإن نقيض ما حدث في قمة الطلاب يحدث الآن في أكبر المنافسات الأفريقية حيث يمكننا أن نعنون مواجهة الغد ب (حذر مريخي وثقة هلالية) وهو عنوان مفخخ بكل تأكيد يمكن أن يتناقض خلال مجريات المباراة لأن كل شيء سيكون تحت أقدام اللاعبين. □ القمة الأفريقية ستكون حامية الوطيس بكل تأكيد على كلا الفريقين لأن هناك نقطة مهمة جداً ربما تكون قد غابت عن البعض وهي أن المواجهة تتزامن مع انطلاقة التسجيلات التكميلية وهو ما يجعل منها (غربالاً) لقدرات اللاعبين وبالتأكيد فهي لن تخلو من (كبش الفداء) مع حدوث أي إخفاق. □ حاجة أخيرة كده :: باقي من الزمن 24 ساعة.