□ أحبط منتخب الشباب القاعدة السودانية بسقوطه في آخر عشر دقائق أمام ضيفه البوروندي بهدفين نظيفين في الدور قبل النهائي من تصفيات أفريقيا المؤهّلة لنهائيات الكان 2019 التي ستستضيفها النيجر. □ منتخبنا الوطني عاد بنتيجة مثالية من مواجهة الذهاب ببورندي وهي التعادل الإيجابي بنتيجة (1-1) وكان يكفيه التعادل السلبي بإستاد الهلال لبلوغ المرحلة المفصلية ومواجهة زامبيا التي تأهّلت على حساب رواندا قبل يومين. □ ولكن لأننا ندير كل شيء بالصدفة والأهواء الشخصية والأحلام الوردية انتهت مشاركة منتخبنا الشاب بسرعة الصاروخ رغم أن كل السيناريوهات كانت في مصلحته وهو يلعب مواجهة الإياب بأرضه ووسط جماهيره ويكفيه التعادل السلبي أو تحقيق الفوز بأية نتيجة للوصول للمرحلة القادمة إلا أنه انكسر وغادر. □ وليت الانكسار المذكور حدث في البدايات حتى يتم تعويض ما يمكن تعويضه ولكن للأسف الشديد كل أمراض الكرة السودانية تلخّصت في أداء المنتخب عموماً وجاءت خاتمة الدقائق الثماني الأخيرة موازية تماماً لواقع منتخب (برقو) الذي قبل هدفين خلال الفترة المذكورة. □ ليت الاتحاد العام ومن قبله رئيس لجنة المنتخبات الوطنية اعتذر عن المشاركة منذ البدايات قبل أن يدخل نفسه في ورطة الإلزام بسداد غرامة قوامها (خمسون ألف دولار) في حالة عدم المشاركة وتوجيه المبلغ الدولاري في ترتيب البيت الشبابي من الداخل بأساس متين ودعم دوري الشباب والعمل على تقنينه. □ خسارة أمس الأول والعرض الباهت الذي قدمه المنتخب لم يأت بمحض الصدفة وإنما كحصيلة طبيعية على العمل بمبدأ (رزق اليوم باليوم) والتحجج بالمبرر الشهير (فاجأنا الخريف). □ منذ متى والاتحاد السوداني لكرة القدم يعرف تماماً بأنه مواجه بأداء مباراتين أمام بوروندي في تصفيات الكان للشباب فماذا فعل لتلك المشاركة وكيف أعد نفسه لها؟ هل أقام المعسكرات؟ هل انتقى اللاعبين بصورة صحيحة؟. □ تم تجميع المنتخب وتكوين الجهاز الفني له قبل عشرة أو تسعة أيام من مواجهة نظيره البوروندي وتم اختيار اللاعبين بطريقة أقل ما توصف بأنها عشوائية ومتخلفة للحد البعيد وتتنافى تماماً مع شعارات هذا الاتحاد الرنانه (النهضة والإصلاح). □ تخيلوا أن جميع خيارات منتخب الشباب الحالية لم تضم أي لاعب من دوري الشباب لأندية الدرجة الممتازة والأولى بولاية الخرطوم ومع ذلك يبشرنا عرّاب المنتخبات الوطنية السيّد حسن برقو بأن منتخبه الحالي سيصل لنهائيات النيجر !! □ مضحك جداً أن نسعى للتأهّل ومثير للسخرية جداً جداً أن نطمح حتى لبلوغ النهائيات ومازال دستور الاتحاد في اختيار عناصر المنتخب هو (اللاعب الجاهز) بأندية الدوري الممتاز وليست منافسة الشباب التي تفرغ العناصر لمنتخب تلك الفئة. □ نجاح تلك المنتخبات لا يرتهن فقط لوجود الدولارات بخزانة رئيس لجنة المنتخبات الوطنية وإنما يعتمد في المقام الأول على (التخطيط الاستراتيجي) الذي نحتاجه بشدة وبخطط خمسية وعشرية وليس تجمّعاً لمدة عشرة أيام فقط. □ ما حدث لمنتخب الشباب سيحدث لمنتخب الناشئين والأولمبي وحتى الأول فرئيس لجنة المنتخبات الوطنية يبدي اهتماماً كبيراً بمنتخب الدولة ولكن للأسف الشديد يأتي الاهتمام المذكور بصورة خاطئة وكأنما كل مشاكل وبلاوي منتخباتنا ستحل (بحافز الشان) فقط. □ لو قام حسن برقو بدراسة مشاركات المنتخبات السنية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وأعد إحصائية متقنة للسلبيات والإيجابيات لقرر على الفور تغيير خططه ومفاهيمه تجاه مشاركة المنتخبات الوطنية خارجياً إلى وضع خطة خمسية لتمكين منتخباتنا بمختلف فئاتها السنية على المنافسة حتى الرمق الأخير وليس (شرف المشاركة). □ غادر منتخب الناشئين بطولة سيكافا بفضيحة بعد أن تعادل في المباراة الأولى أمام أوغندا (1-1) وخسر في المباراة الثانية أمام ناشئي تنزانيا بستة أهداف نظيفة وأمس الأول سقط منتخب الشباب بإستاد الهلال بهدفين نظيفين. □ منتخب الناشئين سيشارك في تصفيات أفريقيا للناشئين التي ستستضيفها تنزانيا في 2019 والمنتخب الأولمبي سيشارك في تصفيات أفريقيا تحت 23 والتي ستستضيفها مصر في 2019 أيضاً خلال شهري نوفمبر وديسمبر ومنذ الآن على الاتحاد العام أن يعتذر مبكراً عن المشاركة ويقوم بترتيب المنافسات السنية أولاً. □ فالوضع الكروي في السودان مازال يئن ويحتاج لعلاج ناجع وطويل الأمد ولن يحيا بمهدئات شداد أو دولارات برقو لأن المناعة ضعيفة ولن تقوى على الصمود أمام وباء الفكر الإداراي الكروي المتراجع. □ متراجع لأن نتائجنا قبل عهود الاحتراف وصناعة اللعبة كانت مميزة وكنا طرفاً أصيلاً في التنافس أما الآن فنحن نمثّل (كبري معبّد) لعبور المنتخبات الأخرى لأننا عجزنا عن المواكبة. □ حاجة أخيرة كده :: أول مرة أشوف مدرّب أجنبي يدرّب جميع منتخبات الدولة أول وناشئين وشباب !!