لم يهنأ المريخ بصدارة ترتيب فرق الدوري غير ساعة واحدة فقط، كانت هي الحد الفاصل بين نهاية مباراته مع هلال الفاشر ، وموعد هدف بشه في اهلي عطبرة. فاز المريخ على الخيالة عصرا بهدفين (هدية) من حارس الهلال الفاشر، وردم الهلال الاكسبريس بثلاثية بيضاء ليلا في مباراة كان نجمها حارس الاهلي العطبراوي. الفارق كان كبيرا بين المباراة التي جرت في ستاد عطبرة وتلك التي اقيمت على ملعب النقعة ، فالاولى شهدت مستوى فنيا رفيعا والاخيرة غلب عليها العك والضرب والرفس. قدم هلال السودان افضل مباراة له في هذا الموسم ،خصوصا في الشوط الاول الذي انهاه لصالحه بهدفين لبشة ونزار، لكنه تراجع في الشوط الثاني وقدم اداءا ضعيفا. كان النجم محمد بشير بشه هو كلمة السر، في الانتصار الكبير الذي تحقق بالامس ، حيث سجل الهدف الاول براسية رائعة، وصنع الهدفين الثاني لنوار والثالث، للجزولي. تحرك الجلاد بشة في كل ارجاء الملعب، بفضل لياقته البدينة العالية وحسه الكروي الرفيع ، وقاد العديد من الهجمات الخطرة التي لم يحسن زملاؤه خاتمتها. برزت موهبته في الهدف الاول الذي سجله، حيث جاء مندفعا من الخلف وانسل من بين المدافعين، وقفز لكرة كاريكا المعكوسة في توقيت مناسب واودعها الشباك على طريقة روبش. انخفض اداء معظم لاعبي الهلال في الشوط الثاني، الامر الذي سمح للاهلي ببسط سيطرته في وسط الملعب ،ويبدو ان ذلك راجع لانخفاض لياقة اللاعبين البدينة. المدرب الجديد القديم البرازيلي كامبوس كان حاضرا في الملعب، وشاهد المباراة باهتمام كبير كما بدا من خلال عيون كاميرا النيل الازرق، التي رصدته اكثر من مرة. الاكيد ان كامبوس شاهد فريقا يختلف عن الذي دربه قبل اكثر من ثلاث سنوات، ووقف على مستوى اللاعبين الذين دربهم من قبل او لم يشاهدهم الا امس. ولا نحسب ان الاخطاء التي وقع فيها عدد من المدافعين في التمرير ستفوت عليه ، لانها كانت الابرز في اللقاء وكان من الممكن ان تكلف الفريق الكثير اذا استثمرت. كانت اغلب تمريرات الظهير الايمن سيسه خاطئة، ولا ندري كيف صبر عليه المدرب المساعد مجدي كسلا الى ما قبل نهاية المباراة بدقائق ، قبل ان يدفع بخليفة بديلا له. اربك سيسه زملاؤه المدافعين بتلك التمريرات الخاطئة، واضاع على فريقه فرصة بناء هجمات خطره، رغم ان الجهة اليسرى للاهلي كانت هي الحلقة الاضعف. ومع ذلك نقول ان مجدي كسلا ومعاونون نجحوا في قيادة الفريق لهذا الانتصار الكبير رغم الظروف التي كان يمر بها والمتمثلة في استقالة مدربه الاساسي نصرالدين النابي. قدم الاهلي مباراة كبيرة، رغم ولوج ثلاثة اهداف في شباكه منها هدفان في الشوط الاول وهدف في بداية الثاني، الا انه لم يستسلم او يرفع الراية البيضاء. كان يمكن للاهلي ان يصل لمرمى الهلال او يحدث مفاجأة ، الا ان عزيمة لاعبي الهلال الذين كانوا حريصين على تقديم النتيجة هدية لمدربهم الجديد حالت دون ذلك. الفوز على الاهلي في معقله بمدينة عطبرة وبثلاثية بيضاء نتيجة جيدة، تؤكد ان الهلال تخلص من عقدة التعثر في الولايات كما كان يحدث في بعض المواسم. لعب الهلال هذا الموسم خمس مباريات في الولايات انتصر في اربعة وتعادل في واحدة، بينما لعب غريمه المريخ اربعة، تعثر في ثلاثة وفاز في واحدة. آخر الكلام كنا ننتظر من مخرج المباراة ان ينقلنا بكاميراته الى حيث يجلس المدرب كامبوس، وذلك عند دخول خليفة، لنشاهد ردة فعله، والجماهير تردد (هليفة .. هليفة .. هليفة). التركيز على الكرة فقط وتجاهل تصوير ردات الفعل المصاحبة للمباراة، سواء كانت من جماهير او مدربين، يشير الى ان هناك فقر في المواهب الاخراجية والابداعية. لم نشاهد حوالي خمسة دقائق من الشوط الثاني لمباراة الهلال والاهلي ، بسبب انقطاع البث المفاجئ، فهرعنا الى الاذاعة لمتابعة تفاصيل اللقاء. تقدم الاذاعة في العادة خدمة ممتازة للمستمعين الرياضيين ، لمواكبتها وحرصها على تغطية كل الاحداث، لكنها للاسف لم تعمل على تطوير مذيعيها. مذيع مباراة امس في الاذاعة ، وضح انه لا يملك الحد الادنى من مقومات المذيع العادي ، لا صوت، ولا معلومة، ولا تشويق ، ولا أي حاجة جاذبة. لا تتركونا لامثال هؤلاء يا رشيد، ويا يوسف. وداعية : في رعاية الله يا نابي. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته